Aljoud Lootah: كوني شغوفة بما تفعلينه للحفاظ على حافزك وإنشاء مسار واضح

هي مصمّمة إماراتيّة تترجم ثقافة بلادها وتقنيّاتها الحرفيّة في عملها من خلال التصاميم العصريّة. منذ أن أسّست استوديو التصميم الخاص بها في العام 2014، تحافظ الجود لوتاه على نهج فريد يقضي بالتركيز على فكرة التناقضات من حيث الشكل والناحية العمليّة. وقد تمّ تكريم أعمالها عبر جوائز كبرى. تعرّفي معنا في هذه المقابلة على المصمّمة المبدعة وعلى مشاركتها في أسبوع دبي للتصميم بنسخته السادسة من خلال والعمل الفنّي التركيبي: الرجاء الجلوس هنا / جليس بالإضافة إلى دورها في دعم المرأة في الإمارات العربيّة المتحدة كعضو في مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة.

  1. منذ أن أسّست استوديو التصميم الخاص بك في العام 2014، حافظت على نهج فريد يقضي بالتركيز على فكرة التناقضات من حيث الشكل والناحية العمليّة. هل لكِ أن تخبرينا المزيد عن هويّة الاستوديو الخاص بك وكيف يتجلّى التراث الإماراتي في تصاميمك؟

أنشأت الاستوديو مع التركيز على أشكال مختلفة من التصاميم التي تسرد قصّص الإمارات العربيّة المتّحدة. حيث أنّنا نعمد إلى تطوير المفاهيم التي ترتبط بالثقافة والتراث الإماراتي ونصمّمها بطريقة حديثة / عصريّة لتناسب العالم الذي نعيش فيه اليوم. وبفضل مختلف الأساليب الاستكشافيّة والتجريبيّة للمواد، تمكنّا من التوصّل إلى أسلوب مميّز نعتمده في الاستوديو ويعزّزالمفاهيم التي نبنيها، وبالتالي يخبر حكايات الإمارات بصورة عصريّة للعالم أجمع.

  1. تترجمين الثقافة الإماراتيّة والتقنيّات الحرفيّة في عملك من خلال التصاميم العصريّة. ما القواعد والإرشادات الرئيسة التي تضعينها في اعتبارك في كلّ مرة تعملين فيها على تصميم معيّن؟ وما مدى صعوبة إعادة تشكيل التقنيات / التصاميم التقليديّة لتصبح عصريّة؟

تتمثّل إحدى الجوانب المهمّة لدينا في تطوير التصاميم بالاستناد إلى مفاهيم قويّة، وتصميم المنتج أو القطعة بطريقة بسيطة جداً. إذ دائماً ما يمكن رؤية التمثيل أو الإلهام وراء القطعة، إنّما بطريقة ماهرة. لذا نميل إلى الابتعاد عن الترجمات الحرفيّة للتصاميم أو المفاهيم الملهمة المتعلّقة بثقافة الإمارات، وذلك لأنّها شائعة جداً. ولكي نجعل تصاميمنا مميّزة، يجب أن تكون إعادة التفسير دائماً طبيعيّة وليست جبريّة، وبطريقة متقنة.

  1. ما القضايا التي تحبّين معالجتها من خلال عملك وما الوسائل التي تساعدك على التعبير عن نفسك أكثر؟

مثلما ذكرت سابقاً، غالباً ما نميل إلى سرد قصص تحكي مَن نحن ومن أين أتينا وماذا نفعل في الحياة، عن طريق التصميم العصري. لذا نحاول التركيز على استخدام المواد الطبيعيّة في عملنا، فضلاً عن الأساليب غير الاعتياديّة التي من شأنها أن تبتكر المنتج النهائي. ففي الماضي، نجح أسلافنا في ابتكار عناصر يوميّة لأسرهم باستخدام المواد والموارد المتاحة مِن حولهم، مثل الصوف من مواشيهم أو سعف أشجار النخيل. إذاً دائماً ما تمكّنوا من إنشاء قطع مِن محيطهم، من شأنها أن تلبّي حاجةً ما. ومع وضع ذلك في الاعتبار، نحاول اتّباع هذه الخطوات وإنشاء قطع من الموارد الموجودة حولنا مثل الطين وجلد الجمال وما إلى ذلك.

  1. هلّا أخبرتنا أكثر عن مشاركتك في أسبوع دبي للتصميم والعمل الفنّي التركيبي: الرجاء الجلوس هنا / جليس؟

تم تصميم "جليس" ليعكس الخصائص البدائيّة للمقاعد الخارجيّة القديمة التي كانت موجودة بصورة شائعة في جميع أنحاء البلاد وفي معظم المنازل الإماراتيّة، ويشيد تصميم المقعد ببساطة بنيته وسماته الملموسة.

حيث أنّ الألواح الخشبيّة الأساسيّة العموديّة والأفقيّة التي استُخدمت لبناء المقاعد القديمة هي التي ألهمت هذا التصميم البسيط للمقعد الخارجي، ممّا يثمرعن تفسيرعصريّ لها وجذّاب من الناحية الجماليّة.

ومع الأخذ في الاعتبار متطلبات التباعد الاجتماعي ما بعد كورونا، يخلق هذا المقعد نظام جلوس مرن لجميع المستخدمين. وتتناقض الألواح الخشبيّة الأفقيّة ذات الأضلاع الثمانية مع المقاعد الدائريّة المكتوب عليها "يُرجى الجلوس هنا"، والتي تنزلق على طول المقعد لإنشاء تباعد اجتماعي عند الحاجة بين الغرباء. أمّا في حال أراد شخصان الجلوس عن قرب، فيمكن للمقاعد الانزلاق للاقتراب من بعضها، بينما يمكن إضافة أو إزالة مقاعد إضافيّة من المقعد وفقاً لمتطلبات المستخدم.

كذلك نرى التباين بين المواد الخشبيّة والأصفر المرح على الهيكل المعدني الداخلي للمقعد، ممّا يعطي جماليّة بصريّة قويّة. هذا وتم تصميم الهيكل بثلاثة أقواس معدنيّة لمنع المقاعد من التحرّك لمسافة أبعد على طول المقعد، ممّا يخلق مسافة من متر واحد بين المقاعد لتلبية متطلبات التباعد الاجتماعي. ثمّة ايضاً طاولات منزلقة أصغر حجماً وقابلة للإزالة بين المقعدين لتزويد المستخدمين بمساحة لوضع فناجين القهوة أو الهواتف أو ممتلكاتهم الشخصيّة الصغيرة.

ويعتبر تصميم المقاعد المعدّلة حراريّاً والمتباعدة اجتماعيّاً بمثابة حلّ تمّ تصميمه كاستجابة للوضع الحالي الذي يفرض قيوداً على الطريقة التي يجتمع بها الأشخاص. إنّه دعوة للجلوس في الأماكن العامة الخارجيّة، بأمان وبدون الحاجة إلى الشعور بالقيود في أماكن الجلوس المخصّصة المُشار إليها بملصقات حمراء.

  1. كيف تعتقدين أنّ أسبوع دبي للتصميم يجعل مفاهيم التصميم الإبداعي أقرب إلى المواطنين الإماراتيّين والعرب؟

لا يقتصر أسبوع دبي للتصميم على احتضان المبدعين في الإمارات العربيّة المتحدة فحسب، بل يوفر أيضاً منصة لجمهور أوسع من جميع أنحاء المنطقة. وصحيح أنّ العام 2020 كان مليئاً بالتحديات والتغييرات، إنّما واقع أنّ أسبوع دبي للتصميم 2020 نجح في أن يُقام في مثل هذه الأوقات المضطربة يعدّ خطوة إيجابيّة. وبالفعل، كان الحدث مذهلاً حيث رأينا أشخاصاً من مختلف الصناعات والخلفيّات والأعمار والجنسيّات يأتون للزيارة طوال الأسبوع ، ويتفاعلون مع الأعمال التركيبيّة ويستمتعون بالأحداث المنبثقة. وهذا الأمر وحده جلب الكثير من الطاقة الإيجابيّة للمدينة وجعلها تنبض بالحياة. إذاً نجح أسبوع دبي للتصميم في الجمع بين الناس والتصميم والثقافات، ممّا يثبت أن الحدث قد رسّخ نفسه بالفعل على مدار السنوات الست الماضية كمركز تصميم عالميّ قوي ومزدهر.

  1. ما تأثيرات وتحديّات COVID-19 على عملك كمصمّمة؟ وكيف تواجهينها؟

أثّر الوباء الحالي على الاستوديو الخاص بنا بشكل كبير. حيث أنّنا ركّزنا في الماضي على القطع المصمّمة حسب الطلب والمفوّضة والمحدودة الإصدارالتي طلبها زبائن أمثال الهيئات الحكوميّة والأفراد وشركات القطاع الخاص. إنّما عندما بدأ الوباء، لاحظنا تغييراً هائلاً في الطلب على مثل هذه القطع بسبب تخفيض الميزانيّة أو تغيير العمليّات أو حتى الأحداث التي تعرّضت للتأجيل.

لذلك، بدأنا على الفور في تحويل تركيزنا نحو تحقيق التوازن بين القطع المخصّصة والمفوّضة من جهة، والقطع التي سيتم بيعها للمستهلكين مباشرةً أي تلك التي يتم إنتاجها بكميّات أكبر، ويمكن الوصول إليها بسهولة أكثر.

ولكن من الرائع رؤية أنّ الأمور قد بدأت تتغيّر إيجابيّاً الآن، حيث تنتعش المشاريع مجدداً ويُظهر الزبائن عن اهتمام كبير بالإصدارات المحدودة والمخصّصة. لذا فإنّنا نوازن حاليّاً بين هذا النوع من المشاريع والمنتجات التي نقدّمها للجمهور.

  1. تم تكريم عملك عبر جوائز كبرى، بما فيها "جوائز المرأة العربيّة". ما دروس الحياة الثلاثة التي تشاركينها مع الفتيات حول كيفيّة تحقيق أحلامهنّ بناءً على قصة نجاحك؟

إليكنّ نصائحي الثلاثة: كوني شغوفة بما تفعلينه، إذ سيسهم ذلك في الحفاظ على حافزك وسيساعدك على إنشاء مسار واضح.

دائماً ما ستواجهين التحديّات والعقبات، لذا لا ينبغي عليك الاستسلام أمامها، بل عليك أن تحاولي إيجاد حلول لها.

وأخيراً ثقّفي نفسك، لأنّ ما تتعلّمينه في الكليّات والجامعات لا يكفي. ومن الجيّد أن تكون على دراية بما يحدث في الصناعة التي تهتمين بها، وأن تحاولي دائماً أن تكوني أفضل في ما تفعلينه.

 

  1. هل من الممكن أن تخبرينا أكثر عن دورك في دعم المرأة في الإمارات العربيّة المتحدة كعضو في مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة؟

تمّ إنشاء مؤسسة دبي للمرأة DWE لدعم المرأة في مختلف الصناعات من خلال السياسات والمبادرات ومواقع صنع القرار. تمتلك هذه المؤسسة مبادرات رائعة تمكّنت بفضلها أن تحدث تغييراً كبيراً في المجتمع، منها مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين. ونحن، كأعضاء في مجلس الإدارة، نميل إلى مناقشة التحديات والتوصل إلى حلول بالإضافة إلى تبادل الأفكار التي من شأنها زيادة عدد النساء الإماراتيّات المنضمّات إلى القوى العاملة وتعزيز تمثيلهنّ في مناصب صنع القرار.

إقرئي أيضاً: ريما المهيري ولجين العتيق: " لدينا إيمان راسخ بوجود فرصة في كلّ تحدي "

العلامات: Dubai Design Week

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث