Najla Al Midfa :انطلقي بثقة. وعندما تجدين الفرص تحيط بك، ارتقي بالآخرين معك!

كلّ ما عليك معرفته لتبسطي جناحيك في عالم الأعمال والاستثمار!

وأخيراً اتّخذت القرار بالانخراط في مجال الاستثمار والأعمال. تريدين أن تنطلقي في هذه المسيرة إنّما تراودك أسئلة كثيرة... ما هي التّحديات التي يمكن أن أواجهها وكيف يمكن أن أتغلّب عليها؟ ما هي القواعد أو الإرشادات التي يجب أن أتّبعها؟ وما هي الخطوات المطلوبة؟ وهل هناك معادلة صحيحة للاستثمار؟ ما هو المجال الذي يجب أن أستثمر فيه؟ وهل من مجال محدّد من الأفضل أن أبدأ به؟ ماذا عن الاستثمار في العملات المشفّرة والبيتكوين والميتافيرس؟ وماذا عن الطرق المبتكرة التي يتّبعها الجيل الجديد؟ وكيف أتأكّد من أنّني سأتّخذ القرار الصائب؟ وبما أنّنا نحرص دائماً على الإجابة على كلّ الأسئلة التي يمكن أن تطرحيها، نخصّص التحقيق التالي لمناقشة هذه التساؤلات مع رائدات وخبيرات من مجالات مختلفة. حيث تشاركك السيدة نجلاء المدفع الرئيسة التنفيذيّة لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)بناءً على خبرتها الرائدة رؤيتها حول الخطوات الضروريّة لدخول عالم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى آرائها المتعلّقة بمختلف جوانبه! 
 

التصوير: Maximilian Gower

يشكّل إلهام روّاد الأعمال وقادة المستقبل من الشباب، وتمكين الجيل الإماراتي الواعد من اتّخاذ خيارات مهنيّة مدروسة لتولي المبادرات المرتبطة بهم، جزءاً أساسيّاً من المسيرة المهنيّة للسيدة نجلاء المدفع. إذ تضمّنت هذه المسيرة الملهمة والحافلة بالنجاح أدواراً قياديّة متنوّعة قبل أن تصبح الرئيسة التنفيذيّة لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع).

وقد بدأت نجلاء المدفع مسيرتها المهنيّة في القطاع الخاصّ، فعملت في شركتين عالميّتين في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وهما شركة برايس ووتر هاوس كوبرز وشركة شّل. لتنتقل بعد ذلك إلى الولايات المتّحدة لنيل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، إنضمت مباشرةً بعدها للعمل مع شركة مكنزي وشركة جوجل. وقد حظيت نجلاء بدعم بعض العقول الأكثر إبداعاً في مجال ريادة الأعمال. وبالتالي، لعبت هذه التجربة دوراً أساسيّاً في تحفيز شغفها تجاه ريادة الأعمال. وبعد عودتها إلى دولة الإمارات عام 2010، استأنفت نجلاء المدفع مشوارها في عالم ريادة الأعمال، حيث تولّت منصب مدير أوّل في صندوق خليفة لتطوير المشاريع. وعلى الفور، أيقنت أنّ شغفها يكمن في دعم روّاد الأعمال الذين يؤسّسون مشاريع مبتكرة. وبحلول عام 2015، حصلت على فرصة مميّزة للمساهمة في بناء بيئة لريادة الأعمال في مسقط رأسها، الشارقة، وجعل الإمارة وجهة رائدة لرواد وأصحاب الأعمال. واليوم، بصفتها المديرة التنفيذيّة لمركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، تعمل وفريق العمل على تمكين الأجيال الحاليّة والمستقبليّة من روّاد الأعمال. ومن خلال هذا العمل الدؤوب استطاع شراع من خلال برامجه ومبادراته التي يقدّمها في مقرّه الرئيسي في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار والمراكز التابعة له في الجامعة الأميركية في الشارقة وجامعة الشارقة، دعم ما يزيد عن 120 شركة ناشئة جمعت 128 مليون دولار من الاستثمار وحقّقت 187 مليون دولار من العائدات. كما يفخرون بأنّ 50٪ من شركاتهم الناشئة تترّأسها سيّدات أعمال.

أمّا القاعدة الأولى التي اعتمدتها المديرة التنفيذيّة لمركز الشارقة لريادة الأعمال خلال مسيرتها المهنيّة، فتلخصّها على النحو التالي: "تعلّمت من تجاربي التي عشتها حتّى الآن درساً مهمّاً وهو أنّ الإنسان يستطيع أن ينطلق إلى أبعد من حدود إمكانيّاته التي يعتقد أنّه سيتوقف عندها خلال سعيه لتحقيق النجاحات، شرط أن يقضي الوقت مع أشخاص يشاركونه نفس القيم والرؤية تجاه العالم. وتتمحور أهمّ الدروس في الحياة حول الناس. فالتفاعل مع أشخاص من أعلى المستويات يشاركونني إحساسي بالعمل من أجل تحقيق هدف معين، هو ما يجعل التجربة مميّزة بالنسبة إليّ. إنّها هذه الروح والبيئة التي نواصل الحفاظ عليها في مركز "شراع" من أجل صنّاع التغيير".

الشغف تجاه تثقيف المواهب الشابّة

تؤمن نجلاء المدفع بشدّة أنّها وجدت شغفها في الحياة من خلال تثقيف أصحاب المواهب الشابّة ليكونوا صنّاع التغيير والمساعدة على تسخير الإمكانات للعقول اللامعة ممّن يسعون جاهدين لخلق حياة أفضل لأنفسهم وللأجيال القادمة. وتؤكّد: "وما عليّ إلّا أن أعود إلى بدايات مسيرتي المهنيّة لأعرف كم يلعب الموجّهون دوراً محوريّاً في حياتنا لجعلنا قادة واثقين من أنفسنا. وفي "شراع"، لمسنا عن كثب أهميّة الإرشاد في توجيه روّاد الأعمال الشباب نحو المسار المهني الناجح. ولا يزال الخرّيجون الشباب بشكل خاصّ ينطلقون نحو عالم الأعمال وغالباً ما يلجؤون إلى من يرشدهم للحصول على الخبرة والنصائح حول كلّ شيء، بدءاً من فرص التواصل وصولاً إلى أفضل الطرق لتطوير أعمالهم بشكل مستدام". وتتابع: " لذا، لطالما كانت استراتيجيّتنا تتمثّل في إنشاء نظام تعاوني يشجّع المشاركة والدعم بين روّاد الأعمال الشباب والخبراء المخضرمين في مختلف القطاعات. فيمكن أن يستفيد رواد الأعمال الشباب من الثروة المعرفية التي يقدّمها أصحاب الخبرة العالية، في حين يستلهم من لهم باعٌ طويل في القطاع من التفاني والشغف الذي يمتلكه صنّاع التغيير".

تطوّرات غيّرت خارطة طريق ريادة الأعمال والاستثمار

"إنّ ما شهدناه من تطوّر البيئة الحاضنة لروّاد الأعمال في دولة الإمارات على مدى العقد الماضي كان رائعاً بالفعل. فقد حرص قادتنا على ضمان وجود نظام صديق لروّاد الأعمال الشباب، بدءاً من إجراءات الترخيص ومرونة إصدار التأشيرات إلى مؤسّسات التمويل الحكوميّة"، هذا ما أكّدته المديرة التنفيذيّة لمركز الشارقة لريادة الأعمال قبل أن تتابع قولها: "كما قد شهدنا زيادة ملحوظة في الاهتمام بريادة الأعمال في مجتمعنا ويعود الفضل في ذلك إلى تظافر الجهود الحثيثة والعمل الدؤوب. فعلى سبيل المثال، أصبح طلّاب المدارس الثانويّة والجامعات أكثر انجذاباً لتجربة تأسيس مشاريعهم الخاصّة، ليس فقط لأنّ كلّ واحد منهم يريد "أن يكون مدير نفسه" فحسب، بل لأنّهم ينظرون بتمعّن إلى العالم من حولهم ويستلهمون منه العِبر لمواجهة التحديات العالمية الكبرى". وتضيف قائلة: "كما أنّنا نشهد أيضاً اهتماماً أكبر من قبل الشركات الكبيرة التي تستثمر وتتطلّع إلى التعاون مع هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي تتميّز بكونها فَتيّة. فهم يرونها كمصدر للابتكار ومنظومة من المواهب التي ستكون أساسيّة للتحوّل والأكثر استعداداً للمستقبل. ونحن متحمّسون لرؤية ما نجنيه من ثمار في الأعوام العشرة القادمة".

اختيار مجال الاستثمار في عالم اليوم والبدء بالمسيرة

في سؤال وجهناه للسيدة نجلاء المدفع عن المجال الذي ستختاره في حال كانت ستبدأ حياتها المهنيّة اليوم، أجابت قائلة: " أعتقد أنّه ما زال هناك فجوة في الاستثمار المبكر، وهذا هو بالضبط الجانب الذي يحتاج أصحاب الشركات الناشئة فيه إلى أكبر قدر من الدعم. إنّهم بحاجة إلى من يؤمن بإمكانياتهم ويساعدهم على الانطلاق. وأنا أؤمن أيضاً بمستقبل تكنولوجيا التعليم وتقنيات الاستدامة والاقتصاد الإبداعي، إذ تشارك هذه القطاعات مجتمعة في مواجهة التّحديات العالمية التي تؤثّر على مستقبلنا".

وتنصح السيّدات اللواتي يسعينَ إلى الانخراط في هذا المجال بالتالي: "أنصحك بالبدء في المجال الذي تمتلكين الشغف تجاهه، وبإيجاد فرص الاستثمار الكامنة والواعدة في ذلك المجال. تأكّدي من إجراء بحث شامل حول الشركات الناشئة التي تستثمرين فيها، فابحثي عن مؤسّسي المشاريع ممّن لديهم الشغف والحماس وفرق العمل الداعمة والقويّة التي تنتهج نموذج عمل مستدام. ركّزي على جودة أفكارهم، وقابليّتها على التوسّع وإمكانيّة نجاحها، بالإضافة إلى قدرتها على إحداث تغيير جذري في السوق. وفي النهاية، الهدف هو التعرّف إلى روّاد الأعمال الذين توصّلوا إلى حلول جديرة بالسوق بدلاً من مجرّد اعتماد الاتّجاهات السائدة. وستعلمين حينها أنّك اتّخذت القرار الصحيح عندما تجدين الشركة الناشئة التي تتمتّع بالقيم والرسالة نفسها التي تؤمنين بها".

القواعد والإرشادات والمعادلات التي يجب اتّباعها في خلال هذه المسيرة

"في الواقع، طرح الكثير من الأسئلة هو نهج سليم جدّاً في ريادة الأعمال. فهذا يدلّ على الفضول والاستعداد للتعلّم، ومن المهمّ أن تكوني على اطّلاع دائم حول كلّ ما يلزم قبل الشروع في مسيرة فيها شيء من المجازفة"، هذا ما أكّدته السيدة نجلاء قبل أن تضيف قائلة: "لكنّني أودّ أن أحذّر أيضاً بعدم السماح لنفسك أن تبقي في "حالة البحث" من دون اتّخاذ أي خطوات لتنفيذ فكرتك على أرض الواقع. ففي مرحلة ما، عليك أن تبادري وتبدئي فحسب. ابحثي عن أشخاص يؤيّدونك ويوجّهونك، واستعدّي للتعلّم من أخطائك وعثراتك لتعودي أقوى من ذي قبل. أمّا في ما يتعلّق بالمعادلة الصحيحة، فما من نهج واحد يناسب الجميع، وهذا هو تماماً ما يجعل هذا المجال مثيراً للاهتمام".

وبناءً على خبرتها الرائدة التي تعلّمتها في الحياة، تختتم الحوار معنا بإعطاء ثلاث نصائح للسيّدات اللواتي يرغبن في توسيع آفاقهنّ في هذه المسيرة، وتقول: "نصيحتي للشابات اللواتي يرغبن في دخول عالم ريادة الأعمال هي الانطلاق بثقة. خذي مكانتكِ التي تستحقينها واجعلي صوتك يصدح بالطموح، وعندما تجدين الفرص تحيط بك، ارتقي بالآخرين معك. شعاري بسيط: حافظي دائماً على الشغف، وأنجزي عملك. يتماشى الاثنان معاً، فبدون الشغف والالتزام، ستتأثّر جودة العمل حتماً".

إقرئي أيضاً: H.E Aisha Bin Bishr : الاستمتاع في ما نفعل جزء كبير من قصة النجاح

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث