سرّ إيجاد التوازن في الحياة مع الدكتورة صالحة أفريدي الأخصائيّة في علم النفس الإكلينيكي والمؤسس الشريك ومدير عام مركز لايت هاوس آرابيا للصحة النفسية!
في عالمنا اليوم، يُعتبر تحقيق "التوازن بين العمل والحياة" بمثابة الهدف المنشود الذي يسعى إليه الجميع، ولكن يبدو أنّ القليل يجده. عندما أسمع أحدهم يقول: "أنا بحاجة إلى إيجاد التوازن بين العمل والحياة"، فإنّ ما أفهمه هو "أنا غير متوازن". وبدلاً من السعي لتحقيق توازن مثالي بين العمل والحياة الشخصية – والذي أعتقد أنه أمر يصعب تحقيقه - يجب النظر إلى الأمر على أنّه عملية موازنة مستمرّة. في بعض الأسابيع، يتطلّب العمل مزيداً من اهتمامك، بينما في أسابيع أخرى، ستأخذ حياتك الشخصية الأولوية. يكمن السرّ في معالجة الأمور الأساسية في كلا المجالين باستمرار مع الحفاظ على المرونة في بقية الأمور.
في ما يلي بعض الأمور التي يجب مراعاتها لتحقيق التوازن بين العمل والحياة:
- التخلّص من الضغط: أنصح بالتخلّي عن فكرة إيجاد التوازن المثالي بين العمل والحياة الشخصية لأنّها ليست قابلة للتحقيق وليس بالضرورة مرغوبة. فيفترض هذا المصطلح تقسيم طاقتك بنسبة 50/50 بين العمل والحياة الشخصية، أي أنك ستصلين إلى مرحلة يُخصّص فيها وقت متساوٍ لكلّ شيء - العمل والصحة والعلاقات والتعلّم والتربية والمهام الحياتية اليومية، وهو أمر غير واقعيّ.
بدلاً من ذلك، اسمحي لنفسك بتحديد أولويات أهمّ الأمور في أي وقت معيّن مع الاستمرار في معالجة المهام غير القابلة للتفاوض عند الحاجة. فخلال مشروع عمل كبير مثلاً، قد تحتاجين إلى تخصيص أكثر من 50٪ من طاقتك للعمل. إنّما يجب ألا يأتي هذا على حساب صحّتك أو عائلتك. خصّصي وقتاً للتمارين الرياضية والعائلة، ثم اسمحي لنفسك بتعديل جدولك للتركيز على التزامات العمل، مع تأخير وتأجيل مهام أخرى.
من خلال إزالة الضغط لتحقيق التوازن المثالي في جميع جوانب حياتك، يمكنك التركيز على ما يحتاج إلى اهتمامك أكثر مع الحرص أيضاً على الأمور غير القابلة للتفاوض مثل الصحة والعلاقات. يمكن أن يحرّرك هذا التحوّل في المنظور، ممّا يتيح لك إدارة مسؤولياتك بشكل أكثر فعالية وبأقلّ توتّر.
2. وضع جدول واحد للحياة الشخصية والمهنية: حدّدي أهمّ المهام في كلّ من حياتك المهنية والشخصية وضعيها كلّها ضمن جدول واحد. يرتكب الكثير من الناس خطأ امتلاك جدولين - أحدهما للحياة الشخصية والآخر للعمل - وهذا لا يعكس الواقع. خصّصي وقتاً كلّ يوم أحد لمراجعة جدول الأسبوع المقبل.
إقرئي أيضاً: 5 خطوات لادارة طاقتنا واولوياتنا
في العمل: ابدئي بتخصيص فترات زمنية متواصلة في جدولك للمهام التي لها أكبر تأثير على أهدافك. للقيام بذلك بأفضل شكل، انتبهي إلى الوقت الذي تكونين فيه أكثر إنتاجية خلال اليوم. بالنسبة إلى البعض قد تكون ساعات الصباح الباكر هي الأفضل أو وقت الظهيرة عندما يخرج الزملاء لتناول الغداء. خصّصي تلك الساعات للاهتمام بالأمور الأكثر أهمية وإلحاحاً.
في المنزل: ضعي قائمة بالمسؤوليات التي لا يمكن تأجيلها، مثل رعاية الأطفال أو الوالدين أو صحّتك الشخصية، وضعيها في المقام الأوّل في جدولك. أدرجي أيضاً الأنشطة التي تشعرك بالسعادة والرضا، مثل التعلّم أو الهوايات أو قضاء الوقت مع الأصدقاء. وتأكّدي من حضورك لهذه الأنشطة بنفس مستوى التزامك باجتماعات العمل.
3. الاعتراف بأنّ الوقت محدود: تتمثّل إحدى مهام مرحلة البلوغ في إدراك أنّ وقتنا وطاقتنا ثمينين ومحدودين. قد يجد البعض هذه النظرة مُقلقة، ولكن فقط عندما ندرك أنّ قدرتنا محدودة، يمكننا البدء في استخدام وقتنا بشكل متعمد مع التركيز على الأنشطة التي لها تأثير كبير.
في العمل: يجب التركيز على المهام والمشاريع التي لها أكبر تأثير، ممّا يسمح لك بتحقيق نتائج مجدية بدون أن تغرقك الأنشطة الأقل أهميّة.
في المنزل: قيّمي الطريقة التي تقضين بها وقتك ومع من تقضينه. فكّري في الوقت الذي تخصصينه للأشخاص والأنشطة التي تهمّك حقاً مقابل تلك التي لا تساهم في رفاهيتك. تعمّدي تخصيص الوقت في جدولك للعلاقات والأنشطة الهادفة. سيضمن لك هذا الاستفادة القصوى من كلّ لحظة وتجنّب إضاعة الوقت في أنشطة غير مجدية مثل استخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز. ويمكن أن يساعدك تحديد الأولويات بهذه الطريقة في بناء القدرة على التحمّل ويؤدي إلى حياة أكثر مغزى وتوازناً.
إقرئي أيضاً: 5 خطوات لتثبيت مشاعرك مع الدكتورة صالحة أفريدي