رحلة إلى باريس مع Claire Choisne

وُلدت Claire Choisne في باريس ثمّ انتقلت للعيش في جنوب غرب فرنسا قبل العودة إلى المدينة بعمر الـ18 عاماً للتخصّص في تصميم المجوهرات. وسرعان ما وقعت المديرة الإبداعيّة لدار Boucheron العريقة في حبّ هذه المدينة التي تشعر بأنّها محظوظة للعيش فيها كلّ يوم. وفيما تعيش في تلك الأجواء الغنيّة بحسّ الموضة، يساعدها الجمال الباريسي المحيط على الإبتكار، فهي تعتقد أنّ البيئة هذه تسهّل ابتكار الجمال. فسواء في الهندسة المعماريّة أو فنّ العيش أو الموضة، تجد Choisne نفسها محاطة بالجمال والثقافة في باريس وهي واثقة من أنّ ذلك يساعدها لا شعوريّاً في عملها اليوميّ.

اقرئي أيضاً: رحلة إلى Hamptons مع Michael Fausto

وفي الواقع، تجسّد Choisne جمال باريس في أسلوبها الأنيق والسبّاق وتستوحي من هذا العصر ومن حياتها كامرأة لتتخطّى الحدود دائماً وتبتكر وتطوّر مجموعات الدار للمجوهرات الفاخرة الأيقونيّة.تماماً كما في مجموعة المجوهرات الراقية Holographique: Carte Blanche، حيث تعمّقت في موضوع الضوء وقدرته على تغيير محيط المرء لتستحضر الجمال العابر وتنقل المشاعر من دون كلام، فتلتقط المجموعة الضوء بكلّ ما فيه من تعقيدات وتعكس كلّ لون من الألوان الموجودة فيه لتظهر تلك الموجودة في العالم كلّ يوم. كما أنّها تبدو مختلفة بحسب المرأة التي تتزيّن بها وبحسب لون بشرتها وشخصيّتها فترتقي المديرة الإبداعيّة لدار Boucheron بإبداعها إلى أبعد حدود. رافقينا في هذه الرحلة إلى باريس مع Claire Choisne حيث نستكشف المواقع والأنشطة المفضّلة لديها وبعض الأسرار التي نجهلها عن المدينة، لنراها بعينيها.

اندهاش دائم بجمال المدينة
تلخّص Claire Choisne رؤيتها للعاصمة الفرنسيّة باريس بقولها "أنا محظوظة لأنّني أسافر كثيراً لكنّني رغم ذلك أشعر بأنّني أعيش في أجمل مدينة في العالم." فالغنى الموجود في آثارها وتفاصيلها الهندسيّة يلهمها كثيراً إلى درجة أنّها ترجمت ذلك في مجموعتها Paris vu du 26 ضمن مجموعة High Jewelry Carte Blanche للمجوهرات الفاخرة عام 2019. فتخبرنا: "أعمدة مبنى Madelaine والسقف الزجاجي للقصر الكبير المعروف بـGrand Palais والأحجار المرصوفة بالحصى في Place Vendôme وتماثيل الأحصنة على أسطح Opéra Garnier والزخرفة الخارجيّة لـ Hôtel de Nocé، كلّها وجدت تجسيداً شخصيّاً جدّاً". ثمّ تشاركنا هذا السرّ قائلة: "عندما أعود من رحلة طويلة، أقوم دائماً بجولة "باريس ليلاً" في سيّارة أجرة، وأندهش في كلّ مرّة بجمال المدينة التي أراها كقرية". 

تحمل هذه المدينة الكثير من الذكريات التي تعني الكثير لـClaire لكنّها تخبرنا عن اثنتين بالتحديد، وتصف الأولى قائلة: "منذ بضعة أعوام، كنت أنظّم "نزهة أنيقة" مع الأصدقاء في باريس. وبعد الانتهاء من لعبة البوتشي في حدائق Tuileries كنّا نذهب للقيام بنزهة وتناول العشاء على ضفاف نهر السين فنشاهد غروب الشمس ونحن محاطين بالهندسة المعماريّة الباريسيّة. هذه الذكريات عزيزة على قلبي". أمّا الذكرى الثانية فهي تحدث في Place Vendôme كلّ يوم إذ تخبرنا: "عندما أرى العمود وأشاهد الهندسة المعماريّة، حتّى لو أنّني أعمل هناك، لكنّني أندهش وأفرح في كلّ مرّة. وهذا الشعور يلازمني دائماً."

باريس مكان رائع للعيش فيه
عندما سألنا المديرة الإبداعيّة لدار Boucheron عن أهمّ سمات باريس ومواصفاتها برأيها، شدّدت على التالي: "جمال الهندسة المعماريّة الهائل فيها ومطبخها الفاخر." في الواقع، تشكّل باريس بالنسبة إليها إحدى أهمّ المدن في العالم من حيث فنّ الطهو. كما أنّ Claire تحبّ الطبيعة في المدينة ولا سيّما حدائقها. فتخبرنا قائلة: "باريس مكان رائع للعيش فيه. فأحبّ المشي في الأرجاء والتجوّل وقضاء كلّ وقتي على شرفات المقاهي." وتضيف قائلة: "باريس مرادفة أيضاً للأناقة بالنسبة إليّ. وأحبّ أسابيع الموضة التي تُقام فيها ومشاهدة الناس يتجوّلون بين أرجائها، فأراقب أسلوبهم وابتكاراتهم."

أفضل طريقة للاستمتاع بجمال المدينة
ما هي إذاً الأنشطة المفضّلة للمديرة الإبداعيّة في باريس؟ في الواقع، هي تحبّ الأمور البسيطة كالتنزّه في أرجاء المدينة للاستمتاع بجمالها، وقضاء الوقت جالسة على المقعد في الحدائق. وتخبرنا عن تفاصيل إحدى النزهات تحديداً: "أتنزّه بانتظام حول Palais-Royal مع السلالم الصغيرة التي تقود إلى الحدائق. وبفضل التناسق المثاليّ لواجهاته وتماثيله وأحواض الأزهار المنسّقة والمسالك التي ترصفها الأشجار، يحيي هذا الموقع موضوعين عزيزين على قلبي: الهندسة والطبيعة. وفي الحقيقة، هذا هو المكان الأوّل الذي أقصده عندما أغادر منزلي لأراقب التغييرات عبر الفصول: فتتفتّح أزهار المغنوليا والزنبق بينما تتحوّل أوراق أشجار الليمون إلى اللّون البنيّ، إنّها معجزات تمنح الشخص استراحة فعليّة من صخب المدينة وضجيجها. ويمكنني أن أجلس على مقعد من دون أن أقلق بشأن الوقت فأستمتع بمشاهدة الطبيعة وأسرح وأتنزّه تحت الأروقة." وفي صباح كلّ يوم أحد، تحتسي Claire القهوة وتتناول الكرواسان مع ابنتها في Moulin de la Vierge. وتخبرنا: "إنّها شرفة صغيرة في ساحة أجد فيها الكثير من الأصالة والجمال ولا يقصدها السيّاح كثيراً." وتحبّ المديرة الإبداعيّة للدار أيضاً متاحف باريس فتقول: "المتحف الأخير الذي كنت محظوظة جداً لزيارته كان La Bourse de Commerce الذي أُقيم في الهواء الطلق خلف منزلي مباشرةً."

دليل Claire Choisne الخاصّ لزيارة باريس
تشاركنا المديرة الإبداعيّة الرائدة في ما يلي دليلها الخاصّ لزيارة العاصمة الفرنسيّة. فتنصحنا أوّلاً بحدائق Palais Royal من أجل القيام بأفضل نزهة في الطبيعة، وتقول: "إنّها مخفيّة قليلاً وأقلّ شعبيّة من حدائق Tuileries. أنّها ساحرة بالفعل وهناك مقعد جميل محاط بالورود حيث يمكنك أن تجلسي وتقرئي بهدوء." وتكمل حديثها شارحةً أنّها لا تفضّل موقعاً ثقافيّاً معيّناً في باريس لأنّها تختار الموقع بحسب المشهد الذي تريد أن تراه. لكنّها تحبّ زيارة Grand Palais لرؤية المعارض. فتخبرنا السيّدة الباريسيّة الراقية: "أحبّ هذا التنوّع الكبير في الأنشطة التي يقدّمها: من التزلّج على الجليد إلى معرض Art Paris. كما أنّ الهندسة المعماريّة فيه تبرهني دائماً."

ذكرت أيضاً La Bourse de Commerce وهي تقيم في الحقيقة على بعد شارع واحد منه لذا غالباً ما تتجوّل حوله بمفردها. فتجد أنّه معلم عظيم وتحبّ الانتظام في خطوطه. وتقترح Maison Plisson في دليلها الخاصّ هذا وتشرح سبب خيارها قائلة: "كنت أعيش في Place du Marché Saint Honoré وما زلت أستمتع بزيارة المنطقة. وأنا معتادة على الذهاب إلى مطعم Maison Plisson حيث يكون الترحيب دائماً حارّاً وتتضمّن قائمة الطعام منتجات موسميّة كلّ واحد ألذّ من الآخر."

أمّا من أجل احتساء الشاي بالأسلوب الإنكليزيّ، فأفضل مكان بالنسبة إلى Claire هو فندق Le Ritz إذ تقصده وتحتسي الشاي تحت السقف الزجاجيّ الكبير للحديقة الشتائيّة. تذكر أيضاً فندق Le Crillon وتخبرنا: "الاسترخاء في المسبح الطويل والمحاط بالحراشف على الجدران باللونين الأخضر والذهبيّ، حيث ينعكس الضوء الطبيعي من خلال السقف المفتوح، متعة للجسد والعقل والعيون." أمّا بالنسبة إلى المطاعم، فتظنّ Claire أنّ Il Fico الذي يقع على بُعد شارع من منزلها، يقدّم أشهى الأطباق من مطبخ سردينيا. فهي تحبّ الأجواء الهادئة فيه والمطبخ التقليديّ والمبتكر للطاهي Nicola Pisu. وتختتم دليلها مع متجر Alexander McQueen الذي تقصده بانتظام في شارعSaint-Honoré والذي يقدّم مجموعات الموسم بالإضافة إلى تصاميم العلامة الكلاسيكيّة.

وهذا سرّ لا تعرفينه!
سألنا Claire ما إذا كان هناك سرّ مخفيّ نجهله عن باريس أو لا نجده عبر الإنترنت. فشاركتنا اكتشافها الخاصّ قائلة: "بين متحف Louvre وحدائق Tuileries، اكتشفت مساحات نباتيّة تتضمّن خشب البقس والعشب وتقود إلى حديقة خفية حيث غالباً ما يتدرّب المؤيّدون من جنسيات مختلفة. أحبّ التناقض بين مكانس هؤلاء الراقصين المعاصرين وواجهات متحف Louvre بطابعها الكلاسيكيّ الفخم." 

والآن حان دورك لتزوري باريس في المرّة المقبلة وتستكشفينها بعينَي Claire Choisne!

اقرئي أيضاً: رحلة مع Mary Katrantzou إلى أثينا

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث