Sarah Alturkistani: تأثير الأمّ والزوجة التي تعيش حياة صحيّة سيغيّر المجتمع ككلّ

​​​​​​​التصوير: Ayman Tamano 
المكياج: Reham Nusair 
تصفيف الشعر: Ferdos Dose Braids 
الموقع: Loca Studios 

سارة التركستاني امرأة، وبالتالي هي بلا حدود، بهذه الطريقة تعرّفنا بنفسها. فهي لا تستطيع أن تضع نفسها في خانة محدّدة واحدة. إنّها صيدلانيّة لا تمارس مهنة الصيدلة ورائدة أعمال ومدرّبة يوغا تحبّ السفر والرقص كما أنّها معالجة تحبّ الاحتفال. تؤدّي دور المديرة تارةً ودور الأمّ تارةً أخرى! أمّا التزام هذه المرأة السعوديّة الأوّل في مجال اللياقة البدنيّة فبدأ مع صفوف اليوغا للحوامل، وقد أحبّت أجواء الصفوف الجماعيّة والتفاعل مع مدرّس حقيقي وشعرت بالراحة والرضا من الناحية النفسيّة والجسديّة أثناء حملها. وبعد أن رزقت بابنها، حضرت صفّ الـ Zumba الأوّل لها على الشاطئ مع شريكتها الحاليّة في العمل نوف خياط. وبينما كانت ترقص حرقت 400 سعرة حراريّة فيما تستمتع بوقتها، وعندئذٍ قالت لنفسها: "سأفتتح نادياً رياضيّاً في السعوديّة يركّز على السعادة، لأنّني لا أمانع أن أقوم بهذا كلّ يوم لبقيّة حياتي". وبما أنّ عدد الأشخاص الذين يلتزمون بتحقيق السعادة كبير بينما قلّة هم من يلتزمون باللياقة البدنيّة، جمعت سارة المفهومين معاً. فمهمّتها في الحياة هي نشر الفرح والسلام!

اقرئي أيضاً: مساهمة الحرف في قدرة المرأة على اتّخاذ القرار عبر التاريخ

من خلال Loca Studios الواقع في جدّة في المملكة العربيّة السعوديّة والذي تملكه مع شريكتها نوف خياط، تساهم سارة بتمكين المجتمع من حولها. وتخبرنا: "أنا محظوظة جداً وممتنّة لأنّني أستطيع فعل ما أحبّه وأستمتع به في الحياة. أنا أدير النادي، وأعطي دروس اليوغا وتمارين TRE أسبوعياً بالإضافة إلى تمارين التنفّس والتأمّل مع ضيوف Loca كلّما اكتمل القمر. نحن ندعو Loca Studios أسعد نادٍ رياضيّ على وجه الأرض. نقدّم التمارين التي تلمس روحك وجسمك، بالإضافة إلى خدمات فريدة مثل تمارين السيرك والرقص، ودروس لياقة بدنيّة قويّة مثل تمارين الجمباز ورفع الأثقال مع لمسة من المرح، كما يمكنك أيضاً إيجاد صفوف اليوغا والتنفّس والتأمّل التي تهدّئ جسمك وذهنك."
وتؤكّد سارة أنّ مفهوم اللياقة والرفاه النفسي قد تطوّر في العامين الماضيين في السعوديّة. وتقول: "حدثت أمور كثيرة في السنوات الثلاثة الماضية. وقد غيّرت الرؤية 2030 صناعة اللياقة البدنيّة، إذ يتمّ افتتاح المزيد من النوادي الرياضيّة للسيّدات الآن. وأنا واثقة من أنّ تأثير الأمّ والزوجة التي تعيش حياة صحيّة سيغيّر المجتمع ككلّ".

أسلوب حياة صحيّ مستدام
عملت سارة طوال حياتها المهنية تقريباً ضمن هدف التنمية المستدامة رقم 3 للأمم المتّحدة وهو الصحة الجيّدة والرفاه. وتخبرنا قائلة: "لقد بدأت مسيرتي المهنيّة في هذا المجال عندما كنت صيدلانيّة تعالج المرحلة الأخيرة من الأمراض أي عندما تظهر عوارضها في الجسم، لكنّني أدركت أنّه إذا تمكّنا من منع الناس من الإصابة بالمرض في الأساس، فسنحدث تأثيراً مضاعفاً في المجتمع والاقتصاد، وهذا أقوى بكثير من الأدوية التي لها الكثير من الآثار الجانبيّة. أنا أحبّ الرفاهية بجانبها الإيجابيّ المتمثّل بالقيام بالعمل الصحيح في وقت مبكر قبل أن تمرض أجسادنا، فمن الأسهل ممارسة الرياضة وتناول الفيتامينات وشرب الماء والاعتناء بصحّتك العقليّة والروحيّة قبل أن تسوء الأمور وننتهي بمكافحة الحلقة المفرغة من الأمراض. فالوقاية هي مفتاح الصحّة الجيّدة والرفاهية. وأنا ملتزمة جدّاً بهذا الهدف لأنّه يغيّر كلّ شيء وكلّ شخص ".

التخلّص من الإكتئاب بفضل الرياضة
كيف يشكّل البدء برحلة اللياقة البدنيّة هذه تحوّلاً في حياة السيّدات؟ وكيف تؤثّر على رفاههنّ النفسي وصحّتهنّ وحياتهنّ اليوميّة ومستقبلهنّ؟ تقول لنا: "فكّري في Jennifer Lopez. إنّها في الخمسينات من عمرها وهي تعيش وكأنّها ابنة العشرينات. فما من جرعة سحريّة تجعلنا نستيقظ مع عضلات بطن مثل J.Lo. هي تمارس التمارين الرياضيّة وترقص وتتناول الطعام الكامل وتحبّ نفسها. أرى الكثير من التحوّلات في حياة الكثيرين أمام عينيّ بفضل اللياقة البدنيّة. رأيت سيّدة خضعت لجراحة قلب مفتوح وكان جسدها ضعيفاً، لكنّها وقفت على رأسها في صفّ اليوغا بعد شهرين في النادي الرياضي، وسيّدة أخرى أنجبت طفلها وفقدت الوزن في غضون أشهر وبدأت تشعر بالارتياح مع نفسها ومع جسدها، وهناك سيّدة أيضاً تخلّصت من اكتئابها بفضل التمارين الرياضيّة. أمّا على الصعيد الشخصيّ، فيساعدني التمرين الرياضيّ في إدارة ضغوطي اليوميّة لإدارة الأعمال. فإنّ أسلوب الحياة النشط والرياضة يصنعان المعجزات في الجسد والعقل والروح."

وتختتم سارة بمشاركتنا رسالة التوعية المؤثّرة هذه: "من تجربتي الشخصيّة وممّا أراه من حولي، أنصحك باختيار الخطوة الأولى الأسهل دائماً. فإذا كنت تكرهين تمرينك، إذاً هو ليس مناسباً لك اليوم، قومي بتغييره واختاري آخرَ ممتعاً وسهلاً. إذا كنت تحبّين الرقص، اختاري إذاً الرقص. ابدئي بعادات صغيرة ثابتة، فإذا أردت البدء بـ10 دقائق من المشي، افعلي ذلك والتزمي به يوميّاً. فقومي بخطوة أولى سهلة وسعيدة. لا ترهقي نفسك بالتغييرات الكبيرة بل ابدئي بتلك الصغيرة والمستدامة... فاختيار اللياقة البدنيّة المرحة هو مفتاح التغيير، لأنّه مستدام وقابل للتطوير. وتذكّري أنّ مفتاح التحوّل هو الالتزام، ومفتاح الالتزام هو أن تحبّي ما تفعلينه. اعتني بصحّتك العقليّة والعاطفيّة وسينعكس ذلك على جسدك".

اقرئي أيضاً: هنّ يتحدّينَ الأمواج والأحكام المسبقة

العلامات: Sarah Alturkistani

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث