لوحة من الجلد

           تحوّلت حقيبة Lady Dior التي تعدّ من أهمّ تصاميم دار "ديور" Dior العريقة إلى لوحة بيضاء لستّة فنّانين من لندن والولايات المتحدة. وبالتالي، تطلق الدار ستّ مجموعات بالتعاون مع هؤلاء الفنّانين، وستزور الحقائب أهمّ عواصم الموضة في العالم مثل لندن وباريس، وستأتي حتماً إلى دبي. كان لمجلّتنا الفرصة الاستثنائيّة للتحدّث حصرياً مع أحد الفنّانين، السيد Matthew Porter الذي أطلعنا عن مصدر وحيه وأخبرنا عن هذه التجربة مع دار ديور

كيف تصف أعمالك اليوم، وكيف وصلت إلى هذه المرحلة من تطوّرك الفنّي؟

أحبّ كافة أنواع التصوير، وأعمالي متنوّعة للغاية، حيث تختلف كلّ مجموعة عن الأخرى. لكن يتمحور الأمر حول استخدام التصوير للتحدّث عن الأشياء التي يصعب تصويرها. لطالما اهتممت بالتصوير، حيث بدأت في الثانوية، لكنّني لم أبدأ بتنفيذ الأعمال التي أقوم بها الآن قبل كلّية الدراسات العليا. استغرقت بعض الوقت لإيجاد الموضوع الذي يستهويني، لكي أكتشف ما الذي أريد تصويره. عندما كنت في كلّية "بارد" في التسعينيّات، كنت أنا وأصدقائي نقوم باختيار أحد المواضيع، ثمّ نتوجّه إلى ذاك المكان ونمضي ستّة أشهر في ابتكار الأعمال الفنّية. بدأت أشعر بالحماسة بسبب أصدقائي الذين كانوا يقصدون الاستديو، حيث تدخل إلى هناك وتحصل على نتيجة مميّزة في نهاية اليوم. واتّخذت قراري بأنّني لا أريد أن تكون أعمالي مشروطة بالقيام برحلة إلى مكان ما. ما زلت أقوم بالرحلات بين الحين والآخر، لكنّني أفكر مثل معظم الناس، كما أنني أجلس وأبحث عن الأشياء عبر الإنترنت في وقت متأخر من الليل. حيث تنطلق نحو المجهول.

 

هل اكتشفت بهذه الطريقة التمويه المُبهر للبصر RAZZLE-DAZZLE المُستخدم على السفن في الحرب العالميّة الأولى والذي استخدمته لمشروع ديور؟

أجل، لقد اكتشفت صوراً للسفن الحربيّة والسفن التجاريّة المطليّة بهذه الألوان التجريديّة التي ابتكرها الفنانون. وجدت الأمر مثيراً للاهتمام أنّ الفنانين ساهموا في الحرب في ذاك الوقت. والفكرة من وراء ذلك كانت كالتالي، إن كنت في غواصة ألمانيّة ورأيت هذه الأشكال التجريديّة الكبيرة، فلن تعرف الاتجاه الذي تسلكه السفينة أو مدى سرعتها، وهذا الأمر قد يمنح بعض الوقت للسفن التي كان تحاول الغواصات إغراقها، وبالتالي كانت تتمكّن من النجاة. أدرك الناس أنّ السفن المُستهدَفة كانت ضخمة للغاية ولا يمكن إخفاؤها، لكنّ الهدف كان إثارة الارتباك وليس إخفاء السفن. وعلاوةً على ذلك، حاولت البحريّة إيجاد حلّ من خلال ما كان يقوم به الفنانون البريطانيون الذين يتبعون الحركة الدوامية Vorticism، لجأوا إلى الفن لإيجاد حلّ لمشكلة التمويه هذه، والأمر يبدو شديد الغرابة الآن.

 

وكيف انتهى المطاف بهذا العنصر البصريّ على حقيبة "ليدي ديور" Lady Dior؟

لم أكن أعرف الكثير عن ديور. كنت أعرف الاسم، لكنّني لا أعرف الكثير عن الأزياء. هذا يعود إلى أنني من جيل التسعينيّات، وكنّا نفتخر في عمر العشرين بارتداء أرخص الثياب التي لا تلائم مقاسنا. وتغيّرت الأمور في نيويورك، حيث أصبح طلاب الفنون يتأنّقون أكثر من الراشدين. أمّا عندما كنت صغيراً؟ كان هذا من سابع المستحيلات! صمّمت بذلة ذات مرّة، بذلة تجريديّة ضيّقة لاصقة بالجسم، وكانت مستوحاة أيضاً من التمويه المُبهر للبصر RAZZLE-DAZZLE المُستخدم في الحرب العالميّة الأولى، وأحضرنا عارضات أزياء محترفات وقمنا بتصويرهم. كانت دار ديور منفتحة للغاية على أفكاري، وعملوا جاهداً على تنفيذها، وكانت العمليّة رائعة.

 

ما كانت الخصائص التقنيّة لهذه العمليّة؟

ابتكرت أربعة أو خمسة نماذج رقميّة للحقيبة. أدركت أنّني لا أريد أخذ إحدى صوري الموجودة ووضعها على الناحية الأماميّة أو الخلفيّة للحقيبة. لذا استخدمت برامج الرسومات لابتكار صورة من الصفر. لم أكن متأكداً من سبب اهتمام "ديور" Dior بي، هل كانوا مهتمّين بالسيارات الطائرة؟ صور الحياة الصامتة التي ألتقطها في الاستديو؟ الأعمال الفنّية التمثيليّة؟ من الصعب أن تعرف من أين تبدأ حين يقول لك أحدهم إنّك تستطيع القيام بأيّ شيء تريده، قد تظنّها نعمة، لكن أحياناً ما تريده أنت محصور ومقيّد أكثر. في لحظة من اللحظات ظننت أنّني أخالف القواعد. لكنّ المسؤولين في دار ديور كانوا رائعين بهذا الشأن. اختاروا الحقيبة التي أعجبتهم وستكون الحقيبة التي سيتمّ إنتاجها. كانت المفضّلة لديّ أيضاً.

 

ما معنى ذلك بالنسبة إليك، بما أنّ أعمالك تتمحور حول الصور التاريخيّة الأيقونيّة، والآن أنت تستخدم هذه الصور في أحد أشهر أكسسوارات الأزياء في العالم؟

ثمّة حوار شيّق ما بين الأزياء والفنّ، إنها أشبه بحلقة مترابطة حيث يؤثّر كلّ واحد على الآخر. في هذه الحالة كانت المسألة تتعلّق بإدخال الصور النابضة بالألوان والحيويّة إلى عالم ديور وإلى عالم "ليدي ديور" Lady Dior بالتحديد. حاولت احترام القواعد والأصول، والحفاظ على الرموز البصريّة البارزة للحقيبة، الدرزات المميّزة، والأكسسوارات. أردت أن يتمّ التعرّف عليها على الفور بأنّها حقيبة ديور لكنّني أردتها أيضاً أن تكون فريدة من نوعها. الفكرة الأساسيّة لما تجسّده الماركة هي مسألة مثيرة للاهتمام. أنا أعمل جاهداً للمحافظة على هذا التوازن الدقيق، ما بين ابتكار الأشياء التي تُعتبر بمثابة ماركة خاصّة بي وبين العمل خلافاً لكافة التوقّعات. ثمّة صور شهيرة ارتبطت باسمي، على غرار السيارات الطائرة.

لكنّني أحبّ فكرة أن يأتي أحدهم إلى مكان عملي ويقول "الشخص الذي صمّم هذا قام بتصميم هذا الشيء الآخر أيضاً، كما قام بتصميم حقيبة!"

المجموعات متوفرة حصرياً في مول الامارات إبتداءً من 8 ديسمبر

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث