انصهار‭ ‬التراث‭ ‬الكولومبي‭ ‬والعربي‭ ‬في‭ ‬المجوهرات‬‬‬‬‬

يتجلّى التخريم الكولومبي التقليدي المترجم بطريقة معاصرة في مجوهرات Amy Gattas. هي مصمّمة مجوهرات لبنانيّة كولومبيّة متمرّسة أطلقت مجموعتها الأولى في عام 2014. وتقسّم Gattas وقتها بين مشغلها في باريس وورشة عملها في كولومبيا ومنزل أسرتها في بيروت، إليك ماذا أخبرت ماري كلير العربية عن قصة حبّها مع المجوهرات.

متى بدأ شغفك بالمجوهرات؟

لطالما أسرني الفن، فدائماً ما استخدم والداي المجوهرات للتعبير عن محبتهما، إذ كانا يهديانا الخواتم والأساور والعقود والأقراط في المناسبات الخاصّة. وبنظري إنّ للمجوهرات قدرة على بناء علاقة خاصة بين المصمّم والزبون، وأحبّ أيضاً جودة إرث المجوهرات الثمينة إذ يمكن تناقلها من جيل إلى جيل.

كمصمّمة لبنانيّة كولومبيّة لديها ورشة عمل في باريس وأخرى في كولومبيا ومنزل عائلي في بيروت، كيف توفّقين بين الثلاثة وكيف يؤثّر كل بلد فيك وفي تصميمك؟

إنّ كولومبيا ولبنان تراثي. وأعيش في تفاوت بين المدينة والجبل وبين النظام والفوضى وبين الشرق والغرب. وفي باريس تلتقي هذه العوالم وتلتحم في دفتر يوميّاتي وتصاميمي. فمجوهراتي مزيج من خلفيات مختلفة، لكنّها أيضاً تصوير واضح لهويّتي. إذ إنّني مواطنة من دول متباينة، وهذا كلّه يتجسّد في تصاميمي.

ما القطعة التي لا يمكنك الاستغناء عنها من هذه المجموعة وبمَ تنصحين المرأة عند ارتدائها؟

أنصحها بأقراط Palmier الطويلة من مجموعة Medellin مع أحجار الزمرد الخام، وأحبّها لأنّها مزيج مثاليّ من الطبيعة في قطعة أنيقة.

ماذا يمكنك أن تخبرينا عن تقنية التخريم الكولومبية؟

بدأت حرفة التخريم في مصر وأتى بها الإسبان إلى كولومبيا. بالتالي، تمثّل هذه التقنيّة هويّتي الاغترابيّة، وكيفية بقاء هذا النوع من الحرف اليدويّة لأجيال عدّة.

أين درست؟

درست التصميم في ESMOD في باريس حيث تخصّصت في تصميم الإكسسوارات، ممّا دفعني إلى التعمّق في فهم المجوهرات ودراستها. بعد ذلك، أمضيت عامين في الدراسة في L’AFEDAP Formations Bijou في باريس، حيث تخصّصت في الأحجار الكريمة. وفي هذا المكان أحببت الأحجار التي أستخدمها اليوم في عملي، مثل الزمرّد الخام الذي أصبح يميّز مجوهرات Amy Gattas.

ما الذكرى الأولى لك مع المجوهرات؟

ذات يوم أعطتني والدتي "ليرة" قائلة إنّها هدية مميّزة جداً من جدتي اللبنانيّة. و"الليرة" عملة ذهبيّة مختومة بحروف عربيّة، وبدأت بعد ذلك في جمعها. ولا تزال لذكريات الطفولة هذه معنى وتأثير كبيران في تصاميمي اليوم، بحيث يرتبط الحسّ العاطفي والثمين بكل ما أقوم به.

لأي نوع من النساء تصمّمين؟

لنساء مثل والدتي، يخلقن الحياة بأيديهنّ. فأمي طباّخة تلجأ إلى طبخها للتعبير عن مشاعرها وحبّها لنا. وعلى غرارها، أردت استخدام يديّ للتعبير عن نفسي وعن آرائي حول العالم.

أين مصدر المواد؟

لديّ استوديو في كولومبيا، وأعمل على مجموعاتي في مشغلي في باريس. فأجمع القطع كلّها يدويّاً في كولومبيا، وتأتي الحجارة من كهف Muzo بالقرب من Bogota. وفي المستقبل، أنا متأكدّة من أنّ المجموعات ستشمل أيضاً أحجاراً كريمة ومواد أخرى، لذا مع الوقت، ستتوسّع المصادر إلى أجزاء أخرى من العالم. وأبحث حالياً عن أنواع أخرى من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة من البرازيل وميانمار لدمجها في التصاميم المستقبليّة.

هل ذهبت في أيّ رحلات ملهمة لهذه المجموعة؟

أحبّ السفر واستكشفت الهند والمغرب والبيرو بحثاً عن تقنيات الحرف التقليديّة كجزء من البحث عن عملي. وفي بلدي كولومبيا، اكتشفت فنّ التخريم، وهو شكل من أشكال الفن المتناقل عبر الأجيال. وحين وردتني فكرة علامتي التجارية، أسرني هذا الفنّ فوراً وأردت استخدامه كقاعدة إلهام لمجموعاتي. إذ أردت أن أتواصل مع تراثي وأعيد إحياء حرفة منسيّة وأمزجها مع الفنون المعاصرة.

ماذا تعلّمت منذ بدء العمل في هذا المجال؟

لقد تعلّمت قيمة الحرفيّة والبراعة الفنيّة، وهي حرفة ثمينة أردت مشاركتها مع العالم من خلال تصاميمي. كانت عمليّة تطوير علامتي التجاريّة تحويليّة بالنسبة لي على الصعيدين المهني والشخصي، بحيث تمكّنت من تصوّر أفكاري وابتكار أعمال تجاريّة بنفسي.

اقرئي أيضاً: ماذا حصل للفائزين في Fashion Trust Arabia ؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث