Maitha Bughanoum: "لا حدود للكون ولا نهاية له، ولديه الكثير ليعطيه"


هل شعرت يوماً أنّ الأرض لا تشكّل حدوداً لك وأنّك تريدين الاتّحاد بالكون عبر استكشاف الفضاء الخارجي؟ يتميّز الكون الذي يشكّل امتداداً أوسع للفضاء بوجود مليارات الأنظمة النجميّة والمجرّات، ويشتهر كوكب الأرض بانتمائه إلى المجموعة الشمسيّة التي تشمل الأرض والشمس وكواكب عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون. وفيما قد نعتقد أنّ الفضاء الخارجي المحيط بالأرض بعيداً جدّاً عنّا، إلّا أنّ حدوده ترتفع 100 كيلومتر فوق سطح الأرض فقط! وبينما تكثّفت البعثات والرحلات الاستشكافيّة للفضاء منذ القرن الماضي، لم تطأ قدما الإنسان بعد إلّا سطح القمر بين الأجرام السماويّة الأخرى. وماذا عنك؟ هل فكّرت يوماً أن تطوفي في الفضاء وتحلّقي فيه بحريّة؟ أتزورين القمر إذا سنحت لك الفرصة بذلك؟ وفيما أنت ترتفعين، تسرحين في الأرض من فوق الغيوم وتلاحظين سمات الجغرافيا والمناخ. فترين بأمّ العين الأشكال التي ترسمها الرياح على رمال الصحارى، والتفاوت في لون الجبال والبحار. في بداية 2023 سنتّخذ القرار بتحدّي مخاوفنا والخروج من منطقة راحتنا والطوق إلى مزيد من المغامرات لاستكشاف ما حولنا. وفي التحقيق التالي نتعرّف إلى مغامرة ومحبّة للطبيعة والسفر ونسألها عن شغفها في استطلاع جمال الكون وتنوّعه!

هي عالمة أحياء بحريّة شغوفة جداً بعملها وبالبيئة البحريّة ولهذا نجدها دائماً في مكان ما وسط البحر سواء في يوم عمل أو في عطلة نهاية الأسبوع. تستمتع ميثا بو غنوم بالقيام بالاستكشافات المحليّة وبخاصة في مياه أبوظبي وجزرها. كما أنّها تستمتع بالتخييم في الجزر النائية والغوص في أجزاء مختلفة من مياه أبو ظبي ولا سيّما في منطقة الظفرة. أمّا وراء حدود الإمارات فهي تستمتع باستكشاف قارّة أفريقيا!

شغف بالبيئة واستكشاف الطبيعة

"لا حدود للكون ولا نهاية له، ولديه الكثير ليعطيه! أمّا القرار فيعود لنا لاستكشاف ما حولنا والتفاعل معه".

منذ طفولتي وأنا أتمتّع بالفضول وحبّ المغامرة في المجهول. أتذكّر عندما كنت أذهب إلى الجزيرة للقفز والصيد، وكانت المحيطات تذهلني دائماً فأشعر بالفضول بشأن أي شيء يكمن تحت سطح الأرض. كان لديّ دائماً أسئلة حول ما يعيش في البحار وما يمكن العثور عليه هنا في أبو ظبي وأتساءل عن مدى الأمور التي يمكن رؤيتها. وكانت تنتهي رحلاتنا عادةً بلقاء الدلافين وأعتقد أنّ عيش طفولة مماثلة كان الحافز الرئيس لي لأكون فضوليّة وشغوفة وأحبّ المغامرة كما أنا اليوم. فنحن نشعر بتواصل متجذّر عندما نذهب في مغامرة، فننتقل إلى واقع مختلف، بعيداً عن العالم الذي نعرفه، فنجد أنفسنا في مكان لا نعرف، ممّا يجعلنا ندرك أنّ هناك المزيد حول هذا الواقع المعقّد لكن البسيط في الوقت نفسه، ولا يسعنا إلّا التساؤل عن كلّ تلك الأمور".

رحلة لا يمكن أن أنساها أبداً

"لم أعش فعلاً مغامرات جنونيّة وغير عاديّة أو جديدة، أعتقد أنّ اليوم هناك أشخاص أكثر جنوناً يغامرون في رحلاتهم أكثر منّي. لكن هناك رحلة لا يمكن أن أنساها أبداً وهي عندما علقنا في البحر لأكثر من 16 ساعة. لقد تعلّمنا الكثير من هذه الرحلة من إدارة الوقت وإدارة الوقود والأغذية والأهمّ من ذلك إدارة المياه العذبة".

هل تشعرين بمخاوف عندما تذهبين في مغامرات وكيف تتغلّبين عليها؟

"يُقال إنّ المجانين وحدهم لا يخافون. لا شكّ في أنّ كلّ شخص لديه مخاوف ولكن أفضل طريقة للتغلّب عليها هو فهم المكان الذي نريد الوصول إليه والاستعداد لأسوأ سيناريو ممكن. فكما سبق وذكرت، مررت بموقف صعب حيث علقنا طوال 16 ساعة ولو كنّا مستعدّين لفهم السيناريو الأسوأ في ذلك الوقت، لكان لدينا المزيد من الماء والوقود والطعام للتّأكد من سلامتنا. بمجرّد اتّخاذ قرار بالخروج في مغامرة، فنحن بالفعل نضع أنفسنا في موقف غريب تاركين كلّ وسائل الراحة وراءنا حيث نحاول تجربة شيء جديد".

أتذهبين إلى القمر؟

"بصراحةـ لا يهمّني الذهاب إلى القمر أو أي فضاء خارجيّ آخر، وليس بسبب الخوف بل لأنّني أفضّل استكشاف البحر هنا على الأرض بدلاً من السفر إلى القمر. هناك الكثير ممّا لا نعرفه بشأن المحيط أو ما يعيش فيه. لذا إذا أتيحت لي الفرصة سأكون مستعدّة للاتجاه إلى القمر، لكنّني سأكون حينها في مغامرة في البحر للبحث عن الحيتان وغيرها من الحيوانات البحريّة".

الخروج من منطقة الأمان والراحة لاستكشاف شيء جديد

"في عالم اليوم، كلّ شيء موجود في متناول اليد، وأصبح استكشاف آفاق جديدة أسهل من أي وقت مضى. ولا يمكن أن تقولي إنّك تعيشين حياتك فعلاً إذ لم تخرجي من منطقة الأمان والراحة لاستكشاف شيء جديد ومختلف سيساعدك على الانفصال عن حياتك اليومية والتواصل مع الطبيعة والكون المحيط بك بعيداً عن المسؤوليات والمشاكل الروتينية".

إقرئي أيضاً: Amna Almansoori: "الكون عالمنا لنكتشفه"

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث