جولة في باريس مع Jean Paul Gaultier

Getty images

باعتبارها واحدة من عواصم الموضة الرئيسة، مثلت باريس منذ عقود مصدر إلهام للكثير من المصمّمين والفنّانين العالميّين في مناطق مختلفة من حول العالم. لكن إذا كان المرء من باريس في الأصل، فلهذا طعم مختلف تماماً. حيث يجد ميزات هذه المدينة الرائعة مدمجة في عقله وروحه. وهكذا هي الحال مع Jean Paul Gaultier الذي نشأ في Arcueil، إحدى ضواحي باريس الجنوبيّة. وبصفته مصمّم أزياء، لم يتوانَ يوماً عن الكشف عن ثراء هذه المدينة من خلال النظر إليها دائماً بعيون جديدة. فمعه، تندمج باريس وضواحيها النابضة بالحياة مع دوائر المجتمع الراقي المتألّقة.

Boby Odieux

ويعود شغف Gaultier بالموضة والفنون إلى طفولته، فعندما كان طفلاً، أحبّ المصمّم الفرنسي الشهير دور السينما وقاعات الموسيقى. فما رأيك في الإنضمام إلينا في هذا التحقيق حيث سيأخذنا بنفسه في رحلة إلى باريس لكشف النقاب عن أماكنه المفضّلة في بلدته بالإضافة إلى ذكرياتها القديمة التي ترافقه. فنحن لن نزور عالم الأزياء الإستثنائي الخاصّ به فحسب بل سنكّرم مسقط رأسه بكلماته الخاصّة!

"باريس مسقط رأسي ومصدر إلهامي الدائم. أحبّ كلّ ما يعتبر نموذجيّاً وتقليديّاً فيها"، هذه الكلمات الأولى التي تخطر في بال Gaultier عند سؤاله عن مسقط رأسه. نشأ المصمّم الفرنسي في Arcueil، إحدى الضواحي الجنوبيّة الواقعة على بعد 36 دقيقة من باريس، ويستذكر طفولته بالقول: "كانت عائلتي ذات موارد ماليّة متواضعة، حيث عمل كلّ من أمي وأبي. وقضيت الكثير من الوقت مع جدّتي التي دلّلتني كثيراً، إذ سمحت لي أن أفعل ما أريد، فكانت تدعني أشاهد التلفاز حتّى وقت متأخّر من اليوم وسمحت لي بالبحث في خزانة ملابسها".

إلّا أنّ هذه المنطقة ليست مسقط رأسه أو منبع جذوره فحسب، لا بل إنّها المكان الذي انطلقت منه قصّته مع الموضة! فالواقع أنّه شاهد مع جدته فيلم (Falbalas) Paris Frills للمخرج Jacques Becker الذي تدور أحداثه في إحدى دور الأزياء الباريسيّة الراقية في زمن الحرب، وهو ما جعله يختار أن يصبح مصمّم أزياء! ويشاركنا هذه الذكرى العزيزة على قلبه: "وجدت في خزانة ملابسها مشدّاً حوّلته إلى فستان بمشدّ Corset Dress بعد 20 عاماً."

Boby Odieux

الذكريات التي يعتزّ بها

إنّ الذكريات الجميلة التي صنعها Jean Paul Gaultier مع جدّته لم تجعله يختار طريقه فحسب، بل أثّرت على ذوقه المسرحي والثقافي أيضاً. ويستذكر أنّه شاهد أوّل عرض مسرحي له في مسرح Théâtre du Châtelet. وفي ذلك الوقت، اصطحبته جدّته لمشاهدة La Rose de Noël Opérette، ومنذ ذلك الحين نما في داخله عشق فوري للمسرح دام مدى الحياة. كيف لا؟ وعرضه الأخير الرائع والاستثنائي لتصميم الأزياء لا يفارق أذهاننا، ذاك الذي أقيم في مسرح Théâtre du Châtelet بالتحديد، إذ عنى له الكثير وحرّك عواطفه فضلاً عن أنّه طُبع في ذاكرتنا!

ويشاركنا Gaultier أيضاً ذكرى جميلة أخرى تتعلّق بشغفه بالتصميم، الذي استوحاه من حلم نشأ في خلال طفولته. إذ يخبرنا: "أحبّ العروض المسرحيّة الغنائيّة الليليّة. ولذلك أقمت عرض Fashion Freak Show في Folies Bergère. كان ذلك حلم طفولتي، إذ شاهدت على شاشة التلفزيون ذات مرة افتتاح هذه القاعة الموسيقيّة وأعجبتني فتيات العرض وأزياءهنّ، وما ارتدَين من الريش وشباك الصيد". ثم يضيف: "حتى أنّني عوقبت في المدرسة لرسمهنّ، لكنّها من اللحظات التي أدركت فيها أنّه من الممكن أن يحبّني الناس من خلال أعمالي".

انجذابه لتنوّع باريس

معظمنا ذهب إلى باريس مرّات عدّة ووقعنا في حبّ سحرها وأدّق تفاصيلها. قد يكون لدينا بعض الأماكن المفضّلة التي نتوجّه إليها في كلّ مرّة مثل ملاذات طبيعيّة أو مطاعم محدّدة أو أماكن ثقافية نحبّها، إلّا أنّ السفر يدور حول اكتشاف جوهر المكان في كلّ مرة بعيون جديدة وعيش تجربة حقيقيّة فيه. لذلك، نتشوّق بالتأكيد لاكتشاف الأماكن الأبرز بالنسبة إلى أحد المصمّمين الفرنسيّين المفضّلين لدينا! في ما يلي يقترح علينا Jean Paul Gaultier دليله الشخصي لزيارة مسقط رأسه!

فما هي السمات والمواصفات الرئيسة التي تميّز بلدة المصمّم الفرنسي؟ "أحبّ باريس، إلّا أنّ الباريسيّين يمكن أن يكونوا مغرورين بعض الشيء. ومع ذلك، أحبّ التنوع الذي يمكن أن نجده في منطقة باريس المجاورة لدار الأزياء الراقية الخاصّة بي"، ثمّ يوضح: "إنّها مليئة بالمقاهي والمطاعم التي تمثل كلّ المطابخ على اختلاف ثقافاتها".

تفضيلاته من حيث الطعام والثقافة والطبيعة

فلنبدأ بتفضيلاته الطهويّة! “مطعمي المفضّل في باريس هو Takara، الواقع في شارع Rue Molière. كان ذلك أوّل مطعم ياباني في باريس تمّ افتتاحه منذ أكثر من 50 عاماً وما زال أشبه برحلة سفر إلى اليابان". ثمّ يضيف: "غالباً ما أرتاد أيضاً المطعم الإيطالي في فندق Hôtel National Des Arts et Métiers. من الصعب تقديم أيّ طعام إيطالي جيّد خارج إيطاليا غير أنّ المعكرونة مثاليّة هناك".

أمّا بالنسبة إلى الأماكن الثقافيّة، فغالباً ما يذهب المصمّم إلى Palais de Tokyo، وهو متحف للفنّ المعاصر يعالج العالم الذي نعيش فيه والقضايا التي نواجهها بالطريقة اللازمة والمناسبة. ويقترح علينا التالي: "ثمّة متحفان للأزياء يستحقاّن الزيارة في باريس، ألا وهما Palais Galliera، الذي سيُعاد افتتاحه في أكتوبر وMusée des Arts Décoratifs MAD ". أخيراً، إنّ القيام بأفضل نزهة في الطبيعة ليست بعيدة عن باريس، حيث يوصي Gaultier بمنتزه Le Parc في Château de Versailles.

إذاً في المرّة القادمة التي تزورين فيها باريس، تأكّدي من اعتماد هذا الدليل لتختبريه عبر حواسJean Paul Gaultier وتعيشي تجربة لا مثيل لها!

اقرئي أيضاً: جولة مع Maria Grazia Chiuri في بوليا!

العلامات: Jean Paul Gaultier

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث