Valerie Abou Chacra: أشعر بمسؤوليّة كبيرة تجاه مجتمعي

تمضي الممثّلة اللبنانيّة فاليري أبو شقرا معظم وقتها مع التوأم، وهي تكتشف جوانب جديدة من شخصيّتها، وتفرح بالأشياء الصغيرة الإيجابيّة التي تحدث في يوميّاتها. كما تحاول جاهدةً نشر الإيجابيّة بين المتابعين على مواقع التواصل، فهي لا تعتبر نفسها مجرّد صوت للترفيه، بل تودّ أن تنقل للناس القضايا التي تهمّهم من الناحية الاجتماعيّة والشخصيّة، إذ تشعر بأنّ هذه مسؤوليّتها، علماً أنّ مساعدة الآخرين تعلّمنا دروساً لا مثيل لها. تابعي معنا هذا اللقاء المميّز، حيث تزيّنت نجمتنا بمجوهرات من توقيع الدار العريقة Buccellati.

التصوير: Fouad Tadros، التنسيق: Yehia Bedeir، الشعر والمكياج: Ania Poniatowska لدى MMG Artists، الموقع: Caesars Palace Bluewaters، الإنتاج: Melisa Laory، المجوهرات كلّها من Buccellati المتجر متوافر في دبي مول - الإمارات

لم نلتقِ منذ فترة. أخبريني كيف حالك بصراحة؟

أنا في أحسن حال، الحمدالله. أمضي معظم وقتي مع التوأم وأنا سعيدة جداً في هذه المرحلة من حياتي، إذ إنني أكتشف جوانب جديدة من شخصيتي، وأفرح بالأشياء الصغيرة الإيجابية التي تحدث في يومياتي، فهي قادرة على أن تهزني في العمق وتُخرج مني صفات جميلة، كما أنها تعلمني أموراً جديدة كل يوم. هذه أنا في الفترة الحالية، ناهيك عن أنني أعمل على مشروع جديد قيد التنفيذ.

كامرأة ناجحة في صناعة الترفيه، كيف تنظرين إلى دورك كامرأة في المجتمع؟

أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه مجتمعي، خصوصاً أن فتيات كثيرات يعتبرنني مثالاً يُحتذى به، لذلك أنا حريصة على إيصال الصورة المناسبة وما أنشره أو المواضيع التي أتناولها. دوري هو مثل دور أي امرأة ناجحة ومتمكنة وقادرة على مساعدة مجتمعها من خلال خبرتها وموقعها.

أنتِ أمّ لتوأم. كيف تغيّرت نظرتك إلى الحياة؟ وكيف ستتعاملين في المستقبل القريب مع تربية الطفلين في ظلّ عالمنا المتغيّر جدّاً اليوم؟

لا شك في أن أموراً عدّة تبدلت أو زالت من الذاكرة، فالعقل قادر على برمجة كيانك ليتماشى مع الواقع الجديد والمسؤولية الملقاة على عاتق أي أم أو أب، إذ تصبح تربية الأطفال أولوية لنا، فندرك حينها أهمية وجودنا من خلال نقل القيم والمبادئ التي تربينا عليها إلى أبنائنا، خصوصاً في ظل التطور السريع الذي يشهده عصرنا الحالي.

كيف توازنين بين أدوارك كممثّلة وزوجة وأم؟

كل امرأة قادرة على أن تنظم حياتها وتعطي كل دور حقه ومساحته، كما أن كل حدث جديد يجعلنا ندرك أننا قادرون على مواجهة الحياة من خلال التفكير جيداً وتنظيم الوقت لخدمة مسؤولياتنا تجاه عائلاتنا ومهنتنا.

يُحكم عليك باستمرار من خلال مظهرك، وثمّة ضغوط جمّة للظهور بصورة معيّنة لتكوني امرأة ناجحة. وقد يكون من المرهق أحياناً أن تقلقي بشكل دائم حيال وزنك وشعرك ومكياجك وتلك الأشياء الصغيرة الأخرى التي يبدو أن الناس يهتمّون بها. هل تشعرين بهذا الحمل الثقيل علماً بأنّك ملكة جمال لبنان سابقاً؟

مما لا شك فيه أن المظهر الجميل يخدم الدور الذي أقوم به كممثلة أو كمقدمة برامج، لكنني لا أعير أهمية لكل هذه النقاط التي ذكرتها، إذ أنشر صوراً لا أضع فيها مساحيق تجميل، وأحياناً أظهر بعفويتي وبشعر غير مصفف، لكن لا شك في أنني أنتبه إلى الوزن، وأمارس الرياضة وأعتمد نظاماً صحياً، لكن هذه الأمور ليست مرتبطة فقط بمهنتي، بل هي أصبحت واقعاً يعيشه ملايين الناس للحفاظ على حياة سليمة، جسدياً وعقلياً.

نعيش في عالم افتراضي نتعرّض فيه باستمرار إلى القصف الكلامي والانتقاد سواء البنّاء أو غير البنّاء. هل يمكن القول إنّ البقاء صادقة مع نفسك أصعب من أيّ وقت مضى؟

صحيح هذا الأمر، إذ أصبحت تلك المنابر وسيلة للتعبير عن الآراء من دون حسيب أو رقيب. نعيش في زمن أصبح فيه تقبل الذات أصعب من أي وقت مضى، نتيجة الانتقادات والكلام غير البناء الذي يتعرض إليه المرء، وعلى الرغم من أننا نحاول جاهدين ألا نتأثر بما يقال أو ينشر، مما لا شك فيه أن بعض ذلك قد يزعجنا في الصميم ويترك فينا أثراً لا سيما أننا بشر وكتلة مشاعر. أعتقد أنّ كل ما علينا فعله هو عدم تركيز طاقتنا على هذه الأمور السلبية، حتى لا تتزعزع ثقتنا بنفسنا. علينا أن نؤمن بما نحن عليه حتى لا نتأثر بما يقال أو ينشر.

بصفتك شخصيّة عامّة، لديك الفرصة لاستخدام منصّتك للفت الانتباه إلى قضايا مهمّة. ما هي أكثر القضايا التي تثير شغفك، وكيف تأملين في إحداث تأثير إيجابي في تلك المجالات؟

كل شخص لديه المسؤولية والقدرة على نشر الخير على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنا منذ تواجدي على هذه المنصات، أحاول جاهدةً نشر الإيجابية بين المتابعين، كما أنني لا أعتبر نفسي مجرد صوت للترفيه، بل أود أن أنقل للناس القضايا التي تهمهم من الناحية الاجتماعية والشخصية. هناك قضايا عدّة تهمني وقد تكون مرتبطة أكثر بالطفل، مثل مرض السرطان الذي يصيب عدداً كبيراً من الأطفال، أو العنف المنزلي الذي قد يتعرضون له، كما أشارك في حملات توعية وتبرعات دعماً لهؤلاء الأطفال. أشعر بأن هذه مسؤوليتي، كما أنّ لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزءاً من ذاتك، وهو يضاهي فعل الأخذ، فما تجنيه الروح والنفس من فوائد ومنافع للعطاء هي عبارة عن جملة من المزايا العظيمة، إذ إن مساعدة الآخرين تعلمك دروساً لا مثيل لها.

يبدو أنّ التمثيل اختارك لتكوني إحدى نجماته، إنّما لا يوجد حتّى اليوم عدد كافٍ من المخرجات أو المنتجات أو الكاتبات، ما يعني أنّ القصص التي نراها على الشاشة غالباً ما يجري سردها من منظار ذكوري. ما الحلّ برأيك؟

صحيح ما ذكرته، لكننا نشعر في السنوات الأخيرة بأن ثمة نهضة نسائية في عالم الدراما والسينما. ما الحل؟ ربما على الفتيات والنساء أن يطرحن أنفسهن أكثر في هذا المجال، وأن تثق بهن شركات الإنتاج، وتعطيهن الفرصة لإبراز موهبتهن، وألا يكون الجندر أو نوع الجنس، العامل الأساسي لاختيار المخرج أو النص. للأسف، على المرأة أن تضاعف مجهودها لحجز مكانة لها في هذا المجال.

في جلستنا التصويريّة الخاصّة بك، تتزيّنين بمجوهرات Buccellati التي يعود تأسيسها إلى أكثر من 100 سنة. ماذا تعني لك هذه الدار الإيطاليّة؟

كنت على دراية بتلك العلامة لكنني لم أكن متعمقة كثيراً بتاريخها الذي يعود إلى أكثر من قرن، وأنا معجبة حقاً بما قدمته من تصاميم مذهلة طوال هذه السنوات مع الحفاظ على جوهر العلامة الراسخ في كل قطعة. وهذا أكبر دليل على نجاح هذه العلامة واعتمادها من جيل إلى آخر.

ما الحجر الذي يجلب لك طاقة إيجابيّة؟

أعشق الأحجار الملونة، وأحب أن أتعمق في تاريخها وأستكشف القصص الرائعة والحقائق ذات القيمة التاريخية المحيطة بعالم الأحجار الكريمة. لكنني أعتبر حجر الياقوت من أكثر الأحجار المقرّبة إلى قلبي لا سيما أنه يجلب الطاقة الإيجابية.

ما هو الإرث الذي تريدين تركه وكيف تريدين أن يتذكّر الناس فاليري أبو شقرا؟

هذه هي المرة الأولى التي يُطرح هذا السؤال عليّ، علماً أنني لا أفعل أموراً في حياتي فقط لمجرد أن يتذكرني الناس بعد رحيلي. جلّ ما أتمناه هو أن أكون مثالاً جيداً من خلال أفعالي مع الآخرين، وأن أحافظ على هويتي وأنشر الطاقة الإيجابية أينما حللت.

قدّمتِ أخيراً حفل "جوي أواردز" واحتفاليّة "ليلة صوت الأرض" في الرياض. يبدو أنّ السعوديّة احتضنتك كابنتها المدلّلة. كيف تنظرين إلى هذه العلاقة؟

هما من أجمل التجارب التي قدمتها في حياتي، وكنت سعيدة جداً لاختياري لتقديم هاتين الحفلتين الضخمتين. مما لا شك فيه أنني أعجبت كثيراً بالسعودية، شعرت بأنني في منزلي، فلطالما ذاع صيت حسن الضيافة السعودية في أنحاء العالم، ناهيك عن أن شعبها طيب القلب، وكلنا فخورون بالنجاح الذي تحققه السعودية في السنوات الأخيرة، فهي تجمع كل الشعوب وكل أنواع الفنون تحت سقف واحد. أتمنى أن يستمر هذا العطاء في الفن والمهرجانات، وآمل أن تحذو البلدان العربية حذو السعودية وتقدم للعالم أجمل ما تملك من تراث وفن وثقافة.

كيف تقيّمين تجربتك في مسلسل "من إلى" الذي عُرض منذ فترة؟

سعدت بهذه التجربة والوقوف من جديد أمام الممثل السوري قصي خولي، لكنني كنت أتمنى أن تكون مساحتي في العمل أكبر.