"علّمنَ الفتيات الشجاعة بدلاً من الكمال" - ريشما سوجاني، صاحبة مؤسسة "فتيات البرمجة Girls Who Code".
هل تساءلتِ يوماً عن مدى أهميّة تحلّي الفتيات والنساء بالشجاعة؟ الشجاعة والقوّة للمجازفة والتفواض ورفع الرهان. في إحدى مؤتمرات تيد Ted Talks الشهيرة، صادفتُ فيديو لـريشما سوجاني أفصحت فيه عن واقع مرير لا بدَّ من معالجته لتتألّق نساؤنا وبناتنا على الساحة العالميّة في شتّى مجالات العمل.
ألم تلاحظي قطّ أنّ الفتيات غالباً ما يخترنَ الوظائفَ والمهن التي يعلمنَ أنّهنَ سيبدعنَ فيها؟ فيخشينَ دخول مجالات لسنَ واثقات من إبراز قدراتهنَّ فيها. نعم، هذا هو الواقع ولا ريبَ في ذلك، إذ يتربّينَ منذ صغرهنَّ على إتقان عملهنَّ لحدّ الكمال بدلاً من المخاطرة وتقبّل الفشل.
أن تكوني قويّة لا يعني إتقان كلّ ما تقومين به بمثاليّة وعلى أكمل وجه، إنّما عدم الخشي من ارتكاب خطأ والمحاولة مرّة أخرى. فكم من فرصة ذهبيّة تذهب سدى بسبب تجنّب المخاطرة؟ لا تدعي هذا الخوف يسرق منكِ فرص من العمر وتحلّي بالقوة لمواجهة الفشل.
والأمر الآخر الملفت الذي تشير إليه هو الحرص الزائد الذي تتحلّى به الفتيات، فحرصهنَّ يتغلّب على شغفهنَّ، كما لو يضعنَ سقفاً أو حدوداً لهذا الشغف ليبقى ضمنَ المعقول وتحت سيطرتهنَّ.
أمّا في مؤتمر آخر، فتقدّم شيريل ساندبرج المديرة التنفيذيّة لقسم العمليّات في فيسبوك خطاباً ملهماً تتوجّه من خلاله إلى النساء وتفسّر السبب وراء قلّة وجودهنَّ في مناصب القيادة.
فبعد لقائها الكثير منهنَّ وبعد قراءة مجموعة من الدراسات، تبيّن لها أنّ أكثر ما يفتقرنَ إليه هو الثقة بقدراتهنَّ، وتثبت ذلك في مثل بسيط جدّاَ: عندما تغادر فتاة ما قاعة الامتحانات، غالباً ما تستخفّ بأدائها ولا تتوقّع إحراز نجاح وتسجيل علامة عالية، أمّا الشاب فيخرج وهو مليئاً بالثقة والتفاؤل حتّى ولو لم يقدّم أداءً جيّداً، إذاً للأمر صلة بالحالة النفسيّة. وهنا بيت القصيد، فأيّتها الفتيات، لا تستخفنَ بقدراتكنَّ. لا يهمّ مدى ذكائكنَّ ومهاراتكنَّ، الأهمّ هو إدراككنَّ لها، ففي العالم الواسع لا يعلم أحد بوجودك إن لم تبرزي نفسكِ وتبقي يدكِ مرفوعة.
الخطوة الأهمّ تكمن في الخروج من منطقة الراحة وتجربة ما هو جديد وغير اعياديّ مهيّئةً نفسكِ للمجازفة والمخاطرة فيما تثقين بكلّ ما لديك من إمكانيّات.
