الاستدامة طريق الإمارات قبل COP28 وبعده

فيما ينعقد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين COP28  في مدينة إكسبو دبي، حتّى الثاني عشر من هذا الشهر، يترقّب العالم التوصيات التي ستنجم عن اجتماع وفود الشركات الخاصة والمنظمّات الحكوميّة وغير الحكوميّة والباحثين والباحثات القادمة من الدول الموقّعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. حيث سيجتمع الآلاف في الإمارات العربيّة في عام الإستدامة للبحث بالمشاكل البيئيّة الملحّة وعلى وجه الخصوص ظاهرة الاحتباس الحراري. حيث سيشمل النقاش التقدّم المحرز على صعيد مكافحة التغيّر المناخي والحدّ من الإنبعاثات وتحقيق العدالة المناخيّة والبحث بالحلول الأفضل للتخفيف من هذه التحديّات وتأثيراتها على الكوكب. كما يبحث المؤتمر بكيفية تمويل وإدارة «صندوق الخسائر والأضرار»، المُعَدّ للبلدان التي تعاني أكثر من غيرها من آثار الكوارث المناخية، دون أن تكون ساهمت تاريخياً بظاهرة الاحتباس الحراري. من خفض الإنبعاثات في بلدان الشمال إلى مساعدة دول الجنوب في بدء تحوّلاتها في مجال الطاقة وتعزيز الطاقات المتجدّدة، تحديّات عديدة نأمل أن ترى تقدّماً في خلال انعقاد هذا المؤتمر في منطقتنا. وفي ما يلي نتحدّث إلى عذاري السركال إحدى سفراء العمل المناخي لصنّاع المحتوى في COP28 بصفتها صانعة المحتوى الإماراتيّة الأولى المتخصصة بالإستدامة.

"شغفي في الاستدامة ليس له حدود، فمن خلال المحتوى الذي أقدّمه أسعى لتقريب البيئة والاستدامة من المجتمع، وتنبيه الجميع لآثار التغيرات المناخية وكيفية المحافظة عليها"، تؤكّد السركال التي تسعى بأسلوب مبسط من خلال منصتها إلى تقديم الحلول المبتكرة والجديدة للحفاظ على كوكبنا، من خلال أفعالنا المستدامة التي من شأنها المحافظة على البيئة وعلى مجتمعنا. حيث تسعى للوصول إلى الفئات العمرية كافة، ومناقشة مواضيع تخدم مساعي الإمارات في هذا المجال. السركال حاصلة على درجة الماجستير في الإدارة الهندسية بتقدير امتياز من جامعة أبوظبي وهي عضو مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، وخريجة برنامج «رائدات» الاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة التابع لمصدر، بجانب اختياريها ضمن فئة القيادات النسائية الملهمة للشباب في منصة «زايد الملهم» كنموذج لشابة إماراتية جادة وطموحة ومتفانية في خدمة وطنها.

إقرئي أيضاً: المحيط هو حليفنا الاكبر لمكافحة التغير المناخي

وعن رفع الوعي عن الإستدامة في الإمارات العربيّة المتّحدة، أشارت الــســركــال، إلـــى أنّ المجتمع الإماراتي يمتلك تراثاً جوهره التعايش مع بيئة مستدامة، تحت شعار «الـيـوم للغد»، وقـد كرّست دولـة الإمــــارات جـهـودهـا وجعلت مـن 2023 عاماً للاستدامة وقضاياه كامتداد للإرث الغني في التاريخ الــزاخــر في هذا المجال. وهي ترى أنّ نهج الدولة ترسّخ في أذهان المجتمع بمختلف فئاته وأجياله، عـــــلاوة عــلــى الأنــشــطــة المختلفة كالـزراعـيـة الـداعـمـة لنهج المحافظة على البيئة والاستدامة. وتضيف: "هذا الاهتمام، فهو ليس جديد بل استمرار لنهج الوالد المؤسس المغفور لـه الشيخ زايــد بن سلطان آل نهيان، طيب االله ثـراه، رجل البيئة الأول. كما تنفذ حكومة الإمارات، العديد من السياسات والممارسات لتعزيز التنمية المستدامة على المستوى المحلي والعالمي في كافة مناحي الحياة".

الاستدامة طريق الإمارات

وتؤكّد السركال أنّ الاستدامة ليست فقط عنواناً لهذا العام في دولة الإمارات، بل هي ضرورة ومطلب مُلحّ يفرض مفاهيمه كافة على مختلف القطاعات، ليتكامل دور العطاء والاستمرارية التي تضمن حصول الأجيال القادمة على نصيبها من الموارد والإنتاج في مختلف حقوله.  حيث أبرز عام الاستدامة جهود الحكومة في تعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة ودورها في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها الجميع على الساحة الدولية و في كافة المجالات وخاصة قطاع التغيرات المناخية.

المحيطات والبحار ضرورية للرفاه الاقتصادي الوطني والعالمي

وبما يخصّ دور المحيطات في التخفيف من تغيّر المناخ، تؤكّد السركال: "تُمثل المحيطات أبرز سمات الكوكب، إذ تغطي ما يقرب من ثلاثة أرباع الأرض، وهي أساسية لبقاء الكوكب، ومثلما لا يمكن لأي شخص أن يعيش بدون قلب ورئتين سليمين، فإن الأرض لا تستطيع البقاء من دون محيطات وبحار سليمة.ذلك أنها تعمل بمثابة الجهاز التنفسي للأرض، حيث تساهم في الدورة الطبيعية للطقس والمناخ، كما تقوم المحيطات بتنظيم المناخ والحرارة، ممّا يجعل الكوكب قابلا لاستضافة مختلف أشكال الحياة. حيث تنتج البخار اللازم لتتكثف ثم تتحول لسحب ثم تسقط هذه السحب أمطارها وتساهم في تغذية المساحات الزراعية، وتوفر المحيطات مستودع تخزين وتمتص 30 % من ثاني أكسيد الكربون العالمي، في حين تُفرز العوالق النباتية البحرية 50 % من الأكسجين اللازم للبقاء. وتبقى المحيطات والبحار ضرورية للرفاه الاقتصادي الوطني والعالمي، ويُقدر النشاط الاقتصادي العالمي المرتبط بالمحيطات بما بين 3 إلى 6 تريليونات دولار من دولارات الولايات المتحدة، وهو يساهم في الاقتصاد العالمي بعدة أوجه هامة".

إقرئي أيضاً: إلى أرضي في يومك الوطني 

خطّ الدفاع الأول عن البيئة وحمايتها

وتختم السركال عن نشر الوعي بأهميّة البيئة المحيطة بنا، وتقول: "نشر الوعي يبدأ بتعليم أطفالنا الصغار أهمية البيئة التي نعيش فيها، والمحافظة على الهواء والماء من التلوث، وليس الأطفال فقط بل كلّ الأعمار والشرائح والطبقات الاجتماعية والاقتصادية، وحثهم على عدم الإفراط في السلوكيات الخاطئة، فخط الدفاع الأول عن البيئة وحمايتها، يأتي من خلال إشراك الجمهور في حل ومواجهة القضايا البيئية، والحد من الملوثات. بجانب عقد العديد من الندوات داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية، بهدف تنمية وتطوير القدرات واكتسابها المهارات اللازمة للعمل بشكل فردي أو جماعي في حلّ المشكلات البيئية."

إقرئي أيضاً: Zeinab AlHashemi: زيادة الوعي حول الإستدامة عبر الفن هي طريقة لجعل الجمهور أكثر وعياً

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث