الإعداد: Sama Wasmi
إنّه عام جديد نعيش فيه الوباء نفسه الذي أحدث الكثير من الاضطرابات في عالم البيع بالتجزئة. وفي حين أنّ الحاجة العمليّة للملابس الجديدة قد انخفضت، إلّا أنّ شهية المستهلكين للرفاهية لم تنقطع. وبينما ندرك تماماً أنّ الوباء قد أثّر على اقتصادات الأسرة المعيشيّة على المستوى العالمي، إلّا أنّ المحظوظين الذين احتفظوا بوظائف ثابتة ورواتب متوّقعة، وجدوا أنفسهم يكدّسون الأموال القابلة للاستهلاك. ومع الحجر الصحيّ العالمي الذي قلّص النزهات ورحلات السفر، أفسحت هذه العقليّة المقتصِدة المعتمدة حديثاً الطريق لحسابات التوفير المتزايدة في بعض الحالات.
ولكن مع الموافقة على اللقاح في أواخر العام الماضي، راح الناس يتساءلون عن مستقبل التواصل الاجتماعي والسفر ونفقاتهم. هل لديهم ما يحتاجون إليه الآن للعودة إلى الوضع الطبيعي الجديد؟ ومتى سيبدأ هذا الوضع بصورة ملموسة؟ ومتى سيكون زفافهم الأوّل ما بعد الوباء، هل بعد 8 أسابيع أو 8 أشهر؟
يبدو أنّه نظراً لوجود الكثير من الشك والتغيّرات، يقضي الشعور السائد باستثمار الأموال في قطع طويلة الأمد ستخدمنا بغض النظر عمّا يخبّئه المستقبل. أي السلع الفاخرة التي تستحقّ قيمتها وتتجاوز الناحية العمليّة لتناسبنا في أيّ لحظة. فإذا تريدين إحدى مجوهرات Serpenti منذ سنوات، من المحتمل أن يكون هذا الوقت الأفضل للحصول عليها. إذ إنّ فرص استفادتك في المستقبل من حقيبة Hermès Bolide التي اشتريتها أخيراً وافرة جداً على أقل تقدير.
حتّى أنّ رغبتنا في تعزيز الرفاهيّة في ملابسنا اليوميّة باتت تتجلّى في الملابس المنزليّة المريحة ذات الأسعار المرتفعة أمثال تصاميم Suzie Kondi، من الكارديغان الكشميريّ المليئ بالأزرار إلى القبّعات الصوفيّة والملابس الرياضيّة.
"أعتقد حقاً أنّنا قرّرنا الاستثمار في القطع الأزليّة، أي قطع الاستثمار الحقيقيّة"، تقول منسّقة الأزياء Aimée Parfitt ومديرة الزبائن الخاصّة لدى Threads Styling، وتستأنف كلامها قائلةً: "أظنّ أنّ الجميع استغرقوا بعض الوقت لإعادة التفكير وتحديد ما بدأوا الاستثمار فيه".
ثمّة أمر واحد مؤكّد وهو أنّ الإنفاق على الرفاهيّة قد بلغ ذروته في شتّى المجالات في المنطقة "لقد شهدنا زيادة بنسبة 70٪ تقريباً في مبيعات سلعنا الفاخرة ذات الأسعار المرتفعة في الأشهر الماضية، ومنذ أخبار إيجاد اللقاح أيضاً"، بحسب قول Resham Khan من العلامة التجاريّة الفاخرة للمجوهرات Arkay Jewellery.
ويبدو الأمر كما لو أنّ بصيصاً من الأمل الذي انبثق عن أخبار الموافقة على اللقاح قد دفع الكثير منّا إلى نزع بيجاما Fendi التي ارتديناها مطوّلاً لنسأل أنفسنا ماذا سنفعل الآن حتّى نعود إلى العالم الطبيعي مرّة أخرى.
ولربّما آن الأوان لنعيد الرفاهية إلى حياتنا بعد أشهر من المستقبل المجهول وذلك حتماً عن طريق الإنفاق، إنّما بحكمة قبل أن نغرق في الالتزامات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي سيجلبها العام 2021.
اقرئي أيضاً: ما بين Maria Grazia Chiuri وابنتها Rachele ReginI
