صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد تشاركنا رسالة قبيل اليوم الوطني العماني

فيما نحتفي خلال هذا الشهر باليوم الوطني العماني، نتشرّف بمقابلة صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي ورئيسة جمعية الأطفال أولاً. صاحبة السمو امرأة رائدة على كلّ الأصعدة، تتّسم مسيرتها بالتّحلي بقيم متعدّدة كالتسامح واحتواء الآخرين والتّحلي بروح إيجابيّة. كما أنّها تطمح دائماً لتمكين الآخرين والابتكار الأفكار الجديدة وتقبّلها، وتفهّم مشاعر الآخرين لما تحمله هذه القيم من معانٍ قيّمة فتطبّقها بمختلف الطرق. وإلى جانب اهتمامها بقضايا الطفل والصحة والتعليم، لديها أيضاً شغف بالثقافة كونها نائب رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني. لنتعرّف سويّاً على مسيرتها وآرائها الملهمة في هذه المقابلة الشيّقة.

كيف تصفين أو تختصرين الخصائص التي يتمتّع بها بلدك العزيز وما هي القيم التي ترغبين في تعزيزها في مجتمع اليوم؟

لدى سلطنة عُمان مجموعة من الخصائص التي تجعلها فريدة، حيث تتميّز بالتسامح وعدم الانحياز والحيادية وتمسّك المجتمع بالقيم وعدم التدخل في شؤون الغير، وهي خصائص رائعة تميّز السلطنة دولياً. كما أنّ الهوية الثقافية تأخذ جذورها من التراث ممّا يخلق مزيجًا رائعًا من التقاليد والعادات وكرم الضيافة والتي تُعدّ جزءاً أساسياً من الثقافة العمانية، وهناك قيم أخرى ربما أرغب بتعزيزها وهي العمل التطوعي والمرونة لمواجهة التحديات المستقبلية.

عندما تنظرين إلى الوراء، إلى المراحل المختلفة من مسيرتك، ما هي أكثر اللحظات التي تعتزّين بها؟ هلّا تشاركينا ذكرى تفتخرين بها؟

هناك الكثير من اللحظات التي أعتز بها في حياتي وذلك بفضل من الله عز وجل ودعم أسرتي، وبخاصة والدَيّ اللّذين أدين لهما بالكثير. على الصعيد الأسري أجد أن ولدَيّ شهاب وسلطان هما مصدر حب وفخر لي كأم، وهذا شعور مميز لأي أم برأيي. وعند النظر إلى بعض المراحل المهمة، أجد أن لحظة تخرّجي بعد الجهد في الدراسة، بخاصة تخرّجي من جامعة السلطان قابوس وحصولي على درجة البكالوريوس لها ذكرى مميّزة وذلك لحضور جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه والذي أهتمّ بالتعليم وبتأسيس جامعة عريقة بأفضل الإمكانيات. كما أنّ لحظة تخرّجي بدرجة الماجستير واستلامي الشهادة من والدي كانت مليئة بالفخر والاعتزاز، وأخيراً تخرّجي بحضور أولادي وحصولي على شهادة الدكتوراه من جامعة .King's College London

على الصعيد المهني، بفضل مسؤوليتي كمساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي والتي من خلالها تعلّمت الكثير مهنياً واجتماعياً، وتمثيلي لسلطنة عُمان في المحافل الدولية، بالإضافة إلى عملي في الكثير من الجمعيات الأهلي، تعرّفت عن قرب على قضايا المجتمع المختلفة. وهناك محطّات أفتخر بها ربما لا يتسع المجال، لكن أذكر مثلاً تنظيم المؤتمر الدولي العربي ISPCAN للوقاية من سوء معاملة الأطفال والإهمال، ومؤتمر ومعرض عُمان للطفولة الأول، إضافةً إلى المشاركة في الوفد الرسمي لتقديم التقرير الطوعي الأول للسلطنة لأهداف التنمية المستدامة وتقديم فعالية مصاحبة عن جهود السلطنة لفئة الأطفال. كما أن افتتاح أول مكتبة عامة للأطفال في المنطقة من المراحل المهمة في حياتي .

ما هو دورك في التغيير الإيجابي المتعلّق بالأطفال والذي تريدين إحداثه من خلال دورك المجتمعيّ الرائد؟

من وجهة نظري العمل التطوعي هو قبل كلّ شيء مسؤولية يجب أن يؤديها الفرد تجاه وطنه، وعلى الرغم من تعدّد المشاغل، إلّا أنني أخصّص جزءاً من وقتي للعمل التطوعي وهذا أمر أحرص عليه.

وقد نظّمت جمعية الأطفال أولاً التي حظيت بشرف ترؤسها، الكثير من الأنشطة والفعاليات للوقوف على مواضيع وقضايا تهم الطفل في السلطنة، حيث تعمل الجمعية على التوعية وتمكين الطفل في المجالات التربوية والصحية والثقافية لتلبية حاجاته وتطوير قدراته وتعزيز حقوقه ليكون فرداً فاعلاً في المجتمع. كما تهدف إلى أن تكون مرجعاً معرفياً ومنصة داعمة للطفولة في سلطنة عُمان للمساهمة في غرس وتمكين قيم المساواة واحترام حقوق الطفل والمواطنة المسؤولة من خلال الشراكة المجتمعية والمؤسسية لتعزيز بيئة تنموية متكاملة. و أشعر بالسعادة لما وصلت إليه الجمعية وحرصها على إيجاد مشاريع وأنشطة تنموية خاصة بالطفل مع التركيز على القيم والمبادئ المستمدة من الثقافة العُمانية.

كما حظيت بشرف رئاسة مكتبة الأطفال العامة والرئاسة الفخرية لجمعية التدخل المبكر، والجمعية العُمانية للسرطان وجمعية الصمّ، التي تؤدّي كلّها دوراً في تنمية الأطفال ورعايتهم.

ما هي القضيّة التي تعتبرينها جوهريّة اليوم بالنسبة لك للدفاع عنها؟

أهتم جداً بقضايا الطفل والصحة والتعليم وأسعى لتكون هذه القضايا محط الاهتمام وأقوم بأدوار مختلفة لنشر الوعي في هذه المجالات على سبيل المثال نشر الوعي عن قانون الطفل و التوعية بأمراض السرطان . كما أترأس اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة الأمراض غير المعدية والتي تقوم بأدوار مهمة في السياسات ونشر الوعي المتعلّق بالصحة.

صاحبة السمو المعالم الثقافية بالسلطنة مميزة خاصة بأنك نائب رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني كما لاحظنا اهتمامك في دار الأوبرا السلطانية... نودّ من سموك الحديث عن هذا الجانب.

يُعدّ المتحف الوطني أحد أهم المعالم الثقافية الحديثة التي نفتخر بها، والذي يختزل قصة الحضارة العُمانية بأسلوب عصري حديث، يعبر من خلالها عن قيم الإنسان العُماني وإنجازاته عبر العصور. لذلك علينا أن ننظر بفخر لهذا التراث وأن نستمر في حفظه وصونه للأجيال، وأفتخر بأن أكون جزءاً من مجلس الأمناء الذي يقوم بدور بارز في رواية التاريخ العُماني عبر مراحل مختلفة.

ولا شك في أن دار الأوبرا السلطانية من أهم المعالم الحضارية في عصر النهضة، وهي بمنزلة حلقة الوصل مع العالم في الجانب الثقافي والفني، وهي مصدر فخر واعتزاز للعمانيين والعرب جميعاً، بل وأصبحت محطة مهمة للزوار، فضلاً عن دورها المهم في رفد الجانب السياحي والحضاري للسلطنة.

إقرئي أيضاً: Alia Al Farsi: " نطمح لمزيد من النساء الناجحات الحريصات على مستقبل هذا الوطن"

هلّا تشاركيننا ثلاثة دروس أو نصائح في الحياة مبنية على تجربتك والتي تسدينها إلى النساء العاملات سواء في القطاع الخاص أو العام؟

هناك الكثير من الرسائل والنصائح لعل أبرزها التركيز على جعل المحنة منحة وفرصة للتطوير. ثانياً، التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، وأخيراً مواصلة التعلم حيث أن العالم يشهد تغييرات سريعة ونصيحتي لكلّ امرأة: أبقي نفسك على إطلاع وكوني مستعدة للتعلم والتطوير المستمر.

كونك قائدة وصاحبة رؤية، ما هو تعريفك الخاصّ للقيادة؟ وكيف تطبّقين ذلك على من حولك؟

القيادة كما يعرفها بعض العلماء هي القدرة على التعامل مع التغيير وأجد شخصياً القيادة هي أداتي للتغيير وأسعى لتحقيق بيئة تعاونية وداعمة، تشجع على الابتكار والتطوير الشخصي و أطبق هذه المبادئ من خلال الإنصات، وتقديم الدعم والتوجيه، وتشجيع التعبير عن الأفكار والآراء بحرية وأريحية.

ما هي رسالتك لأبناء وطنك العزيز في اليوم الوطني العماني؟

في العيد الوطني العماني، أجدها فرصة لنحتفل بالإنجازات والتطلع نحو المستقبل بهمة وعزيمة أكبر فهو يوم خالد في تاريخ السلطنة، ويجب أن نوقن بأن ما تحقق لهذا البلد لم يكن ليتحقق لولا وجود قيادة عظيمة سخرت وقتها وفكرها لتطوير وتنمية هذا البلد. وتكمن رسالتي في التأكيد على أهمية الوحدة والتكامل والعمل المشترك لبناء مستقبل أفضل لوطننا العزيز، وهي دعوة لكي نستمر في الاعتزاز بتراثنا وثقافتنا والعمل سوياً لتحقيق التقدم والازدهار، مع التمسك بقيم التسامح والاحترام المتبادل والتعايش السلمي.

إقرئي أيضاً: Maisa Al Hooti : " كلّ عام وعُمان وسلطانها وشعبها تنعم بالرخاء والاستقرار"

العلامات: سلطنة عمان

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث