الواقع المعزّز: القوّة الخارقة الجديدة في عالم الموضة

تكمن القوّة الخارقة في تخيّل ما لا يمكن تخيّله ورؤية ما لا يمكن رؤيته. واليوم، قد تصبح هذه القوّة بين يديك أيضاً. لكن سندع القوى الخارقة غير الواقعيّة جانباً لبرهة، لأنّنا سنتطرّق الآن إلى واقع أكثر واقعيّة من واقعك ومن كلّ ما قد تتخيّلينه.

ظهر في الآونة الأخيرة استخدام التكنولوجيا المتقدّمة في مجال الموضة ونتوقّع أن تكون هذه البداية فحسب، إذ إنّ العام 2018 سيكشف لنا عن تقنيّات حديثة واستثنائيّة لم تريها من قبل. وفي السنوات القليلة الماضية، دخل الذكاء الاصطناعيّ عالم الموضة عندما صُنعت الكمبيوترات لتنجز المهامّ التي تتطلّب عادة الذكاء البشريّ، ثمّ ظهر البودكاست الذي يتيح لك الفرصة للاستماع إلى ملفّات صوتيّة رقميّة حول مواضيع تتعلّق بالموضة. لكن هل حان الوقت لتقديم تقنيّة جديدة؟ طبعاً! لسنا واثقات إذا كان مجال التكنولوجيا أو عالم الموضة هو الأكثر صخباً لكنّنا متأكّدات من أنّ المجالين في سباق مستمرّ. لذا استعدّي لتتعرّفي معنا على تكنولوجيا جديدة لم تعرفيها سابقاً: الواقع المعزّز.

اقرأي أيضاً: Josep Font يعيد إحياء إرث Delpozo


الواقع المعزّز تكنولوجيا قائمة على إسقاط صور افتراضيّة في واقع المستخدم الحقيقيّ. وشهدنا منذ فترة مثلاً موجة هائلة من الناس الذين انتشروا في كلّ مكان محاولين إمساك وحوش ظهرت في مواقع حقيقيّة من خلال تطبيق Pokémon Go الشهير والذي حمّله أكثر من 500 مليون شخص. واليوم، نرى المشهد نفسه في عالم الموضة أيضاً لكن من دون الوحوش حتماً. فكيف تطبّق إذاً هذه التقنيّة في مجال الموضة؟

وُجدت تقنيّة الواقع المعزّز منذ سنوات كثيرة، إلّا أنّ إستهلاك الجمهور إيّاها لم يبدأ فعلاً إلّا في السنة الماضية. وبحسب إحدى دراسات Digital Bridge، 69% من المستهلكين يتوقّعون أن ينضمّ التجّار والشركات إلى هذه اللعبة، فيطلقون تطبيقات الواقع المعزّز الخاصّة بهم، تماماً كما فعلت علامة Zara في شهر أبريل عندما سمحت لزبائنها برؤية الملابس وشرائها من خلال استخدام الهاتف وجهاز استشعار موجود في واجهات متاجر محدّدة للعلامة، إذ تظهر فجأة على الهاتف عارضات لعرض بعض الإطلالات. لكن لم تكن Zara العلامة التجاريّة الأولى التي تستخدم تقنيّة الواقع المعزّز، إذ أضافت دار Burberry سابقاً ميزة من هذه التقنيّة بالذات للتفاعل مع المستخدم عبر الكاميرا من خلال إضافة رسومات مستوحاة من Burberry نفّذها الفنّان Danny Sangra. ونذكر أيضاً محاولة LVMH لإضافة هذه الميزة أيضاً إلى عطور Christian Dior وGalerie Lafayette، إضافة إلى تطبيق Makeup Genius من L'Oréal التي تمنحك الفرصة لاختبار تدرّجات مستحضراتها افتراضيّاً على هاتفك.

اقرأي أيضاً: تعرّفي إلى الفنّانة التي ترشد النساء في رحلة العثور على الحرّيّة

وممّا لا شكّ فيه أنّ التسوّق يرتبط بالمشاعر والأحاسيس، لكنّ استراتيجيّة التسويق هذه هي طريقة عصريّة وجديدة تضفي المزيد من المشاعر على هذه التجربة الفريدة من خلال دمج المستهلك ودعوته إلى التفاعل مع العلامة التجاريّة والسرد القصصيّ التفاعليّ. واختفى الآن تطبيق Pokémon Go إلّا أنّه شكّل حتماً درساً مهمّاً للشركات التي تعرّفت أكثر على ما يريده المستهلكون وعلى ردّة فعلهم تجاه المنتج. ولا ننسى أنّ هذه الطريقة قد تصبح أداة قيّمة لزيادة المبيعات، إذ قد تساهم في ردع المستهلك عن التردّد قبل الشراء وتخفض بالتالي معدّل إعادة المنتجات بعد الشراء، وتساعد أيضاً الشركات على الاطّلاع على المزيد من المعلومات حول المستهلكين، خصوصاً في تجربة مميّزة كتلك في الموضة.

ومن المهمّ جدّاً أن نتنبّه إلى طريقتنا في النظر والتفرقة بين الواقع الحقيقيّ والعالم الافتراضيّ، لكن حتّى يومنا هذا لم تندمج هذه التقنيّة تماماً في عالمنا لنتمكّن من تقييم آثارها. إلّا أنّ الأكيد هو أنّها تجعل حياتنا أكثر متعة وإفادة وتشويقاً وطبعاً أكثر مفاجأة وإبداعاً وابتكاراً. لذا لا تخشي استخدام التقنيّات الجديدة مثل تقنيّة الواقع المعزّز، فعالم الخيال دائماً رائع ومليء بالسحر.

لكنّنا نتساءل الآن... إذا كان مجال الموضة يتوجّه نحو عالم غير ملموس، فما هي الخطوة التالية لأسر الزبائن والمستهلكين يا ترى؟ ماذا لو جُهّزت المتاجر بتقنيّات جديدة مثل كاميرا تتلقى كلّ المعلومات حول الزبون من خلال بؤبؤ العين، فتسهّل بالتالي عمل فريق المبيعات ليقدّم إلى الزبون الملابس المناسبة له بحسب مقاساته ومواصفاته وذوقه وأسلوبه. وستعود استراتيجيّة التسويق والمبيعات المفصّلة هذه بالفائدةعلى الطرفين حتماً، فهي تسمح للزبون بالحصول على خدمة مخصّصة أكثر من ذي قبل من جهة وتساهم في زيادة أرباح الشركات من جهة أخرى.

اقرأي أيضاً: تعرّفي إلى المبدعة خلف علامة YNM

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث