انا قدّها لأنج كنتي قدّها

فيما كانوا ينادونها بالثرثارة في طفولتها، كبرت روضة الصايغ واكتشفت أنّ ذلك موهبة! فقد أكرمها الله بالقدرة على التعبير. وهي تختصر مواهبها وقدراتها الكثيرة بالقول "أنّها تجيد التعبير". كلّ عمل فنّي، أو نصّ إبداعي أو كلمة مؤثرة قدّمتها عبارة عن مشاعر سُرِدَت لإلهام الناس. قد تختلف الوسائل، إنّما الهدف واحد. واليوم بكلّ فخر تقدّم للعالم روضة SAY، شركتها الإبداعيّة لمشاركة الناس حبّ السرد ومساعدتهم على سرد قصصهم الجميلة بوسائل إبداعيّة لا محدودة. فالسرد بالنسبة لها لا يقتصر على الكلام فقط، فكم من عمل صامت وصل لقلوب الناس! تعرّفي معنا أكثر إلى روضة الصايغ في هذه المقابلة الخاصّة!

هلاّ شاركتنا المزيد من التفاصيل عن Rowdha SAY، في أيّ مرحلة من حياتك قرّرت تأسيس هذه الوكالة وما كان الهدف وراءها؟

روضة SAY ليست مجرّد وكالة بالنسبة إليّ، هي فرصة للتعبير والإبداع. أسّست هذه الوكالة لإيماني بأنّ الموهبة رزق و مشاركتها واجب. فالفنّ لغة عالميّة و بالفنّ يستطيع الفنّان أن يلهم العالم. روضة SAY ليست منصّة لتعبيرات روضة فقط، فهي لسرد قصّتك مع مواهب غير محدودة. فنحن لا نبني أفكاراً فقط، بل نخصّص لكلّ فكرة فريقاً فريداً من نوعة. كلّ عميل يحصل على "فريق مفصل" يتناسب مع الفكرة ومتمكّن من إتمام المشروع على أكمل وجه.

هل يمكنك مشاركتنا ذكرى مؤثّرة حصلت معك خلال أحد المشاريع التي كنت تعملين عليها وطبعت مسيرتك؟

خلال العمل على إخراج برنامج رمضاني، مرض إبني الذي كان يبلع من العمر عشرة أشهر. لم يطاوعني قلبي أن أتركه في المنزل فأخذته إلى موقع شركة الإنتاج معي. لفتني منظره وهو نائم فيما أعمل مع المحرّر لتنسيق الحلقات. فالتقطت صورته وأنزلتها على حسابي في انستغرام مع المقولة التالية "اليوم قضيت يومي بأكمله مع ابني و أنا اعمل. كونك أمّ هو الدافع الأجمل لنجاحاتك وليس النهاية لمسيرتك". لم أتوقّع التفاعل المؤثر الذي تلقيّته وكميّة التشجيع. فأدركت حينها إن كان العالم ينظر لي بنظرة بطوليّة لكوني أمّ منجزة، فماذا ستكون نظرة ابني لي عندما يكبر وهو يشهد هذا الإنجاز؟ حينها أدركتُ معنى الفخر. فما من حافز لي في مسيرتي أكبر من إلهام خالد!

إذا طُلبَ منك اليوم العمل على مشروع إبداعيّ عن نساء الإمارات، ما هو الموضوع الذي ستختارينه وكيف ستعالجينه؟

تشرّفت بالعمل على الكثير من المشاريع التي تُقدّر المرأة الإماراتيّة وأطمح أن أكرّس موهبتي لسرد جمالها في كلّ فرصة ليرى العالم أصالتنا التي ورثناها على مدى الأجيال. من المواضيع التي أتصوّرها كمخرجة إبداعيّة هو التالي: الإبداع كان ومازال جزءاً من روح المرأة الإماراتيّة. سأسلّط الضوء على المهارات الحرفيّة التي كانت جدّاتنا تبدع فيها مثل الخوص والتلي والمواهب الشابّة التي مازالت تكمل هذه المسيرة الإبداعيّة من خلال التصميم وغيره من الفنون. فالأناقة ورثناها من جدّاتنا و سنورثها لبناتنا.

كيف قد تختصرين مشهدياً أو قصصيّاً التمكين الكبير الذي عاشته نساء الإمارات عبر حديث بين فتاة وجدّتها؟

تمكين المرأة في دولتنا انعكاس لروح و طموح قائدٍ أسّس اتّحاداً للنساء في السبعينات في كلّ إمارة وأقنع الأزواج بالسماح لزوجاتهم بالمشاركة فيه "بابا زايد". بطلة العمل جدّة كانت جزءاً من مبادرة الشيخ زايد في السبعينات، تفتخر بتعيين حفيدتها بمنصب وزاري. أتخيّل العمل بلقطات ملهمة ومؤثّرة لاسترجاع الجدّة ذكرياتها وتسليط الضوء على الفخر الذي تشعر فيه وهي تعلم أنّها يد من الأيادي الكثيرة التي رفعت السقف لتتمكّن حفيدتها من الوصول للقمّة. سيحمل العمل اسم "أنا قدّها لأنج كنتي قدّها".

إذا كان لديك عصا سحريّة تغيّرين بها أمراً واحداً سواء في محيطك أو مجتمعك أو عملك أو نفسك ما الذي ستغيّرينه؟

بدأ هذا الفكر بالتغيّر ولكنّه ما زال موجوداً. بعض الشركات تثق بالمواهب غير المحليّة وتدفع مبالغ هائلة للعمل معها، وعندما يتعاملون مع مواهب محليّة يطالبون بالتعاون غير المدفوع. المسألة ليست ماديّة، ولكن كلّ موهبة تستحقّ التقدير، فالفنّان ينمو عالميّاً بقيمة أعماله.

ما هي برأيك الأدوات التي قد تساعد المرأة على الشعور بثقة أكبر لمشاركة أفكارها والتحدّث والخطابة في مكانٍ عام؟

سأتكلّم عن تجربتي الشخصيّة. عندما أدركت قدرتي في التحدّث نميّتها بالتدريب. فكلّ موهبة عضلة والتدريب واجب لتقويَتِها. بالإضافة إلى الكثير من الدورات والدروس التي كنت أسعى للمشاركة فيها. أدركت من خلالها نقاط ضعفي و تمكّنت من تقويَتِها. حينها كبرت ثقتي وتمكّنت من الخطابة في شتى المحافل العامّة. نصيحتي ألّا تطمحي لعدم التوتر، فالتوتر شعور طبيعي ولا يعني ضعف الثقة بالنفس. فأعظم الفنّانين العالميّين يتوتّرون من رهبة المسرح ولكنّ الإحترافيّة تكمن في عدم إظهار التوتر، ويمكنك تنمية هذه الموهبة مع ملازمة التدريب.

إقرئي أيضاً: Alia Al Shamsi: "اللوفر أبوظبي مليء بالاكتشافات الجديدة في كلّ زيارة"

 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث