في كلّ سنة تتخطّى فعاليّة Art Dubai كلّ التوقعات لترسم لوحة شموليّة توحّد الساحة الفنيّة العالميّة في دبي. وقد أبهرت نسخة هذا العام حواسنا لتثبت من جديد أنّها القلب النابض للفنّ والفنانين. حيث شهد هذا المعرض الحضوري الأوّل بعد الجائحة 50 صالة عرض من 31 بلداً بالإضافة إلى مبادرات مميّزة. شاهدي معنا أبرز اللقطات التي رصدناها لك فيما نناقش أبرز التفاصيل مع هالة خياط المديرة الإقليميّة لهذا المعرض الرائد!
1. ما هي أبرز المبادرات الخاصة التي شهدتها نسخة هذا العام من Art Dubai؟
سأحدثّكم عن المشاريع الفنية لهذه النسخة، حيث قدّم معرض آرت دبي مشروعا جديداً للأفلام المصوّرة. وهو مشروع فني تضمّن عدد من مجموعة من الافلام القصيرة، حيث انتشرت أجهزة العرض في مدخل مركز دبي المالي العالمي( غايت افينيو ) لتعرض افلاماً أحادية القناة من إنتاج أكثر من 20 فناناً من المنطقة والعالم. وقد صُمم كلٌ من هذه الافلام لتقديم تجربة فريدة للمشاهد ضمن مواضيع محدّدة مثل: الطبيعة، والرحلات، والمجتمعات الفاسدة، والحوارات، والأداء الفني والصور المتحركة، و ما إلى ذلك.
2. بصفتك من هواة جمع الفنّ ومتخصّصة في الأعمال الفنيّة الشرق أوسطيّة، ما التغييرات التي رصدتها في الأعمال التي ولدت أثناء الوباء وبعده؟
الفنّ مرآة العصر ودائماً ما يعطي صورة عن الواقع. في هذا الزمن لاحظت العودة إلى فنّ التشخيص ورسم الطبيعة الصامتة وصناعة المجسمات. ربّما لأنّ الفنان اضطر أن يجلس في عزلة لمدة طويلة في خلال الفترة الأخيرة.
3. يبقى الفنّ علاجاً لأرواح الفنانين ومحبّي الفن. كيف تعتقدين أنّ معرض آرت دبي يقرّب الفنون من المواطنين الإماراتيين والعرب في ظلّ كوفيد 19؟
المشهد الفني في دولة الإمارات لم يتوقّف بسبب جائحة كورونا. فصالات العرض مفتوحة للزوار مع اتّخاذ التّدابير الوقائيّة والحذر والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وفق معطيات حكومة الامارات. فقد شاهدنا انتقال منصات كثيرة على الشبكة العنكبوتية. و لكن من المؤكد أنّ المجتمع في شوق ليكون في حضرة اللوحات الفنية ولصنّاع الثقافة في الدولة أن يتواجدوا في كبار صالات العرض حيث يتمّ حوار بنّاء يسعى الى تقديم الفن الأفضل الى الجمهور الإماراتي وأيضا أن ينتقي أعمالا من الجمهور الإماراتي و يأخذه بدوره الى العالم.
4. ترك كوفيد 19 تأثيراً بارزاً على الفنانين والمعارض الفنيّة لا سيّما وعلى طلبات السوق للأعمال الفنيّة. ما التحديات التي واجهها الفريق من أجل التحضير لنسخة هذا العام وكيف من شأنها أن تساعد الفنانين على المشاركين وأن تشرك جامعي التحف المحليّين والإقليميّين على المدى الطويل؟
الإصرار على إقامة المعرض هو بحدّ ذاته إنجاز هائل هذا العام. و نحن نؤمن أنّ الثقافة هي أولويّة مجتمعيّة وحاجة ملحّة خصوصاً بعد هذه الجائحة. وتبرز الآن أكثر من أي وقت مضى، أهميّة استيعابنا للعالم من حولنا وحاجتنا الى أن نرى الفن حقيقيًّا وليس عبر الشاشات. وهذا هو عين ما دعتنا إليه هذه النسخة من آرت دبي: أن نستكشف حواسنا من جديد ونعزّزها من خلال الفن... و أن نقدّم الأفضل بعد غياب .
5. مع العلم أنّ الفن لغة عالميّة ودبي مركز انصهار جميل، هل تلاحظين أيّ اختلافات في ذوق المشاهد من حيث الأعمال الفنيّة بالاعتماد على ثقافته؟
بالطبع، حيث يتمتّع البشر بأذواق مختلفة. و هذا ما يجعل الحياة جميلة ومتنوّعة. الكلّ يبدأ بإقتناء فنّ يمثّله سواء من بلده، أو من مجتمعه... و بعد مدّة، يتحرّر محبّو الفنّ. ويقتنون فنون عالمية لأنّ الفن الحقيقي لا تمييز فيه بل يصل إلى قلب كلّ محبّي الفن.
إقرئي أيضاً: Art Dubai 2021: القلب النابض لعالم الفنّ في دبي
