رئيسة كرواتيا حول الجذور والنجاح والفشل

تحدّثنا رئيسة جمهوريّة كرواتيا Kolinda Grabar-Kitarović عن تحكّمها بمشاعرها والرحلات الجويّة المستأجرة وتطلعنا أيضاً على أحلامها وأهدافها وتخبرنا عن والدَيها اللذين استطاعا تربية ابنة عالميّة.

إعداد: Anna Burashova

التصوير:  Maddy Grace O

التنسيق:  Gemma Bedini

المكياج:  Sophia Lenore  لدى Prestige Artists

الإنتاج:  Raisa Murashkina

مساعد التصوير: Philipp Halfmann لدى Prestige Artists

مساعدة التنسيق:  Asya Sokolova

مساعدة الإنتاج:  Margarita Ponomareva

تدريم الأظافر:  Gabrijela PoldrugaćوDanijela Bucalović لدى Roslyn Studio

قطع من Zagreb لا بدّ من اقتنائها

اقرئي أيضاً: رئيسة كرواتيا حول كأس العالم لكرة القدم والعواطف

ما هو الحافز الرئيس الذي يدفعك إلى الأمام؟ وما الذي تعملين من أجله وما الذي يلهمك؟

إنّهما ولدَيّ. وأريدهما أن يعيشا في كرواتيا. سيسعدني طبعاً أن أراهما يستفيدان من الحدود المفتوحة، فإذا ما أرادا التعلّم أو قضاء فترة تدريب خارج البلاد لا أمانع ذلك، لكنّ هدفي يقضي بجعلهما يعودان إلى كرواتيا ويستثمران معرفتهما فيها. لهذا السبب، تحاول حكومتنا منح الشباب فرص مؤاتية. فيجب ألّا يغادر الشباب الكرواتيّون بلدهم، وهدفنا هو بذل كلّ جهودنا لحثّهم على البقاء والعمل في البلد. إضافة إلى ذلك، نودّ أن نجذب الجيل الثاني والثالث من الكرواتيّين المهاجرين للعودة إلى كرواتيا، فنريدهم أن يرغبوا في العودة إلى البلد الذي غادره أهلهم وأجدادهم منذ سنوات.

 

تشكّلين مصدر إلهام وتحفيز للنساء ليس في كرواتيا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم أيضاً. أنت سيّدة جميلة وقويّة وناجحة، فماذا تقولين لهؤلاء النساء؟

أظنّ أنّ جميع النساء في المراكز التمثيليّة، بغضّ النظر عن أعمارهنّ، يجب أن يتذكّرنَ هذه الكلمات: "أحسنت يا فتاة". يجب أن نفتخر بأنّنا نساء ولا ندع ذلك يؤذينا أبداً. يجب ألّا نخشى إظهار أنوثتنا ولا ندع أحداً أيضاً يقول لنا إنّنا لا نستطيع فعل أمر ما لأنّنا نساء أو لا يمكننا ولا ينبغي علينا فعل أمر ما لأنّنا لسنا رجالاً.

تحلّي بالثقة في النفس وآمني بطموحاتك وأهدافك. قد تمرّين بمراحل في الحياة تختبرين فيها الفشل فتندمين حتّى على المحاولة أو تشكّكين في أنّك بحاجة إلى هذا الأمر أو أنكّ تستطيعين إنجازه. استفدي من الفشل لتعلّم أمور جديدة وتصحيح أخطائك. وإن سقطت، انهضي من جديد وابحثي عن مكان لتتقدّمي فيه إلى الأمام. سبق أن ذكرت أغنية Vučica لـEmina Arapović التي تعالج هذا الموضوع بالذات. لا تدعي أيّ شيء أو شخص يضعف ثقتك بنفسك. ولا تتردّدي في طلب المساعدة عند الحاجة. انظري حولك، فثمّة الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة والدعم والوقوف إلى جانبك فتتّكئين عليهم. من الصعب جدّاً أن ينجز المرء شيئاً بمفرده. لدينا أقارب وأصدقاء، وشخص واحد قد يكون كفيلاً ليحول دون سقوطك. لكن حتّى لو لم يكن لديك أحد، لا تنسي أنّه يمكنك الاعتماد على نفسك ولا تستخفّي أبداً بها. الفشل جزء من الحياة ولا يمكننا التعلّم أو تقدير النجاح بدونه، ولا شيء يدوم إلى الأبد. فتأتي الأمور وتذهب، وكلّ مرحلة في حياتنا ستنتهي عاجلاً أم آجلاً. استعدّي لما قد يصادفك في الحياة ولتقييم الوضع والاستفادة منه ثمّ المضيّ قدماً. لا تفقدي التركيز على هدفك، إذ يجب أن يشبه الهدف الذي يجدر إصابته في ميدان الرماية كالذي زرناه معاً. قد تضطرّين إلى الاستدارة حول الهدف أو القفز فوق الحدود أو تحتها للوصول، لكن مهما فعلت لا تصرفي نظرك عن الهدف، وتقدّمي نحوه خطوة تلو الأخرى.

 

هل وثقت بنفسك دائماً وكنت حكيمة؟ وكيف ومتى تمكّنت من تشكيل فلسفتك الخاصّة وإيجاد التوازن الضروريّ للنجاح؟

لا أظنّ أنّه يمكننا دائماً إيجاد التوازن المثاليّ، فككلّ إنسان عاديّ، تسيطر المشاعر والأحاسيس على كياني. تشعرنا التجارب الفاشلة بالإحباط، ويكمن مفتاح النجاح في إمكانيّة التخلّص بسرعة من هذه الحالة وإقناع النفس بأنّ كلّ مرحلة هي بمثابة تجربة جديدة. في أيّامنا هذه، نادرة هي الفرص التي تسمح للأشخاص بالإفصاح عن مشاعرهم عندما يريدون ذلك، فيما تكثر الحالات التي لا يُنصح فيها بذلك. لا يمكنني السماح لنفسي بفقدان التحكّم بمشاعري في خلال المفاوضات الرسميّة لأنّ المستمع يشاهدني بحذر، محاولاً تحليل نظرتي ولغة جسدي أيضاً. وشكّلت بطولة كأس العالم لكرة القدم فرصة نادرة سمحت فيها لنفسي بالتعبير عن مشاعري من دون التعرّض للنقد بسبب ذلك. فنحتاج جميعنا إلى الحدّ من التوتّر في بعض الأحيان في حال أردنا أن نبقى بشراً. وفي نهاية المطاف، السيطرة على الذات في كلّ الأوقات قد تلحق الأذى بصحّتنا.

ولتفسير كيف أتعامل مع ذلك، أودّ أن أقارن ما بين الحفاظ على السيطرة والرماية. أراد والدي أن يُرزق بصبيّ لكنّه رُزق بفتاة، لكنّ الفرحة كانت نفسها. فاغتنم الفرصة من دون أن يعي أنّه يعمل على تربية امرأة متحرّرة، إذ علّمني مهارات غالباً ما تُنسب إلى الرجال، بما فيها رياضة الرماية. وفي وقت لاحق، بدأت بممارسة هذه الرياضة بمفردي، ليس لأنّني أحبّ المسدّسات كثيراً، بل لأنّني أجد نفسي في حالة أسيطر فيها بالكامل على جسدي ومشاعري.

وللقيام بذلك، لا تكفي السيطرة على العضلات والتنفّس بل يجدر إيجاد اللحظة المناسبة لحبس الأنفاس بين دقّة القلب والأخرى عندما تمسكين بإحكام ببندقيّة من العيار الثقيل. هذه المهارة مفيدة للغاية في هذه الجوانب من عملي، أي عندما يكون الإفصاح عن المشاعر غير مناسب. ولهذا السبب بالتحديد، أشجّع كثيراً على ممارسة الرياضة، بما فيها اليوغا والتأمّل، لأنّها تساعدنا على تعزيز الثقة بالنفس.

اقرئي أيضاً: رئيسة كرواتيا… مثال يحتذى به

هل من شخص في حياتك تستشيرينه في أمورك الشخصيّة وتثقين برأيه؟

لا أخاف طلب المشورة ولا أعتبر ذلك دليلاً على الضعف. أثق كثيراً بفريق عملي والأشخاص الذين أعمل معهم. وكما سبق أن قلت في خطابي الافتتاحيّ، لن أخجل من طلب رأي أسلافي. ما من شخص أعتبره مرجعاً لي، لكنّ والديّ بطلاي في حياتي اليوميّة. فعاشا حياة بسيطة نظراً إلى ظروف الحياة الصعبة، والتحقا بالمدرسة الابتدائيّة فحسب. إلّا أنّهما دعما إرادتي في حصولي على تعليم لائق وبذلا كلّ ما بوسعهما لمساعدتي على تحقيق ذلك، إذ تمتّعا بحكمة منقطعة النظير لا يمكن أحد اكتسابها في أيّ معهد أكاديميّ، فضلاً عن قدرة هائلة على الحبّ. لن أنسى يوماً جذوري، وأحترم كلّ الاحترام الأشخاص الذين ترعرت بينهم – هذا المكان الذي يُعتبر جزءاً من الضواحي البعيدة أو الريف. لكنّ والديّ على القدر نفسه من الذكاء وحسن السلوك اللذين يتمتّع بهما كبار أهل المدينة. ولطالما ذُهلت بعملهما الشاقّ وأمتنّ جدّاً للتضحيات التي بذلاها في سبيل حياة أفضل لولديهما. وأنا اليوم أحذو حذوهما وأريد لولديّ وكلّ أطفال كرواتيا أن يعيشوا حياة أفضل من حياتي بعد.

 

هل غالباً ما تزورين المكان الذي ولدت فيه؟

ليس بقدر ما أريد، ففي هذا المكان مناظر خلّابة، إذ يحيط به ساحل Adriatic من جهة والجبال من جهة أخرى. فكبرت محاطةً بالحياة البرّيّة وأحببت الركض في الجوار وركوب الدرّاجات الهوائيّة وتسلّق الجبال. فكنت أتسلّق الجبل وأنصت إلى هبوب الرياح وزقزقة العصافير، وأشعر بأنّني واقفة على قمّة العالم بأسره. وأفتقد بالفعل إلى هذه المشاعر وأشعر بالطبع بسعادة كبيرة عندما أرى أصدقائي من أيّام الطفولة. لكنّ أكثر ما أقدّره هو تمضية وقت أطول مع والديّ وشقيقي. فليس لديّ الوقت الكافيالآن  لزيارتهم بقدر ما أريد، إلّا أنّني آمل أن أتمكّن من التعويض عن غيابي الطويل.

 

هل تزورين مسقط رأسك مع ولديك؟

أجل، لا سيّما أنّ ابني يحبّ تمضية وقته مع جدّيه. وعندما أخبر ولديّ عن طفولتي، لا يسعهما تصديق أنّني كنت أخرج من منزلي في الصباح الباكر لأعود إليه في ساعات متأخّرة من الليل، من دون القلق على سلامتي. فالأمور تغيّرت، وأعلم جيّداً أنّ ابني وابنتي يقدّران التنعّم بهذا القدر من الحرّيّة ويمكنهما التمتّع بذلك في الريف، إذ يركضان في الجوار ويستمتعان بوقتهما كما يشاءان.

 

عن كتبها وأفلامها المفضّلة

إلى أيّ مدى تحكمين على نفسك؟ هلّا تذكرين لنا جانبك الأكثر إيجابيّة وذلك الأكثر سلبيّة؟

أودّ تشجيع الناس على عدم التفكير في نقاط ضعفهم وسلبيّاتهم وكأنّها مريعة، فلكلّ منّا هذا الجانب. بعضها قد يتحوّل إلى إفادة، وقد يتطلّب بعضها الآخر على العكس مواجهتها وإيجاد حلّ لها.

ومن بين نقاط قوّتي، أذكر التصميم والعمل الدؤوب والمثابرة والحسّ الجيّد والقدرة على الإصغاء إلى آراء الآخرين. أمّا نقطة ضعفي فهي الإفراط في انتقاد نفسي. وأظنّ أنّه من الضروريّ أن أبذل جهداً للحدّ من ذلك. فحتّى عندما أحقّق إنجاز ما، أشعر بأنّه يمكنني تحقيق الأفضل بعد لحظات قليلة من الحماسة الشديدة. أنا شخص عنيد ومتهوّر، وغالباً ما أقدم على أمور لا أخطّط لها مسبقاً، لكنّني لم أكن لأحقّق ما حقّقته حتّى اليوم من دون هذه الشوائب. فإمّا أفكّر طويلاً أو أتوصّل إلى نتيجة منطقيّة، وهي أنّه لا يمكنني تحقيق هذا الهدف المحدّد. وأفضّل اتّخاذ قرار غير صائب على عدم اتّخاذه.

 

بعد تمضية نهارك مع فريق عملك، سأسمح لنفسي بأن أدرج ذلك على لائحة نقاط قوّتك. أخبرينا أكثر عنه وعن كيفيّة اختيارك إيّاه.

في الواقع، غالباً ما يتكوّن فريقي من الأشخاص الذين عملت معهم لدى تبوّئي مناصبي السابقة. وفي بعض الأحيان، نصحني المستشارون بالبعض منهم ووظّفوهم. ينبغي على أعضاء الفريق أن يحترموا بعضهم البعض ويتمتّعوا بروح الفريق، لكنّ الأهمّ هو الوفاء للوطن ولبعضهم البعض وللأهداف المشتركة.

 

كيف تعلمين مسبقاً أنّ أحد المرشّحين وفيّ؟

يظهر ذلك جليّاً في الواقع. فريقي ليس بكبير وقلّصت عدده مرّتين مقارنة بالرئيس السابق وحسمت من مصاريفهم. تتّسم علاقتنا بالودّيّة في دائرتنا الصغيرة ونعرف بعضنا حقّ المعرفة، لأنّنا نمضي وقتاً طويلاً سويّاً.

 

تشكّلين وزوجك فريقاً بحدّ ذاته وأنتما معاً منذ أيّام الجامعة. وقال ذات مرّة زوج Margaret Thatcher: "غالباً ما يسألني الناس عن سبب ارتدائي السروال في المنزل، وأقول لهم إنّني أفعل ذلك وأغسله وأكويه أيضاً". فماذا كان زوجك ليقول لو سُئل السؤال نفسه؟

كان زوجي Jakov ليقول: "آخذ سروالي إلى المصبغة".

 

إنّه لمثير للاهتمام. ما السؤال الذي توجّهينه لرجل سياسيّ؟

كيف تقيم التوازن بين العائلة والعمل؟ فغالباً ما تُسـأل النساء عن ذلك، وليتشارك معنا الرجال هذه التجربة.

ماذا عنك؟ كيف تنسّقين بين المسائل العامّة وتلك الشخصيّة؟ كشف لنا فريق عملك عن مطعم البيتزا المفضّل لديك Basta في وسط مدينة Zagreb. كيف تمضين وقت فراغك؟ وماذا تقرئين؟ وهل تحبّين المسرح أم السينما؟

أكرّس وقت فراغي القصير لولديّ. فهما مراهقان في الـ15 والـ17 من عمرهما غالباً ما يردّدان هذه الجملة على مسمعي: "أمّي، كفّي عن إزعاجي"، فيصبح لديّ وقت أطول لنفسي. وكما سبق أن قلت، باتت الرياضة تشكّل جزءاً مهمّاً من حياتي مجدّداً، على الرغم من أنّني أمارسها لمدّة تتراوح بين 10 و15 دقيقة يوميّاً. أطالع الكثير من الكتب وأتابع حاليّاً دراساتي في الدكتوراه حول الأمن الدوليّ. نجحت في كلّ امتحاناتي وأعمل حاليّاً على الملخّص الذي سينتهي قبل فصل الخريف. وإذا نجحت فيه، أبدأ بكتابة رسالتي. لديّ بعض الشهادات الأكاديميّة الفخريّة ويقضي هدفي بالحصول على شهادة الدكتوراه.

وإلى جانب خبرتي الشخصيّة، أطالع الكثير من الكتب التي تشمل موضوع دراستي أيضاً وغيرها من المواضيع، وقد أقرؤها مرّات عدّة. كانت لديّ مكتبة تحت سريري، لكنّ جهاز Kindle بات الآن مرافقي الدائم. فمن الرائع تحميل كلّ الكتب على جهاز واحد والمطالعة في السيّارة أو في الليل.

أحبّ التخييم، خصوصاً في الجبال. وأعشق أيضاً مشاهدة الأفلام مع ولديّ Katarina وLuka. ففي حال لم نتمكّن من الذهاب إلى السينما، نحضّر الفوشار ونجلس أمام شاشة التلفاز ونعلّق على كلّ ما يحصل عليها ونتشاور.

اقرئي أيضاً: تعرّفي إلى رئيسة كرواتيا التي شغلت العالم

ما الفيلم أو نوع الأفلام المفضّل لديك؟

يعتمد ذلك على مزاجي، فيمكنني مشاهدة فيلم كوميديّ أو مشوّق. عندما كان ولداي صغيرين، لم نكن نريد أن نظهر لهما مشاهد الدم والعنف، فاخترنا المشاهد الكوميديّة بدلاً منها. لكنّنا اليوم نحبّ مشاهدة أفلام الأكشن الجميلة في صالات السينما. وأحبّ فيلم Independence Day، لكن ما إن أذكره حتّى يضحك عليّ زوجي. لا أعلم لما أحبّه بهذا القدر، لكن ربّما لأنّه واحد من الأفلام المثاليّة التي اجتمع فيها العالم بأسره للمحاربة في سبيل الحرّيّة. فأجد فيه أنّ خطاب الرئيس ملهم للغاية، إذ قال: "لن نختفي في الليل من دون قتال. سنستمرّ في العيش. سنبقى ونستمرّ". أحبّ كلّ أفلام Luc Besson وPedro Almodovar. وإلى كلّ من لم يشاهد فيلم Mujeres Al Borde De Un Ataque De Nervios (نساء على شفير الانهيار العصبيّ)، شاهدوه فهو مضحك للغاية.

في الواقع، يسهل عليّ أكثر التحدّث عن الكتب التي أطالعها مراراً وتكراراً كفيلم Cien Años de Soledad لـMarques (مئة عام من الوحدة) أو Tres Tristes Tigres (ثلاثة نمور تعيسة) لـCabrera Infanteأو أيّ كتاب من تأليف Isabel Allende. أتكلّم الإسبانيّة والبرتغاليّة، فأحبّ كثيراً الأدب الإسبانيّ والأمريكيّ اللاتينيّ. أتشارك وولديّ حساب Kindle نفسه فأجد ما يروق لي بين الكتب التي يحمّلانها، بدءاً بكتاب Go Set A Watchman لـHarper Lee ووصولاً إلى The Book ThiefلـMarkus Zusak. وأحبّ أيضاً كتاب A Thousand Splendid Suns لخالد حسيني. وبما أنّني أعرف العاصمة كبول جيّداً بفضل زياراتي المتكرّرة، يمكنني تخيّل كلّ مشهد وإعادة عيشه مع الامرأتين الرائعتين اللتين تتمحور حولهما أحداث القصّة.

لكن لا بدّ لي من أن أقول إنّني أعشق المطالعة منذ الصفّ الأوّل. أتذكّر أنّني أحببت قراءة الأدب الروسيّ الكلاسيكيّ أيضاً، وحتّى عندما كان يسألني أستاذي عن الكتاب الذي أرغب فيه بمثابة هديّة لأفضل تلميذ في المدرسة، كنت أقول له War and Peace لـLeo Tolstoy.

 

في هذا السياق، سمعت أنّك أطلقت برنامجاً رئاسيّاً تزورين عبره مدارس مختلفة لقراءة نصوص مستخرجة من الكتب للأطفال.

نعم، أسميت هذا البرنامج "كرواتيا تقرأ". فيقضي هدفي بتعليم التلاميذ الكرواتيّين حبّ الكتب. التفاعل مع الأطفال هو أكثر ما أحبّه في مهامي. نأتي إلى المدرسة ونجمع التلاميذ في صالة الرياضة وأقرأ مع تلميذين أو أكثر أجزاء من الأدب الدراسيّ. ولا نختار سوى كتب من تأليف كرواتيّين. وإذا أراد أحد التلاميذ أن يطرح سؤالاً ما، أجيبه فوراً، لا سيّما إن كانوا فتيات، لأنّني أريد أن يصبحن نشيطات وشجاعات أكثر. اسمي معقّد جدّاً للّفظ، ما يحير الكثير من الكبار لكنّ الأطفال يتذكّرونه فوراً ويلفظونه من دون أيّ صعوبة. وعندما تأتي هؤلاء الفتيات إليّ لمعانقتي، أفكرّ في نفسي:" إذا أمكنني إلهام هؤلاء الصغيرات ليمسكن بزمام الأمور في حياتهنّ، أحقّق إذاً هدفي  في الحياة".

 

دليل كرواتيا السياحيّ

بلدنا ليس بكبير، لكنّه جميل للغاية. على بعد مسافة قصيرة من مسقط رأسي، يقع جبل اسمه Tunina Glava، المعروف أكثر بـHahlići. وثمّة جبل آخر على جزيرة Lošinj يُسمّى Osoršćica لكن يصعب تسلّقه. وفي كلّ مرّة كنت أقرّر فيها تسلّقه، تردّد حرّاسي وأظنّ أنّ السبب هو طقس الصيف الحارّ. إلّا أنّ المنظر من الأعلى يستحقّ المجازفة، فهو يحبس الأنفاس. وبالانتقال إلى البحر، غالباً ما ينصح الناس بـDubrovnik أو Split، لكنّني أشجّع السيّاح على زيارة المنتزهات الوطنيّة (على غرار جزيرة Mljet أو أرخبيل Kornati) أو الشواطئ الصغيرة على جزر Vis أو Biševo ذات الكهف المائيّ الأزرق، أو بلدة Lubenice على جزيرة Cres أو حديقة الزيتون في Lune على جزيرة Pag أو الصحراء الفريدة Blace على جزيرة Brač والكثير من البلدات القديمة التي تشكّل وجهات لصيد السمك على طول الساحل وكذلك البلدات والحصون من العصور الوسطى كـIstria وMotovun

وHum أو القصور على تلال منطقة Zagorje. ففي هذه المنطقة، يتمتّع السكّان بحسن الضيافة والمعاملة الودّيّة. وفي كرواتيا أيضاً جواهر مخبّأة مثل بلدة Rastoke التي بُنيت على شلّالات النهر أو ضفاف نهر Drava الذي يقع بالقرب منĐurđevac . أمّا منطقة Slavonia فأيضاً ساحرة ولم تُكتشف بعد. وعلى مسافة قصيرة من مدينة Vukovar، ثمّة مكان يُدعى Vučedol عاشت فيه القبيلة الأعرق في أوروبا التي تركت وراءها قطعاً أثريّة مثيرة للاهتمام.

وزرنا حديثاً Višnjan في Istra التي يقع فيها أحد المراصد الـ20 الأهمّ في العالم. فيشاهد الباحثون فيه النيازك والمذنّبات التي قد تصطدم بكوكب الأرض. ويتّسم المبنى بجهاز إنذار عالميّ ضمن جدرانه. هذا المرصد الذي يقع في مدينة كرواتيّة صغيرة يهتمّ بأمن الكوكب من خلال مشاهدة مصير الأرض عن كثب، وهذا سبب إضافيّ بين الأسباب الكثيرة الكثيرة لنفتخر بوطننا أكثر.

وتُعرف كرواتيا أيضاً بمأكولاتها الممتازة والصحّيّة، فمطبخها مدرج على لائحة المطابخ العالميّة. وأخيراً وليس آخر، تتميّز بشعبها المضياف والرائع.

اقرئي أيضاً: هل تعلمين كم يتقاضى نجمك المفضّل في الحلقة الواحدة؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث