Asma Hilal Lootah: بمجرّد أن تبدئي، تتحوّل الخطوات الصغيرة إلى كبيرة

التصوير: The Hundred Wellness Centre 

أسماء هلال لوتاه هي سيّدة إماراتيّة ورائدة أعمال فخورة بهويّتها وجدت رسالتها ومهمّتها ورؤيتها في الحياة من خلال مركز The Hundred Wellness Centre في دبي. حيث لطالما كان النشاط الجسديّ جزءاً لا يتجزّأ من حياتها منذ الطفولة، والرفاه متأصّلاً في تربيتها العائليّة. وقد أحبَّت السباحة وركوب الدرّاجات بشكل خاصّ منذ سنّ مبكرة، إنّما تمارين البيلاتيس والتأثير المذهل الذي أحدثته في حياتها وصحّتها العقلية ورفاهها العام هو ما شجّعها وعزّز رؤيتها لمساعدة الآخرين على تحقيق الأمر نفسه. وقد نشأ المركز من الرغبة في مساعدة الآخرين، وردّ الجميل للناس من خلال إلهامهم وتحفيزهم لتحسين صحّتهم وسعادتهم وحياتهم اليوميّة.

اقرئي أيضاً: Sarah Alturkistani: تأثير الأمّ والزوجة التي تعيش حياة صحيّة سيغيّر المجتمع ككلّ

"يجب التعريف عن الصحّة الجيّدة بأنهّا تتخطّى عدم المعاناة من الأمراض الجسديّة أو العقليّة. ففي الكثير من الأحيان، نحن نولي المزيد من الأهميّة والقيمة لمظهرنا الخارجيّ لدرجة أنّنا نتجاهل ما هو في الداخل. ويشكّل قبول الذات وتعلّم أن نحبّ أنفسنا ونقدّر جمالنا الفريد، بعض الأمور التي يجب أن نعتمدها للحفاظ على صحّة جيّدة وإيجاد هذا السلام الداخلي"، بهذه العبارات نبدأ حوارنا مع الرائدة الإماراتيّة التي تؤكّد أنّ مفهوم اللياقة والرفاه يتطوّر ويتغيّر باستمرار. وتقول: "يهتمّ الناس في المنطقة منذ فترة طويلة بصحّتهم، لكن من الواضح أنّ ثمّة تركيز أكبر في العامين الماضيين على تعزيز وعي الناس برفاههم وزيادة التركيز على العمل من أجل تحسين صحّتهم العقليّة والجسديّة. ومنذ الوباء، رأينا طبعاً أهميّة اعتماد الروتين والرعاية الذاتيّة والنهج الواعي من أجل الرفاه لدى الكثير من الناس".

ملاذ للطاقة الإيجابيّة
يشكّل مركز The Hundred Wellness Centre وجهة رفاه فريدة ورائدة حيث يعتمد نهجاً شموليّاً. وتخبرنا لوتاه: "نقدّم مجموعة واسعة من العلاجات والخدمات الاستشاريّة المختصّة بنمط الحياة لتحسين الصحة الجسديّة والعقليّة والعاطفيّة للأشخاص وتعزيزها، بدءاً من تمارين البيلاتس والعلاج بتقويم العمود الفقري إلى التغذيّة السريريّة والمعالجة المثليّة وتدريب الحياة و Gyrotonic®. وبالإضافة إلى ذلك، لدينا مقهى نباتي يقدّم الطعام اللذيذ والصحيّ. ومن المهمّ بالنسبة إليّ أن نركّز على تقديم الخدمات الشخصيّة التي تغذّي العقل والجسد والروح؛ فاللطف البسيط هو أساس فلسفتنا بأكملها. لدينا فريق من الممارسين المختارين بعناية والذين يحبّون فعلاً ما يفعلونه ويهدفون إلى التأثير إيجابيّاً على حياة الزوّار". وتضيف: "لكن لطالما كان The Hundred أكثر من مجرّد مركز للخدمات. فأردتُ أن تكون هذه المساحة ملاذاً للطاقة الإيجابية، حيث يمكن للناس أن يأتوا للاستراحة والاسترخاء واستعادة نشاطهم بعيداً عن ضغوط الحياة الطبيعيّة. وقد عملت بعناية على الأجواء في المركز ليشعر زوّارنا بأمان وبسلام كأنّهم في المنزل، بينما يستفيدون في الوقت نفسه من كلّ الخدمات التي نقدّمها لهم. وأكثر ما أحبّه في المركز هو أنّه يمكن أن يقدّم تجربة مختلفة تماماً مع كلّ زائر. لذا أنا أرى هذه التجربة وكأنّها رحلة أكثر منها اختيار العلاج الأفضل".

رحلة تتمّ من الداخل إلى الخارج
صحيح أنّ الطقس في الخليج قد يكون حارّاً جداً خلال بضعة أشهر من العام، لكنّ رائدة اللياقة البدنيّة تظنّ أنّ الحفاظ على الصحّة أو النشاط هو خيارنا ومسؤوليتنا بغض النظر عن كلّ شيء. وتؤكّد: "اعتماد نمط حياة صحيّ جديد هو عمل متواصل ويستغرق بعض الوقت. فيجب أن نضع لأنفسنا أهدافاً صغيرة يسهل إضافتها إلى حياتنا اليوميّة بحيث نستطيع التحكّم بها سواء تمثّل ذلك بقرار الحدّ من الأطعمة المصنّعة والسكريّة خلال الأسبوع أو اتّخاذ قرار بممارسة التمارين الرياضيّة لمدة 15 دقيقة كلّ يوم. وهناك دائماً أسباب كثيرة لعدم القيام بشيء ما، لكنّ التفكير الإيجابيّ هو الذي سيجعلنا نقول "نعم"، "نعم، سأفعل ذلك" أو "نعم، سنفعل ذلك" كعائلة وهذا سيحدث تغييراً. ونصيحتي الأساسيّة هي الانتظام والاستمتاع بكلّ الفوائد التي تترافق مع نمط الحياة النشط". 
فكيف يشكّل البدء برحلة اللياقة البدنيّة هذه تحوّلاً في حياة السيّدات؟ تجيبنا: "أيّ رحلة تهدف إلى الوصول إلى اللياقة البدنيّة ونمط حياة صحيّ ونظام طعام أفضل يجب أن تتمّ من الداخل إلى الخارج. وغالباً ما تركّز عملية التحوّل على التغييرات الجسديّة المتوقّعة، بدلاً ممّا يشعر به المرء في نفسه. وعند اعتماد الرفاهية الجسدية والعقلية العامّة كنمط حياة، يمكن أن تؤدّي إلى نوم أفضل والمزيد من الطاقة خلال اليوم والقدرة على التعامل مع الضغوط اليوميّة وتحسين الهضم لتقودك في نهاية المطاف إلى حياة أكثر سعادة. وإن قمنا بخطوات صغيرة فقط، يمكننا أن نحسّن وضعنا".

وتختتم الرائدة الإماراتيّة بهذه الرسالة القلبيّة بناءً على خبرتها الشخصيّة: "إنّ الشيء الوحيد الذي تتمتّعين فعلاً بالسلطة الكاملة عليه هو نفسك، وكلّ الأمور الأخرى هي أحداث خارجيّة. قد تتمكّني من التأثير على الأحداث الخارجيّة، لكنّك تستطيعين حتماً تغيير طريقة تفكيرك وسلوكك لاختيار الرفاه. وبمجرّد أن تبدئي، تتحوّل الخطوات الصغيرة إلى كبيرة وبعد فترة قصيرة، هذا النهج الذي بدا كرحلة يصبح جزءاً من حياتك اليوميّة. لكنّ الخطوة الأكبر هي طبعاً الأولى، لذا خذي نفساً عميقاً، ركّزي، وابدئي. فالطريق إلى الرفاهية متاح للجميع". 

اقرئي أيضاً: Dana Al Sulaiman: عملت بجدّ لإثبات أنّ النساء يمكنهنّ أن يكنّ أعضاء ناجحات وناشطات في المجتمع العلمي

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث