Hend Almatrouk: "الوقت قد حان لإنهاء الحديث عن التمكين ولندرك أنّنا فعلاً قويّات"

فيما نحتفل باليوم الوطني الكويتي، سنتعرّف هذا الأسبوع إلى سبع رائدات كويتيّات من مجالات مختلفة صقلنَ بجهودهنّ وعملهنّ وإبداعهنّ تطوّر هذه المجالات. فنحتفي بمسيراتهنّ الرائدة وتأثيرها الإيجابيّ على تقدّم مجتمعاتهنّ. وفيما يلي حوارنا الخاص مع هند المتروك. 

هي مهندسة معمارية من الكويت، والشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـStudio Toggle. حيث شاركت هند المتروك في تأسيس هذه الشركة المعمارية مع Gijo Paul George في عام 2012. يقع مقرها الرئيس في الكويت ولها فروع في بورتو في البرتغال، وبنغالور في الهند. تخرّجت هند في الهندسة المعمارية من الجامعة الأمريكية في الشارقة وأكملت دراساتها العليا في جامعة الفنون التطبيقية في فيينا. ينجم شغفها بالتصميم عن رغبتها في ترك تأثير إيجابي على كلّ ما يحيط بها.

بعض التّحديات لا تزال قائمة

تأثّرت مسيرة هند بصورة هائلة بالوقت الذي قضته في فيينا خلال دراساتها العليا. تقول لنا: "لقد انبهرت بالتأثير الهائل للأماكن العامّة الجيدة التصميم على التفاعلات البشريّة. فالتفاعلات البشريّة الإيجابيّة هي مفتاح إحساسنا بالرفاهية. لقد غيّرهذا المنظور مسار تفكيري في التصميم ولا أزال استوعب كل شيء من حولي وأواصل التّعلم حتى الآن". وتتابع عن التحديّات التي واجهتها خلال مسيرتها: "على الرغم من تحسّن الأمور قليلاً الآن، في البداية، كان من الصعب أن أكون امرأة في مجال يهيمن عليه الذكور. كان هناك، عدم ثقة عام في قدرات المهندسة المعمارية وعزيمتها بين عامة الناس وأعتقد أنّ ذلك إلى حدّ ما لا يزال صحيحاً اليوم. حسب تجربتي، ينبغي أن تقوم المهندسة المعماريّة بعمل عشر مرّات أفضل على الأقل من المهندس المعماري حتى تُتخذ على محمل الجدّ. في البداية، كانت استهانة الناس بأفكاري وطموحي أمراً محبطاً. وفي هذه اللحظة، حتى بعد أن أصبحت شركتي معروفة جيدًا في الشرق الأوسط، لا تزال بعض هذه التحديّات قائمة. لكن يمكنني القول بكلّ قناعة أنّ هذه التحديّات تقوّيني أكثر وتقوّي عزيمتي". ثمّ تضيف قائلة: "كانت بيئة الصحراء القاسية وكيفية البناء فيها بطريقة مسؤولة تحديًا كبيرًا آخرًا. في الكويت، يتمثّل التّحدي الأكبر في الحفاظ على انفتاح مساحاتنا المميّزة مع تقليل تأثير الحرارة والعواصف الترابية. أعتزّ بكلّ ذكرى منذ أن بدأت مسيرتي. توجد ذكريات جميلة وأخرى سيئة، ولكنّها كلّها دروس وتجارب تُشكلّ الإنسان. ولكن الذكرى الحية في ذهني الآن هي عندما فزنا بجائزتي Architizer A+ Awards في عام 2022، ولقد فزنا بوسام "أفضل شركة معمارية ناشئة في العالم" و"أفضل شركة معمارية في الشرق الأوسط وأفريقيا"، ونحن ممتنّون للغاية".

تحدّي المعايير والممارسات القياسية

تصف المهندسة المعماريّة هوية شركة التصميم الخاصة بها بقولها: "الركائز الثلاث لـ Studio Toggle هي الهندسة المعمارية والعمران الحضري والنشاط. أودّ أن أوضح ذلك كهندسة معمارية متجذرة في نشاط العمران الحضري. بينما نتحدّى المعايير والممارسات النموذجيّة، نتجنّب الاتّجاهات الأسلوبية والزخرفة غير الوظيفية. على الرغم من أنّ عملنا ليس متمرّدًا بطريقة واضحة، إلا أنّه يتعارض بالتأكيد مع التيار. ينصبّ تركيزنا على المساحات المُحسَّنة والشاسعة مكانيًا، والتفاعلات بطبقاتها المتعدّدة مع المناطق المحيطة". وتخبرنا عن بروز جذورها الكويتيّة في مشاريعها: "نستمدّ الكثير من العمارة التقليديّة المحليّة في المنطقة. وخير مثال على ذلك هو أحد مشاريعنا Ternion وهو مشروع سكني يضمّ 3 منازل في بفناء في الكويت. في Ternion، سعينا إلى تقليل التحكّم النشط في الطقس الداخلي من خلال استخدام تقنيّات التبريد السلبي التي تعتبر في الأصل جزءًا من العمارة المحليّة. إنّ المزج بين هذه التقنيات مع استراتيجيات التجميع ذاتية التظليل أعطى المشروع الاتجاه الذي يحتاج إليه مكانيًا وجماليًا. فتتمركز كلّ فيلا حول فناء خاص يضم مسبحًا كتمثيل وظيفي حديث لـلـ "حوش" التقليدي مع إضافة معلم مائي. تتجمّع المساحات الاجتماعية حول هذا المسبح وتتميز بنوافذ زجاجية مرتفعة بالطول، لتسهل التهوئة المتبادلة والتبريد بالتبخير عند فتحها. توفّر الجدران الداخلية الزجاجية مناظر شاملة للحديقة والمسابح وتتمتّع بظلّ من أشعة الشمس الحارقة عن طريق أجسام بتصميم مظلّل تخفّف من اكتساب الحرارة. ما نتج عن ذلك هو بناء يجمع بين صنع أشكال موشورية مكدّسة بأنماط متنوعة، وتجميع تلك الأشكال بنمط يشبه البيكسلات الرقمية، وهو ما يعلن عن خطوط بناء حديثة تمامًا يمكن تفريقها بوضوح عن المحلية".

التفكير وراء التصميم النابع من البحث

تعتقد هند أنّ الكويت تخوض حاليًا مرحلة مثيرة في مجالات الفنّ والتصميم. وتؤكد المهندسة المعمارية قائلة: "يجعل انتشار شركات التصميم والفنانين الشباب المندفعين الذين يتنافسون مع اللاعبين الراسخين مشهد التصميم ديناميكيًا تمامًا وهذا تطور جيد جدًا. وتشارك أيضًا هذه الشركات والفنانون في حركة التصميم في جميع أنحاء المنطقة والدول المجاورة مثل دبي والسعودية وقطر وهو أمر حماسي. أعتقد أنّه من خلال إحساسنا بالنشاط تجاه التصميم الإيجابي والمسؤول، كانت شركة Studio Toggle أداة فعّالة في زيادة الوعي بأهميّة التفكير التصميمي في الكويت والمنطقة. من خلال اتّباع سياسة صارمة للتفكير التصميمي المتجذّر في البحث والتجريب، قاومنا إغراء مطاردة الاتّجاهات والصيحات. آمل أن يكون لهذا تأثيرًا إيجابيًا على محترفي مجال التصميم في المنطقة وأننا ألهمناهم بالالتزام بمُثُل التصميم الخاصة بهم وألا يضلوا طريقهم في مطاردة السوق". وتختتم المهندسة المعماريّة بمشاركة هذه الرسالة مع الكويت ونسائه بمناسبة العيد الوطني: "أدعو أن تبقى الكويت آمنة ومباركة دائمًا، آملين أن نتجه إلى مستقبل مشرق بحبّ وقوّة شعبها صافي النية. رسالتي للنساء الكويتيات هي أن يبقين جريئات وقويّات، وأن تواصلن تشجيع الأخريات من دون إصدار أي أحكام وتعرفن حقوقكنّ، وتآمنّ بأنفسهنّ وتدافعن عنها. التّحديات موجودة دائمًا، لكنني أعتقد أنّ الوقت قد حان لإنهاء الحديث عن التمكين ولنعي أننا بالفعل قويّات. أخيرًا، والأهمّ من ذلك، أدعو أن تكون هناك أحكام قانونية سارية مكرّسة في القانون تمنح المرأة الحماية القانونية ضد العنف وسوء المعاملة حتى تتمكّن من التركيز على أهدافها دون القلق بشأن سلامتها. بارك الله الكويت."

إقرئي أيضاً: Shouq Almarzouk: "لنحتفل اليوم كنساء لديهنّ القدرة على تغيير العالم وإحداث فرق"

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث