تعرّفي إلى تيما ومايا، رائدتان شغوفتان بخدمة التوجّه المستدام

أسّست تيما حمادة ومايا طليع خطون متجر RIOT الإلكترونيّ لشراء ملابس الماركات العالميّة المستعملة، وذلك لشدّة شغفهما بالموضة وتحقيق الاستدامة. وتسعيان بعزم كبير لتغيير نمط التفكير عند الناس وتخطّي القيود والظنون الخاطئة حيال الأزياء المستعملة، ولا شكّ في أنّهما تستمتعان فعلاً في هذه التجربة. وعلى الرغم من اختلاف طريقتيهما في العمل، يولّد تضافر جهودهما نتيجة مثاليّة، إذ تتّبع مايا مقاربة عمليّة، فسبق لها أن شغلت منصب خبيرة معنيّة في حالات الفقر ضمن برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ، أمّا تيما فتعتمد طريقة أكثر هدوءاً وتريّثاً، إذ تولّت منصبي مديرة العلامة التجاريّة ومديرة التسويق التجاريّ لدى شركة Procter & Gamble. وأثناء مقابلة ماري كلير العربيّة هاتين المرأتين الملهمتين في أجواء من المرح، أطلعتانا على آرائهما حول عالم الموضة والتوجّه المستدام.

اقرئي أيضاً: الخيارات الأخلاقيّة باتت أكثر مواكبة للموضة

ماذا علّمتكما سنة 2019 حول الاستدامة، وكيف تجسّدانها في RIOT؟

أوّلاً، شهد العام 2019 ارتفاعاً مفاجئاً لنسبة وعي المستهلك عن الأزياء المستدامة على مواقع الإنترنت بمعدّل 66 في المئة. وفي الوقت عينه، ازداد انتاج الملابس ليبلغ 100 مليار سنويّاً بحلول العام 2019، في حين انخفض عمر الملابس بحوالى النصف في خلال السنوات العشر الأخيرة. فباختصار، نشتري ضعفي الملابس التي نرتديها فعليّاً. وبما أنّ المستهلكات يتمتّعن بهذا السلوك المتناقض، ينجذبن إلى متجر RIOT. فيرغبنَ في شراء قطع المصمّمين من دون ارتدائها أكثر من مرّة، خاصّة في ظلّ مواقع التواصل الاجتماعيّ التي ترصد جميع إطلالاتهنّ، لكن في الوقت عينه يبحثنَ عن الملابس الصديقة للبيئة. فحين تشترين القطع المستعملة أو تبيعينها عبر منصّة RIOT، تعفين العالم من مخلّفات عمليّة الانتاج، نظراً لأنّ القطع متوفّرة في الأصل. فبذلك، تطيلين عمر القطع بنسبة تقارب العامين، وبالتالي تساهمين في إخفاض نسبة الكربون والنفايات والبصمات المائيّة بحوالى 73 في المئة.

بما أنّ إنستجرام يسمح اليوم بشراء القطع من خلال المؤثّرات، هل تفكّران في التعاون معهنّ، وعلى من يقع اختياركما؟

بالنسبة إلينا، يساعد العمل مع المؤثّرات على نشر الوعي عند متابعيهنّ حول الموضة المستدامة وتهديد صناعة الموضة للبيئة ومدى إمكانهنّ إحداث التغيير عبر كلّ درهم ينفقنه على الملابس. ونعي تماماً أنّ التغيير ينبعث من القناعة، وبالتالي نودّ أن تكون المستهلكات مقتنعات فعلاً بالدور الحاسم الذي تلعبه الموضة المستدامة. فالبفعل، نقدّر جهود المؤثّرات اللواتي تعاونّا معهنّ في نشر هذه الرسالة القيّمة وتشجيع الناس على الانضمام إلى الحركة التي أطلقها RIOT. فعملنا مع Fozaza في السابق، وهي رائعة فعلاً، فلا تتعاون إلاّ مع العلامات التي تعجبها، واستمتعنا بعملنا معها ضمن حملة جمع الأموال برعاية المفوّضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين أثناء رمضان المنصرم. كذلك، لا نزال نتعاون مع Dana Hourani، من خلال بيع قطع الأحجار الكريمة المستعملة، إذ تمثّل أيقونة للأزياء داخل فريق RIOT وأصبحت مؤخّراً أيقونة الموسيقى أيضاً.

كذلك، نسعى للعمل مع المؤثّرات الناشئات اللواتي يتخصّصن بمجالهنّ. فتسلّط دعوات العشاء التي نقيمها في RIOT على النساء الناجحات اللواتي يمكننا التواصل معهنّ. فنقيم العشوات مرّة كلّ شهر لمناقشة كافّة القضايا، أبرزها الاستدامة والتحديات التي تواجهها النساء المحترفات.

برأيك، ما هي العلامة الأكثر مبيعاً على منصّتك ولماذا؟

أعتقد أن Chanel هي العلامة الأكثر مبيعاً. فلديها طابع أزليّ يتّسم بالأناقة ولا يفقد قيمته. وتتخطّى أعمار قطعها أعمارنا، فنلاحظ كيف تنتقل القطعة ذاتها من الجدّة إلى الوالدة وصولاً إلى الإبنة.

اقرئي أيضاً: نساء عربيّات يؤسّسنَ‭ ‬مجلس‭ ‬في‭ ‬شقّة‭ ‬بنتهاوس‭ ‬في‭ ‬مانهاتن‬‬‬‬‬‬

من أيّ منصّة تحصلان على أكبر عدد من الطلبات، وكيف تحاولان جذب منصّات أكثر؟

عادةً ما تصلنا الطلبات من إنستجرام، وكما تعلمين تركّز هذه المنصّة على المحتوى. فنحاول أن نقدّم المحتوى الأمثل الذي يسلّط الضوء على مجموعاتنا المنسّقة والأزياء المستدامة بشكل عصريّ لكي يجذب المستهلكات فيتخلّصن من الظنّ السائد أنّ الثياب المستعملة قديمة ورديئة.

هل من "موسم ذروة" لتسوّق الملابس المستدامة عبر الإنترت، وماذا عن شهر رمضان المبارك؟

يتّبع التسوّق الإلكترونيّ للملابس المستدامة الوتيرة ذاتها كالتسوّق العاديّ، أمّا مهرجان دبي للتسوّق ومواسم الأعياد فتمثّل موسم الذروة. ولشهر رمضان الكريم وتيرته الخاصّة، إذ تستغرق النساء بعض الوقت في البداية للاعتياد على التغييرات المطلوبة في خلال هذا الشهر، وبحلول نصفه، يبلغ موسم التسوّق ذروته فيبحثن عمّا يرتدينه في العيد.

ما هي آخر المشاريع المستدامة التي ألهمتكما؟

استمدّينا إلهامنا من عمل Stella McCartney في توعية المستهلكات وتثقيفهنّ حول الموضة المستدامة ومساعدتها في صياغة ميثاق الأمم المتّحدة لصناعة الأزياء. فارتقت هذا العام بالتزامها بالتوجه المستدام الذي جسّدته وأثبته في أعمالها، إذ تعاونت مع متجر للملابس المستعملة في الولايات المتّحدة، وهي من المصمّمين الأوائل اللذين شجّعوا هذه المبادرة التي ترمي إلى الحفاظ على البيئة. وهذا تماماً ما دفعنا إلى بذل المزيد من الجهود يوميّاً لإحداث فرق هائل.

ما هي الحجّة التي تطرحينها لتحفيز المرأة العربيّة على التسوّق المستدام عبر منصّات شبيهة بمنصّـتكما؟

تُعدّ النساء العربيّات اليوم أبرز الشاريات عالميّاً للأزياء الراقية. لذا تعيرهنّ دور الأزياء الأبرز كدار Christian Dior و Gucci اهتماماً خاصّاً لتلاقي كافّة تطلّعاتهنّ. وأفادت Hermès أنّ الشرق الأوسط يساهم في ما يقارب 35 في المئة من نموّ المبيعات السنويّ لديها.

لذا أكتفي بهذه المعلومة: بحسب دراسة حديثة، إذا ابتاعت كلّ امرأة قطعة ملابس مستعملة بدلاً من ملابس جديدة في هذه السنة، سنوفّر :

  • 7 مليار رطل من انبعاثات الكربون، ما يوازي انبعاثات نصف مليون سيّارة تسير على الطرقات لمدّة سنة.
  • 11 مليار كيلووات من الطاقة، ما يوازي الطاقة المصروفة جراء إضاءة برج إيفل على مدار 141 عاماً.
  • 25 مليار غالون من المياه، ما يوازي ملء 1,140 نافورة Bellagio.
  • 449 مليار رطل من النفايات، ما يوازي وزن مليون دب قطبيّ. لذا تخيّلي التغيير الذي يمكنكِ إحداثه.

اقرئي أيضاً: أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬فنّاناً‭ ‬مصريّاً‭ ‬يثبتون‭ ‬أنّ‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬يحقّق‭ ‬نتائج‭ ‬أفضل‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

العلامات: Riot

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث