مايا دريان: "زبونات الرفاهية الحاليّات يبحثنَ عن الخبرة والتخصيص والاستدامة والأصالة والجاذبيّة"

تغيّر مفهوم الرفاهيّة في السنوات الأخيرة من اقتصاره على امتلاك السلع الماديّة الفاخرة ليشمل تحقيق التفرّد والحصريّة والتجارب التي لا تُنسى. كذلك، تطوّرت نظرة النساء تجاه عالم الرفاهيّة وتبدّلت توقّعاتهنَّ وكيفيّة تفاعلهنَّ مع تجربة التسوّق. وللوقوف أكثر عند تلك التغيّرات وفهم ما آلت إليه اليوم الأوضاع في هذا العالم، توجّهنا إلى الخبيرة في إدارة تجربة العملاء والمديرة العامّة لوكالة الخدمات الاستشاريّة The Luxury Hive في دبي مايا دريان. فكشفَت لنا، من خلال خبرتها وفهمها العميق للعملاء وقدرتها على إقامة علاقات وطيدة مع العلامات التجاريّة الفاخرة والأفراد، معلومات شيّقة عن علاقة النساء بعالم الرفاهيّة وتفهّم العلامات التجاريّة الفاخرة لاحتياجاتهنَّ.  

  1. برأيكِ، ما الذي تبحث عنه النّساء الفاخرات في تجربة البيع بالتجزئة اليوم؟

تتغيّر الزبونات الفاخرات واحتياجاتهنَّ مع الزمن وتتعارض توقعاتهنَّ مع المفهوم التقليدي لماهيّة السلع الفاخرة. واليوم، لم تعُد العلامات التجاريّة قادرة على إنكار تأثير الزبونات الشابّات. ومن المتوقّع بحلول العام 2025 أن تبلغ نسبة مساهمة الأجيال Y و Z في نموّ السوق إلى 130٪ بين الحين والآخر، ممّا يعوّض عن انخفاض المبيعات مع الأجيال الأقدم. ولأنّني نشأت في العصر الرقميّ، أعلم أنّ الأجيال الصاعدة هي التي تحدّد صيحات الموضة وتتصدّر الطليعة.

  1. هل تعتقدين أنّ تصوراتهنَّ مختلفة عن جيل أمهاتهنَّ، وماذا تعني الرفاهيّة بالنسبة إليهنَّ؟

في حين أنّ الولاء للعلامة التجاريّة كان أكثر انتشاراً بين صفوف الأجيال السابقة، إلّا أنّ زبونات الرفاهية الحاليّات يحبنَ التجربة ويميّزنَ جيّداً. ولم يعُد شراء المنتجات الفاخرة خاضعاً للاستهلاك الواضح منهنَّ، إذ إنّ إنفاقهنَّ بات يُركّز على الذات. ومِن أبرز العوامل التي يبحثنَ عنها، نذكر الخبرة والتخصيص والاستدامة والأصالة والجاذبيّة. وفي حين استخدمت الرفاهية التقليديّة التعتيم للحفاظ على التفرّد، فإنّ الأجيال الشابّة تتطلّب الشفافيّة، لذا يخترنَ العلامات التجاريّة على أساس مهمّتها وقيمها وأخلاقيّتها.

  1. هل تعتقدين أنّ العلامات التجاريّة تفهم احتياجات هذا الجيل الجديد من الزبونات من حيث الرفاهية؟

تقود النساء الاقتصاد العالمي اليوم، ومن هنا جاءت صياغة مصطلح Womenomics، أي اقتصاديّات المرأة. فتشكّل المرأة نصف سكاّن العالم، وتنفق ثلاث مرّات أكثر من الرجال على الرفاهية. ونظراً إلى أنّ النساء غالباً ما يكنَّ من المتسوّقات الماهرات، فلا بدَّ للعلامات التجاريّة أن تبتكر تجارب تسوّق عاطفيّة تلمسهنَّ، بغية الوصول إليهنَّ وإشراكهنَّ. حتّى أنّ المصمّمات أصبحنَ أكثر انسجاماً مع احتياجات زبوناتهنَّ، لتتحلّى النساء بنظرة ثاقبة حول ما تريده النساء الأخريات، الأمر الذي لا يمكن للرجال فهمه قطّ. غير أنّ 40٪ فحسب من علامات الأزياء النسائيّة تصمّمها النساء، مع 14٪ من 50 علامة تجاريّة رئيسة للأزياء تديرها النساء. وصحيح أنّ المرأة تعرف ما تريده السيّدة بشكل أفضل، غير أنّ المصمّمين يستمرّون في القفز إلى الواجهة. لكن التغيير قيد التبلور ومن هنا، يمكن العثور على الأمل المشرق في عالم الرفاهية بشكل عامّ والأزياء النسائيّة على وجه الخصوص، من خلال السّماح للنساء من الخارج بالدخول. وستأتي هذه الخطوة بثمار ملحوظة على العلامات التجاريّة التي قد تسمع هذه الرسالة، وكذلك ستبقى العلامات التجاريّة التي تستقطب الأجيال الشابّة في المقدّمة. ويعود السبب في ذلك إلى أنّ هذه العلامات بدأت في التكيّف مع تفضيلات الزبونات الشابّات من حيث استراتيجيّات الاتّصال والمشاركة وعروض المنتجات وقنوات التوزيع.

إقرئي أيضاً: كيف تجمع Salama Khalfan الرفاهيّة بالتجربة الشخصيّة؟

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث