المبادرات الخضراء التي سيفتخر بها الجيل القادم

المبادرات الخضراء التي سيفتخر بها الجيل القادم

الإعداد: Sandra Issa

إذا كنت لم تسمعي عن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) ، فهذا يعني على الأرجح أنّك كنت برحلة إلى كوكب المريخ خلال الأشهر الماضية! تخيّلي عالماً حيث تُولِّد الكهرباء من الشمس والرياح، ويأتي استهلاكك الغذائي اليومي من المزارعين والحرفيين المحليّين، وحيث لم يعد البلاستيك موجوداً...

يشكّل الوعي وتغيير الروتين اليومي عاملين أساسيّين لتحقيق عالم خالٍ من الكربون وبناء مستقبل أفضل لنا ولأطفالنا! وقد أدركت دول الشرق الأوسط تلك المسألة وتأخذها على محمل الجدّ بتبني المبادرات الخضراء التي سيفتخر بها الجيل القادم!

إقرئي أيضاً: سعادة الدكتورة نوال الحوسني تعرفي إليها

ففي العقود المقبلة، ستقوم المملكة العربية السعودية بزراعة 10 مليارات شجرة، الأمر الذي سيساعد في استعادة الغابات والتنوّع البيولوجي الثمين. كما تشتهر المملكة أيضاً بأنها تمتلك أكبر مزرعة محلية مستدامة في العالم، ممّا يتيح للسكان الحصول على الفواكه والخضار الطازجة والمحلية. وستساهم هذه المبادرة الكبيرة في توفير المياه حيث تعد المملكة العربية السعودية من بين أكثر 3 دول استهلاكاً للمياه في العالم. وتُعتبر إدارة المياه العادمة إحدى الأولويّات للحفاظ على بيئتنا.

ومن بين المخاوف الرئيسة الأخرى التي يجب أن نكون على علم بها هو استهلاكنا المفرط للبلاستيك. كلّ عام، يتم التخلّص من أكثر من 600 ألف طن من البلاستيك في البحر، ممّا يسبب عواقب وخيمة على بيئتنا! ويتوّقع العلماء أنه بحلول عام 2050، ستكون كمية البلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات. وقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية الحدّ من اعتمادنا على البلاستيك من خلال عدد من المبادرات مثل حظر الأكياس البلاستيكية وتركيب محطات إعادة تعبئة المياه في دبي. فعندما ندرك أن قارورة الماء البلاستيكية تستغرق ما يقارب 500 عام لتتحلّل، يجب أن يجعلنا ذلك نعيد النظر في عاداتنا لاعتماد أحد الخيارات الكثيرة المتوفرة للحصول على مياه صالحة للشرب من صنبور المطبخ، مثل الآلات وفلاتر المياه وغيرها الكثير... فالتخلص من هذه العادة سيجعلنا نوفّر أكثر من 1000 دولار كلّ عام!

وفي شهر رمضان مثلاً، يزداد هدر الطعام في المنطقة بنسبة 25 إلى 50٪ بحسب البلد. في بلد صغير مثل البحرين، تصل كمية هدر الطعام إلى 400 طن يومياً. ولرفع مستوى الوعي، أطلقت شركة Zain Bahrain حملة لإدارة النفايات الغذائية. أمّا في عُمان، فقد طوّرت فاعلة الخير الأردنية فدوى شادي، مفهوم التضامن حيث أنشأت برّادات محليّة لضمان حصول المحتاجين على وجبة لذيذة للإفطار!

والنقطة الأخيرة التي نرغب في التطرّق إليها هي الاستهلاك المفرط للّحوم الذي يتزايد بشكل كبير في شهر رمضان. ويُعد إنتاج اللحوم من أكبر مصادر التلوث في العالم، فلإنتاج كيلوغرام واحد من اللحوم نحتاج إلى كمية مياه تتراوح بين 7 آلاف و15 ألف لتر، وتفوق هذه الكميّة ما تشربينه على مدار 10 سنوات تقريباً!

إقرئي أيضاً: تأثير أزمة المناخ على النساء بقلم  Hannah Rasekh

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث