رحلة إلى Hamptons مع Michael Fausto

لطالما أذهلت المحيطات Michael Fausto، ففي طفولته كان والداه يناديانه بـ"السمكة" لأنّه اعتاد أن يمضي ساعات طويلة عائماً في المياه. وربّما يعود سبب في ذلك إلى برجه الفلكيّ المائي وإلى البحر الذي يشكّل بالنسبة إليه مصدر إلهام كبيراً من حيث الغموض الذي يخبّئه. وتنبع تصاميم Fausto من أفكار ثنائيّة التفرّع ومن محاولة إيجاد توازن بين قوّتين متنافستين، معتبراً أنّ المحيط هو أفضل مثال على ذلك، إذ تتمتّع مياهه بالقدرة على منح الحياة من جهة وإحداث دمار هائل من جهة أخرى. وسواء كان يزور هامبتونز في الصيف أو الشتاء، يجد نفسه مذهولاً بالمحيط دوماً. فهو يمنحه بعض السلام يخلّصه من القلق والضغط النفسي، فيصفّي ذهنه ويجول في مخيّلته كما لو كان لا يزال طفلاً. رافقينا في هذه الرحلة لاكتشاف دليل Michael Fausto الخاصّ لزيارة هامبتونز. 

اقرئي أيضاً: رحلة مع Mary Katrantzou إلى أثينا

التواجد في قلب الحدث
"كوني نشأت في نيوجيرسي وكنت محاطاً بمزارع خيول واسعة ومساحات شاسعة من الأشجار، ارتكزت نظرتي إلى نيويورك على تجربة والدتي التي عملت في المنطقة الشماليّة الغربيّة من نيويورك في ABC News. وبالنسبة إليّ كانت نيويورك بمثابة منفذ، فهي مدينة عالميّة مشعّة بالأنوار وهذا ما جذب النساء والرجال من كافّة أنحاء العالم إليها فقصدوها لتحقيق أحلامهم... أمّا أنا فأردت طبعاً أن أكون في قلب الحدث." هكذا يصف لنا Michael مدينة نيويورك وما تعنيه له قبل أن يكمل حديثه قائلاً: "أمّا تجربتي الأولى في هامبتونز فكانت خلال السنوات الأخيرة لي في معهد الأزياء للتكنولوجيا عندما دعاني أحد الأصدقاء لقضاء شهر يوليو في المنزل الذي استأجره في شرق هامبتونز." ويخبرنا المصمّم المميّز أكثر عن تلك الزيارة: "كنت أعرف أنّ هذه المنطقة تُعتبر مقصد أبناء مانهاتن في الصيف وشعرت بالقلق بعض الشيء ولم أعرف ما يجب أن أتوقّعه. لكن أثناء مرورنا في السيارة على الطرق المتعرّجة بجانب الأشجار الشاهقة والخيول والأزهار الخلّابة، شعرت بارتياح كبير لأنّ المكان بدا مألوفاً جدّاً بالنسبة إليّ". ويضيف قائلاً: "أمضيت سنوات كثيرة في عيش أسلوب حياة المدينة السريع بين ساعات الليل الطويلة التي قضيتها في الخياطة حتّى شروق الشمس وحمل حقائب الملابس التي تزن حوالى 20 كغ في أرجاء المدينة، وكانت رغبتي في تحقيق أحلامي تسيطر عليّ. لكن عندما اكتشفت هذا الانتشار الثقافيّ الواسع والطبيعة الشاسعة الجميلة، شعرت وكأنّني عدتُ إلى دياري."
واحدة من ذكريات Michael المفضّلة في هامبتونز هي الرحلة الأخيرة التي قام بها مع عائلته للاحتفال باختيار أخيه الانضمام إلى برنامج NBC Page. وأثناء الإقامة في منتجع Gurney’s استكشفوا معاً منطقة مونتوك وتاريخها المثير للاهتمام.

بين هامبتونز ونيويورك
بينما شكّلت نيويورك ملاذًا لـMichael، لطالما اعتُبرت هامبتونز ملاذاً لسكّان نيويورك. ويؤكّد المصمّم: "تاريخياً، اشتهرت هامبتونز بالزراعة وصيد السمك، فجذبت المستوطنين بفضل موقعها الجغرافي الفريد الذي لم يوفّر مساحات هائلة من التربة الخصبة فحسب إنّما أيضاً مساحات توصل إلى المحيط والخليج. وفي أواخر القرن التاسع عشر، توسّعت خدمة السكك الحديدية وبدأت العائلات الثرية في البحث عن ملجأ هناك من الحرّ الشديد في نيويورك. ومنذئذٍ، كلّ يوم جمعة طوال فصل الصيف نجد المحامين والمصرفيّين والفنّانين وكلّ سكّان المدينة يحاولون العثور على الملجأ نفسه". ويكمل حديثه مركّزاً أكثر على مسيرته الخاصّة فيقول: "يمكن أن تصبح المدينة بؤرة للقلق، لا سيّما مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف عندما أركض بين غرفة العيّنات ومواعيد اختيار الأقمشة وجلسات القياس، كلّ ذلك بينما أهتمّ بكميّة هائلة من الحقائب وعيّنات الملابس. وأحياناً يكون عزائي الوحيد هو حجز تذكرة قطار بعد ظهر يوم الجمعة إلى شرق هامبتونز. فزيارة هذه المنطقة تسمح لك بالتوقّف للاستراحة قليلاً ولتلتقطي أنفاسك بينما تستمتعين بالرفاهية ذاتها التي تقدّمها مانهاتن. وخياراتك كثيرة بين النزهات على طول الشواطئ النقية أو الاستمتاع بليلة هادئة في المنزل وشواء البرغر المجفف من Citarella. أمّا إذا كنت ترغبين في المزيد من التشويق، فإن هامبتونز مليئة بالمطاعم الرائعة. وفي ما يتعلّق بالتسوّق، فالمتاجر تنافس شارع 5th Avenue كما ستجدين متاحف فنيّة رائعة."

الموقع الأنسب للاستمتاع بغروب الشمس
"المطعم المفضّل لديّ في هامبتونز هوLe Bilboquet في ساغ هاربور"، يؤكّد Michael الذي يوصي بهذا المطعم دائماً إلى درجة أنّ أصدقاءه يتوسلّون إليه أن يختار مكاناً جديداً. ويشرح لنا: "لطالما كان موقع المطعم الأساسي في الجانب الشمالي الشرقي لمنهاتن عاملاً مهماً للكثير من سكّان نيويورك الذين يستمتعون بالمزيج بين مأكولات المطبخ الفرنسي اللذيذة وأجواء المطاعم الممتعة. وبفضل موقع المطعم الجديد الذي تمّ افتتاحه مؤخراً في هامبتونز، أصبح أحد أكثر المطاعم المطلوبة حيث يقدّم روّاد المطعم أحياناً رحلات على متن الطائرات الخاصّة وتذاكر لحفلات موسيقيّة مقابل حجز طاولة". ويتابع قائلاً: "أثناء تناول العشاء إزاء فناء خارجي يُطلّ على مرسى تكثر فيه اليخوت الفاخرة، يمكنك أن تشاهدي منظراً خلّاباً لغروب الشمس، أو مجرّد الجلوس والاستمتاع بمشاهدة المارّة. أمّا طبقي المفضّل فهو طبق دجاج الكاجون وأنصحك بطلب كميّة صلصة إضافيّة!"
ينصحنا Michael أيضاً بزيارة محميّة Elizabeth Morton للحياة البرية في ساغ هاربور، فيقول: "يتيح لك هذا الملاذ والمناظر الطبيعيّة الخلّابة برؤية الجمال الحقيقي الذي يميّز هامبتونز. تقع المحميّة في شبه جزيرة تبلغ مساحتها 187 فداناً فتقودك الطرقات المتعرّجة إلى منحدرات مشجّرة تطلّ على الخليج والشواطئ الرمليّة حيث الأمواج خفيفة. وبما أنّ هذه المحمية تضمّ أيضاً مجموعة مذهلة من الكائنات البريّة، فلا بدّ من أن تري عائلات الغزلان ذات الذيل الأبيض والسلاحف المرقّطة على طول البحيرة بالإضافة إلى جوقة من الطيور المغرّدة. وإذا أردت الاقتراب من الطيور، فاحرصي على إحضار بعض البذور لتطعميها!"

جنّة الفناّنين
يشدّد Michael أنّ هامبتونز لطالما شكّلت جنّة للفنّانين ويذكر منهم: "Roy Lichtenstein وRobert Motherwell وElaine de Kooning ". ويضيف: "لا عجب في أنّ البيئة والهدوء جذبا أيضاً رائد الحركة التعبيريّة التجريديّة Jackson Pollock الذي اشترى منزلاً على الواجهة البحريّة في سبرينغز عام 1945 بقرض من Peggy Guggenheim. وبعد أن توفيّ في حادث سيارة هناك بعد 11 عاماً، لا يزال إرثه يؤثّر في الفنّانين حتّى اليوم فقد تمّ الحفاظ على منزله وتحويله إلى متحف ومركز للدراسة". ويسلّط Michael الضوء على ما يلي: "تماماً كموقع مقدّس، يُطلب من الزوار ارتداء خفّ أثناء تجوّلهم في أرجاء استوديو Pollock المليء بالطلاء حيث وُلد أسلوبه المميّز الذي يُعرف بـ"الرسم المباشر". وبعد الاستمتاع بالأعمال الفنّيّة المعلّقة في جميع أنحاء المنزل والمعارض التي تتغيّر كلّ فترة في مركز الدراسة، أقترح عليك استئجار قارب من متجر Springs General Store حيث قام Pollock في أحد الأيّام بتسوية فاتورته عبر إهداء المالك لوحة من لوحاته تجدينها معلّقة اليوم في مركز Pompidou في باريس".

مناظر طبيعيّة على مدّ النظر
يشاركنا المصمّم الرائد المزيد قائلاً: "بما أن هامبتونز تتألّف من عدد من "القرى" الفريدة من نوعها والمنتشرة عبر مئات الكيلومترات المربّعة، فإن معظم أنشطتي المفضّلة هي الاستمتاع واستكشاف المناظر الطبيعيّة الموجودة على مدّ النظر". ثمّ يكمل حديثه مسلّطاً الضوء على ما يلي: "واحدة من أفضل الرحلات اليوميّة التي يمكنك القيام بها هي إلى شلتر آيلند، وهي جنة صغيرة إنّما فيها أمور كثيرة نستكشفها. الرحلة إلى هناك هي بحدّ ذاتها نشاط فعليك أن تأخذي العبّارة من ساغ هاربور عبر خليج بيكونيك، حيث تحيط بك مساحات شاسعة من الأشجار باللون الأخضر الزمردي بينما يقابله لون المياه الزرقاء المتلألئة. لدى وصولك، تتوفّر لك خيارات هائلة من الأنشطة بدءاً بالتنزّه عبر المسارات الطبيعية على طول الساحل وصولاً إلى الغولف على قمّة التلّ. أمّا الرحلة إلى مزرعة Sylvester Manor التي بُنيت عام 1651 فتجمع بين التاريخ التثقيفي و243 فداناً من الأراضي التي تشمل المواقع الأثرية وأسواق المزارعين الموسمية. وعندما يحين وقت العشاء، أجد نفسي دائماً متوّجهاً نحو Sunset Beach وهو فندق ومطعم لصاحب الفنادق الشهير André Balazs (مالك Chateau Marmont) ".

وفي الختام، طلبنا من Michael Fausto أن يطلعنا على بعض الأسرار حول هامبتونز فأكّد لنا قائلاً:" إنّ بعض أفضل الأماكن التي يجب زيارتها هي تلك التي لا نجد فيها صحافة أو مشاهير والتي تقدّم رغم ذلك شيئاً مميّزًا أو ممتعاً لتجربته". وقبل أن يختتم حديثه يشير: "المنازل الضخمة المصمّمة بأسلوب نانتوكيت والتي تقع على الجانب الجنوبي من هامبتونز المواجه للمحيط جميلة جداً مع الشجيرات المشذبة بطريقة مثالية وأزهار الكوبية المتفتحة والنابضة بالحياة. لكنّ مكاني المفضّل للتنزّه هو على جانب الخليج حيث لا يوجد أي مطاعم عصريّة أو قصور فخمة ولكن بدلاً من ذلك تجدين قطعة أرض رائعة محاطة بالمياه. شبه الجزيرة الصغيرة هذه ضيّقة وفيها صفّ واحد فقط من المنازل المتواضعة على كلّ جانب. وعندما تسيرين على طول الشاطئ سترين الكثير من المراكب الشراعيّة تتجوّل في الخليج وإلى يمينك الساحل الشمالي لشرق هامبتونز يتقوّس للأعلى وللأسفل عبر المياه والتلال الممتدّة من الرمال".

ما رأيك إذاً باكتشاف هامبتونز من خلال حواس Michael Fausto في زيارتك القادمة للولايات المتّحدة ؟!

اقرئي أيضاً: جولة في Varese وMilan مع Margherita Missoni

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث