جولة في المغرب مع Laura Pujol وZineb Britel

Laura and Zineb in la maison Camembert in Casablanca 

وُلدت كلّ من Britel Zineb وLaura Pujol ونشأتا في الدار البيضاء وكانتا صديقتين منذ سنّ الثانية عشرة. غادرتا في سنّ الــ18 إلى باريس حيث تابعت Zineb دراستها للحصول على شهادة في تنسيق الأزياء في Esmod Paris فيما درست Laura التواصل العامّ لمدّة سنتين في INSEEC لتنتقل لاحقاً إلى مجال السلع الفاخرة مع التخصّص في الإكسسوارات. لطالما كانت Laura شغوفة بتفاصيل المنتج والمواد المستخدمة فيه، وقد أمضت فترة تدريب لدى علامة Christofle الخبيرة في فنّ المائدة، ثم انتقلت لاحقاً إلى دار Louboutin حيث طوّرت شغفها بالأحذية. أمّا Zineb، فكانت أوّل فترة تدريب لها في دار Dior Christian في باريس، والتي اعتبرتها أكبر فرصة في حياتها للوصول إلى هذا المستوى من الحرفية والخبرة والتميّز. وبعد 6 أشهر من العمل في قسم Flou أي كلّ ما لا علاقة له بالخياطة، اقترح عليها رئيسها السابق أن تحاول العمل مع فريق الأحذية فعلمَت في تلك اللحظة أنّها ستبذل قصارى جهدها لإنشاء مجموعتها من الإكسسوارات. ومن أجل اكتساب المزيد من الخبرة، عادت إلى الدراسة، وهذه المرّة في لندن وميلانو، في دورات خاصّة بالأحذية والإكسسوارات في جامعة Saint Martins في لندن ثم Lineapelle في ميلانو. كما حصلت على تجربة أخيرة لدى Sonia Rykiel. وكان إحساسها يحثّها على العودة إلى المغرب وإطلاق مجموعتها الخاصّة. وبينما كانت تتحدّث مع Laura عن أفكارها للعودة إلى المغرب لابتكار شيء جديد وردّ الجميل لموطنها، كانت Laura تواجه معضلة: هل يجب عليها التوقيع على وظيفة الأحلام التي حصلت عليها في باريس أم تتبع Zineb وفكرتها الرائعة؟ وبهذه الطريقة قرّرتا تأسيس Zyne معاً والعودة إلى المغرب بالرؤية نفسها. وفي ما يلي نقوم معهما بجولة في مسقط رأسهما لنتعرّف عليها من خلال حواسهما! 

اقرئي أيضاً: جولة مع Amy Smilovic في جزيرة Saint Simons جورجيا

Ali Ben Youssef Islamic School in Morocco

من المدن العتيقة إلى المناطق الريفيّة
"المغرب أشبه بأفعوانية حقيقيّة للحواس. ففي المدن، يمكن إيجاد مجموعة متنوّعة من الألوان والروائح والأصوات في كلّ زاوية. ولا سيّما في المدن العتيقة وهي متاهة من الشوارع المحاطة بالأسوار التي غالباً ما تشمل الأفنية والأسواق، حيث ستذهلك الفوضى المستمرّة مثل الجبال العملاقة من مسحوق الصبغة الملوّنة والأواني المزدانة بالزخرفة المفعمة بالحياة والحمير التي تحمل عربات البطيخ في أرجاء وسط المدينة. كلّ ذلك فيما يتحدّث السكان المحليّون باللّغة العربيّة وتعلو الموسيقى المغربيّة الرائعة من المتاجر لجذب انتباه الزوار. ولإيجاد السلام، تقدّم المناطق الريفيّة في المغرب راوئع طبيعيّة مثل الجبال والشواطئ الساحرة والصحارى الشاسعة". هكذا تصف Laura الصورة التي تكوّنها عن مسقط رأسها.

During a family wedding Zineb was always impressed by the traditional culture
أمّا Zineb فتخبرنا بأنّها وLaura قد نشأتا في الدار البيضاء، المركز الاقتصاديّ للمغرب، وتؤكّد لنا قائلة: "بالنسبة إليّ الدار البيضاء أشبه بالغابة، وقد أحببتها وكرهتها وقدّرتها. إنّها مدينة صاخبة وسريعة الوتيرة وتبقيك على انشغال دائماً. لكنّ السماء الزرقاء وأشعّة الشمس الجميلة طوال العام، والنباتات المحيطة والنسيم على الشاطئ توفّر كلّها ملاذاً للهروب من ضغوط الحياة في المدينة الكبيرة.

Zineb doing henna for the first time

يمكن إيجاد الثقافة المغربيّة في كلّ مكان في جميع أنحاء المدينة ولا سيّما في الطعام والموسيقى. الطعام فنّ هنا، فلكلّ مدينة نكهاتها ووصفاتها وأطباقها الخاصّة السريّة. وطبقي المفضّل هو باستيلا الحليب! كما يمكنك سماع الموسيقى طوال اليوم فيما تتجوّلين في شوارع المدينة التي تملؤها أصوات الإيقاع الجميلة".

Laura Walking Next to the Mosque

ثقافة طيبة لا مثيل لها 

​Mohammed VI Museum of Modern and Contemporary Art
تصف Laura ما يميّز مسقط رأسها على الشكل التالي: "المغرب بلد استثنائيّ بسبب خلفيّات شعبه المتنوّعة. فقد حوّلنا التنوّع الإقليمي إلى قوّة موحِّدة تخلق صلات وروابط قويّة بين أبناء شعبنا. هويّتنا المغربيّة هي ما يجمعنا، ولا تؤثّر الاختلافات الثقافيّة أو حسّ الإنتماء الإقليمي أو اللهجات المتعدّدة في أي وقت على إضعاف هذه الهويّة الوطنيّة.

Zineb's grandparents, mother, aunt and uncle in their house in Rabat

فالمغربيّ هو الشخص المنفتح على الأفكار والممارسات الأجنبيّة، ممّا يسمح لنا بأن نستمدّ الوحي من المناطق والثقافات الأخرى. وتكمن عظمة بلادنا في عدم رغبتها في التنازل عن الحريّات حتى في الأوقات الصعبة. نحن ندرك تنوّعنا ونتقبّله من خلال الاحترام وحسّ الفكاهة ومراعاة جميع الخلفيات". أمّا Zineb فتتأثّر من ناحيتها بالتنوّع الهائل بالمناظر الطبيعية الموجودة في جميع أنحاء المغرب.

A typical childhood memory of Zineb and her mother during a big buffet family reunion in their house in Casablanca

وتخبرنا: "من الشمال إلى الجنوب، تتميّز كلّ مدينة بثروتها الخاصّة، من السواحل الهائلة إلى الصحارى الواسعة والجبال الشاسعة. وإلى جانب ذلك، يضفي الشعب المغربيّ الدفء على البلد وهذا يمكن أن نلمسه في كلّ المناطق. فهو مضياف وجاهز دائماً لتقديم يد المساعدة. حيث يمارس الشعب المغربي ثقافة طيبة لا مثيل لها".

Laura and Zineb at a Moroccan party 

وتشاركنا المصمّمتان ذكرى خاصة ما زالتا تعتزّان بها. La Mamounia هو في الواقع مكان خاص وعزيز جداً لهما، فاعتادتا أن تقصدانه في المناسبات كلّ واحدة منهما مع جدّيها لتناول الفطور المتأخّر يوم الأحد. فأخبرتانا: "يُقدّم الفطور المتأخّر كلّ يوم أحد حول المسبح وتُقدَّم جميع أنواع الأطعمة الشهيّة التي يمكنك تخيّلها. واليوم ما زلنا نحاول الاستمرار في هذا التقليد من خلال الاحتفال بالمناسبات الخاصّة وتناول الفطور المتأخّر هناك".

Jemaa el-Fnaa Square in Morocco
في ما يلي، تشاركنا المصمّمتان وراء علامة Zyne دليلهما لزيارة المغرب:

3 مواقع ثقافيّة مفضّلة لدى المصمّمتين:
مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء: يشكّل مسجد الحسن الثاني أحد أكبر المساجد في العالم، وهو مكان مميّز للعبادة ومعلم رمزيّ للمدينة.
مدرسة بن يوسف في مراكش: استمتعي بالفنّ والأجواء الهادئة من الخشوع والاجتهاد في مدرسة بن يوسف التي كانت في أحد الأيّام أكبر مركز للتعليم الإسلامي في القارّة.
متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر: إنّه متحف عامّ يقع في الرباط ومهمّته الأساسيّة هي الحفاظ على التراث الفنيّ المغربيّ ونشره وتشجيع إبداع الفنّانين المغاربة. كما أنّه يضمّ الكثير من المعارض لفنّانين عالميّين مثل Delacroix و Pablo Picassoوغيرهما.

3 مواقع تاريخيّة وسياحيّة مفضّلة لدى Zineb:
ساحة جامع الفنا: اكتشفتُ أسواقاً كثيرة في كلّ مدينة استطعت زيارتها في المغرب وجميع أنحاء العالم. ولا تزال ساحة جامع الفنا من الأسواق القليلة التي ما زال بإمكاننا إيجاد الحرفيّين الذين يعملون بالتقنيات القديمة حتى اليوم ويحاولون الحفاظ على الحرف اليدويّة المغربيّة. بدءاً بالسجاد والأغراض إلى المجوهرات القديمة. كلّما تعمّقنا أكثر في السوق كلّما وجدنا قطعاً أكثر أصالة.
قصبة الأوداية في الرباط: ثمّة الكثير من البلدات القديمة الجميلة في المغرب لكن قد يكون حيّ القصبة في الرباط أحد أكثر المناطق الخلابة في البلاد.
سوق تزنيت: تزنيت مدينة قديمة صغيرة تقع في جنوب المغرب. هي محاطة بساحل جميل لكنّ قلب المدينة هو المجوهرات الفضيّة. فهناك سوق مخصّص بالكامل للفضة، من الحرفيّين إلى البائعين.

Laura Hiking in the Region of Ourika

موقعان تاريخيّان وسياحيّان مفضّلان لدى Laura:
مدينة شفشاون: إنّ المنازل التي تتميّز بكلّ تدرّجات اللّون الأزرق هي ما يجعل مدينة شفشاون مكاناً جذاباً جداً.
وادي دادس: يجب ألّا يفوّت محبّو النزهات والرحلات في الطبيعة وعشّاق الطبيعة بشكل عام رحلة إلى وادي دادس، أحد أكثر المواقع الخلابة في منطقة الأطلس الكبير.

2 من تجارب التسوّق المفضّلة لدى المصمّمتين:
الأثاث المنزليّ لدى صديقنا Soufiane Zarib ولديه أكثر صالة عرض ساحرة للسجّاد مع أروع القطع الحرفية للمنزل.
كما أنّ مستحضرات وإكسسوارات الجمال مميّزة عند المغاربة، وقد ابتكر صديقنا Mohcyn عالماً مذهلاً يجعلك ترغبين في شراء كل شيء بفضل رائحة المستحضرات.

3 مطاعم وأطباق مفضّلة:
قد تبدو الإجابة مبتذلة لكنّ الكسكس هو المفضّل لديّ وبالتحديد من تحضير والدتي وليس من أي مكان آخر كما تؤكّد Laura قبل أن تشير Zineb إلى تفضيلها باستيلا الحليب لدى Dar Dada في الدار البيضاء. كما تذكر المصممّتان:
تونة تارتار لدى L’Italien في La Mamounia
شريحة لحم الضلع لدى Petit Cornichon، في مراكش
مطعم Mouton Noir في مراكش
مطعم Dos Mares في مرتيل

تجربتا جمال أو سبا مفضّلتان لدى المصمّمتان:
حمّام مغربيّ تقليديّ في منتجع Maison D’Asa
 في الدار البيضاء
المسبح والسبا في La Mamounia 

Tangier City

أفضل الأنشطة التي يمكنك القيام بها هناك:
بعد عمليّة تقشير الجلد في الحمام، تحصلين على بشرة نضرة وأكثر نعومة، ولا سيّما بعد استخدام زيت الأركان. وبعد يوم استثنائيّ في المسبح، أفضل جزء هو الحصول على تدليك للوجه.

3 أغراض تنصحان القارئات بحزمها:
قبّعة لتغطية وجهك من أشعة الشمس الحارقة
فستان كيمونو طويل من الكتّان أو ما يشابه لقضاء يومٍ طويل في سوق جامع الفنا
حقيبة يد من الرافية لتحملينها أثناء رحلتك

تختتم Laura وZineb دليلهما بهذه الرسالة لتشجيعك على زيارة مسقط رأسهما: "المغرب بلد متنوّع جداً ومفعم بالألوان وغير مملّ أبداً. فإذا كنت ترغبين في عيش تجربة متعدّدة الحواس وتبحثين عن كنز حقيقيّ وبعض الطعام اللذيذ، فأنت في المكان الصحيح... المغرب».
ما رأيك إذاً في اتباع دليل المصمّمتين وراء علامة Zyne إلى المغرب في المرّة القادمة التي تزورينه فيها لكي تكتشفي هذا البلد من خلال حواسهما؟  

اقرئي أيضاً: بمناسبة العيد الوطنيّ، جولة في الكويت مع Bazza Alzouman

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث