ما الذي قد يجمع بين النسويّة والتغيّر المناخيّ؟

أترين هذه الفتاة في الصورة؟ بالكاد تبلغ من العمر 17 عاماً... غريتا ثنبيرغ Greta Thunberg ناشطة سويديّة تدرك تماماً مدى خطورة حالة كوكبنا الحبيب أكثر من مجموعة القادة الذين نراهم يلقون خطابات وكلمات مفادها اللا شيء.

نعيش اليوم في العام 2020... صحيح، لا يبدو كما توقّعنا لا سيّما مع الظروف والأحداث المتتالية التي جرت في أولى أشهر هذه السنة المترقّبة وتفشّي فيروس كورونا الخبيث. إلّا أنّ ما يحصل يجعلنا نفكّر أكثر في كوكبنا الأمّ، في طبيعتنا التي عانت الكثير والتي تلتقط أنفاسها مجدّداً فيما نلزم منازلنا ونخفّف ومن تنقّلاتنا. يوم تلو الآخر، نقترب أكثر فأكثر من "الخطّة الحلم" التي وضعتها الأمم المتّحدة والتي تقضي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك ببلوغ العام 2030، أي بعد عشر أعوام. فهل سننجح في فعل ذلك؟ الجواب يكمن عند القادة، إلّا أنّ الأمر الملفت هو الحضور القليل للنساء في مناصب اتّخاذ القرارات. وإلى متى؟ على العالم أن يعي مدى أهميّة تولّي النساء مثل هذه المناصب، لأنّها تلك هي التي تؤثّر مباشرة في خطط معالجة الاحتباس الحراريّ الذي يضّر طبيعتنا. لذا، وبما أنّنا مجلّة لطالما ناشدت بتميكن النساء من حول العالم، ارتأينا أن نطلعك على ثلاثة أسباب أو بالأحرى حجج لمدى تآزر دور النساء ونجاة الطبيعة. فبالفعل ثمّة تفكير فلسفيّ يُدعى Ecofeminism، وهو جزء من الحركة النسويّة يرى أنّ العلاقة ما بين النساء والأرض مفتاح رئيسيّ لمعالجة التغيّر المناخيّ.

 

التعاطف والشموليّة سمتان رئيستان عند النساء

منذ صغرنا، نسمع أنّنا أكثر عاطفيّةً ومشاعرهنا تطغى في بعض الأحيان، إلّا أنّ الأمر ليس مناطاً بدلالة سلبيّة. ففي مجال علم النفس، يضطلع التعاطف بدور أساسيّ في ما يُعرَف بـ"عمليّة حلّ المشاكل" أي Problem Solving، التي تشكّل جزءاً رئيساً في الجانب الفعّال لأيّ استراتيجيّة في كافّة مجالات العمل. وفكرة أنّ النساء يتحلّينَ بالقدرة على التعاطف أكثر من الرجال ليست بمجرّد رأي إنّما هي واقع حقيقيّ، في حين أفاد كريستوف – مور Christov-Moore في خلال دراسة أجراها مع زميل له في مركز تخطيط الدماغ في جامعة UCLA أنّه لدى النساء القدرة على الشعور بألم شخص آخر في اللحظة عينها بنسبة تفوق تلك الموجودة عند الرجال، فتخيّلي إذاً كم بإمكننا أن نلتمس وجع كوكبنا اليوم.

 

النساء أكثر عرضةً للتغيّر المناخيّ

70% من النساء يعشنَ في حالة الفقر، ونعي جميعاً أنّ الطبقة الفقيرة هي المتضرّرة بالدرجة الأولى من الاحتباس الحراريّ. ففي ميانمار، في العام 2014 %61 من الأشخاص الذين توفّيوا إثر كوارث طبيعيّة كانوا من النساء. كذلك، نعلم أنّ القسم الأكبر من العاملين في الإنتاج الزراعيّ هنَّ إناث، وبالتالي تؤثّر الأحوال البيئيّة مباشرةً في محاصيلهنَّ والعمليّات الزراعيّة التي يتّبعنَها. وهنا بيت القصيد، فلدى النساء معلومات أكبر حول الموارد الطبيعيّة ككيفيّة توفير المياه مثلاً، وبالتالي معرفتهنَّ تأتي بمنفع كبير في وضع استراتيجيّات ذكيّة وعمليّة للتوصّل إلى وسائل بديلة في هذا الخصوص.

 

تتمتّع النساء بمهارات تنظيميّة لإدارة المشاريع

تشير دراسة أجريت في جامعة هارفارد Harvard إلى أنّ النساء يمثّلنَ قادة أفضل من الرجال. ولهذه النتيجة سبب منطقيّ، فنحن بالفطرة نميل إلى "التنظيم"، إذ نؤمن بأنّ الخطّة المنظّمة دائماً ما تؤدّي إلى الحلّ المرغوب فيه. وبالفعل، عندما تضع الشركات استراتيجيّة منظّمة، تزيد نسبة مبيعاتها لا سيّما التدفّق النقديّ، لذا فإنّ النساء يشكّلنَ بطريقة ما حافزاً اقتصاديّاً. ومن المؤسف أنّ معظم النساء حتّى اليوم يتمّ تعيينهنَّ في مناصب أقلّ من تلك التنفيذيّة حتّى، وهذا ما يجب تغييره بالدرجة الأولى، لأّن التأثير يبدأ من المستوى التنفيذيّ وصعوداً.

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث