​​​​​​​Aseel AlYaqoub: "تعلّمي المزيد عن الماضي للتعرّف أكثر على الحاضر"

فيما نحتفل باليوم الوطني الكويتي، سنتعرّف هذا الأسبوع إلى سبع رائدات كويتيّات من مجالات مختلفة صقلنَ بجهودهنّ وعملهنّ وإبداعهنّ تطوّر هذه المجالات. فنحتفي بمسيراتهنّ الرائدة وتأثيرها الإيجابيّ على تقدّم مجتمعاتهنّ. وفيما يلي حوارنا الخاص مع أسيل اليعقوب. 
بدأت مسيرة أسيل اليعقوب الفنيّة في عام 2010 وتطوّرت أكثر في عام 2015 في أثناء دراستها في نيويورك. خلال تلك السنوات الخمس، أصبح من الواضح أنّ معرفتها ببلدها وتاريخه وفروقه الدقيقة بالكاد موجودة. وهذا ما دفعها إلى دراسة الهويّة والثقافة الوطنية باعتبارها عمليات تخصيص وتكييف للمؤسسات الاستعمارية السابقة بدلاً من كونها ظروفاً فريدة أو مستقلة. وبالتالي، فإنّ عملها يعالج هذه المخاوف عبر التساؤل حول ما إذا يجب أن تظلّ هوياتنا متأصلة أو جامدة أم يجب أن تتطور باستمرار. والنتيجة هي إنشاءات جديدة مثل مقاطع فيديو ورسومات وتركيبات ومطبوعات.

التساؤل كيف ومتى وصلنا إلى هنا

للمفارقة ينبع دافع أسيل من تاريخ أجدادها، وتحديدًا نسبها من جهة الأمّ، وتفكّكه نتيجةً لآثار الاستعمار. تقول لنا: "لقد عارض جدّي الأكبر الاحتلال البريطاني للعراق، وذلك أدّى إلى اعتقاله ونفيه لمدّة خمس سنوات إلى بومباي. عند عودته، شهد الثورة العراقية عام 1920 التي زادت من استيائه تجاه الحكم البريطاني، ممّا ألهمه للتمرّد. وباعتباره تهديدًا للبريطانيين، تمّ القبض عليه ونفيه إلى سيلان، ممّا أجبره على التقاعد المبكر من السياسة كرجل محطّم ومحبط. لذلك، غالبًا ما أستخدم نسبي كجدول زمني خلال عملي للتساؤل كيف ومتى وصلنا إلى هنا وهل كان تصوّرنا للحقيقة صحيحًا. ويتميّز كلّ معرض أنتجه بهذا الجدول الزمني لفهم من كنّا وما أصبحنا عليه".

فكيف تظهر جذورها الكويتية في مشاريعها؟ تؤكد قائلة: " تظهر جذوري من خلال الاستمرار في استخدام الكويت كحالة دراسيّة. على سبيل المثال: ""حماة الوطن"هي المجلة الرسميّة الشهريّة للجيش الكويتيّ. تمّ إنتاجها من قبل فريق داخلي ونُشرت قبل إنشاء وزارة الدفاع. لقد سعت إلى تقديم وسيلة اتّصال فعالة تستهدف في المقام الأول الرتب الصغيرة وأفراد المجتمع المهتمّين بالأغراض العسكريّة". قبل أن تؤكد بقولها: "من أجل الحفاظ على طرق إنتاج المجلات، يتضمن المعرض سلسلة محدودة من المطبوعات التي تجمع بين العناصر والرموز المستخلصة من مختلف القضايا من العقدين الأولين للمجلة. في مؤلفاتها الجديدة، تعكس الصورُ تناقضات الماضي والحاضر، وتتساءل ما إذا كانت أهداف المجلة المنشودة, من ناحية حماية تقاليدنا وقيمنا, قد لاقت صدى اليوم".

بيئة بديلة للتعاون والتبادل

فيما يتعلق بالحالة الفعلية للمشهد الفني الكويتي، تخبرنا الفنّانة:" إنّ المشهد الفني الكويتيّ شكّل في الماضي ساحة فنيّة رائدة. أمّا اليوم هناك عدد أقل من صالات العرض ممّا كانت عليه عندما بدأت مسيرتي المهنية بسبب نقص الدعم المؤسسي. فيجب أن تكون مؤسساتنا الثقافية أكثر انتباهاً ودعماً وإلاّ سيسعى الفنانون والمنتجون الثقافيون إلى التطور في مكان آخر". قبل أن تضيف: "لهذا السبب أنشأت ستوديوهات الصفاة، وهي مساحة مستقلّة تضمّ استوديوهات بأسعار معقولة في قلب المدينة لأكثر من 30 فنانًا ومصممًا وموسيقيًا وصانع أفلام وباحث. تخلق المبادرة التي يديرها الفنان بشكل طبيعي بيئة بديلة ومتعدّدة التّخصصات للتعاون والتبادل. خلال العام الماضي، استضافت ستديوهات الصفاة الكثير من عروض الأفلام وورش العمل والمحادثات والمعارض". وساهمت أسيل أيضًا في معرض "حروب الفضاء" في بينالي البندقية للعمارة لعام 2021 وتخبرنا المزيد عنها قائلةً: "لقد شاركتُ في تنسيق جناح الكويت في بينالي البندقية السابع عشر للعمارة عام 2021، جنبًا إلى جنب مع أصايل السعيد ويوسف عواد حسين وصفية أبو المعاطي. بشكل عام، تساءلت أطروحة المشروع كيف يُنظر إلى صحراء الكويت أو المناطق النائية في الكويت على أنّها مناقضة للأشكال الحضرية. على سبيل المثال، في الروايات الاستعمارية، تُعرَّف صحراء الكويت بأنها أرض غير مأهولة ظاهرياً. ومع ذلك، فإن هذا المشهد الصحراوي بمثابة نقطة انطلاق فعالة للأمة من خلال استخراج الموارد، والزراعة، والترسب الثقافي".

أمّا في ما يتعلّق بمشاريعها المستقبلية فتخبرنا أسيل: "حاليًا، أقوم بمراجعة الدراسات الموجودة التي تركّز على ثراء مناقشات الأنساب الإقليمية. ستساعد النصوص في استكمال بحثي الأساسي، والذي يهدف إلى رسم أنسابي باستخدام أدوات قديمة وجديدة لتحليل العلاقات في الماضي، وكما تظهر اليوم. لقد قدّمت أيضًا عينات من الحمض النووي لأفراد العائلة للاختبار، بما في ذلك عيناتي، لتوسيع الروابط التي لا يمكن إضفاء الشرعية عليها إلا من خلال العلم. وهدفي هو الكشف عن الأساطير المحيطة بهويات القرابة".

واختتمت أسيل بمشاركة الرسالة التالية مع بلدها ونساء الكويت بمناسبة العيد الوطنيّ: "المثير للاهتمام في اليوم الوطنيّ للكويت هو أنّه في الواقع كان في 19 يونيو 1961، عندما احتفلنا للمرة الأولى باستقلالنا عن البريطانيين. لكن بسبب الظروف الجوية، تم تغيير الموعد إلى فبراير لتكريم أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح. وفي هذا الصدد، أشجّع رجال ونساء الكويت على معرفة المزيد عن ماضيهم للتعرّف بشكل أفضل على حاضرنا على أمل الاستمرار في الاحتفال بأمانة بتاريخ هذه الأمّة".

إقرئي أيضاً: Hend Almatrouk: "الوقت قد حان لإنهاء الحديث عن التمكين ولندرك أنّنا فعلاً قويّات"

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث