Sally Hajjar: " أكثر ما أفتخر به خلال فترة عملي في مجال الإعلام هو كسر صورة المرأة النمطيّة فيه"

دخلت Sally Moussa Hajjar مجال الإعلام بينما كانت لا تزال طالبة جامعية، علماً أنّ تخصّصها كان في العلوم الدولية والدبلوماسية أي بعيداً عن هذا المجال. غير أنّ شغفها الإعلامي عرف طريقه إليها تلقائياً. فبدأت العمل وراء كواليس التلفزيون، قبل أن تبدأ رحلة التمرّس في هذا المجال عبر العمل والتعلّم من قامات كبيرة حضنتها وواكبتها ومن خلال برامج شكّلت في حينها نقلة نوعية في الإنتاج الإعلامي العربي منها "ستار اكاديمي"، "ميشن فاشن" وغيرها. أدارت Sally خلال مسيرتها المكاتب الإعلامية لبعض من أهمّ المحطات التلفزيونية، كما شاركت في إنتاج وإعداد البرامج وتطوير مضمونها، واكتشاف بعض ممّن أصبحوا اليوم وجوهاً تلفزيونية معروفة وتدريبها. خلال هذه الرحلة، اكتسبت خبرات كبيرة بالعمل في أكبر المؤسسات التلفزيونية في العالم العربي، كما ساهمت في إنتاج برامج إذاعية متنوّعة، وشاركت أيضاً في كتابة مقالات أسبوعيّة وشهريّة في بعض أبرز الصحف والمجلات في المنطقة. ومع دخول العالم عصر الانترنت والتكنولوجيا الرقميّة التي غيّرت مفاهيم وأسس العمل الإعلامي وجدت Sally مرّة جديدة نفسها في وسط تغيير جذري في المجال، استطاعت مواكبته والنظر من خلاله إلى مستقبل الإعلام. في ما يلي نتحدّث معها عن مسيرتها التي عاصرت خلالها تطوّر هذا المجال واضطلاعها بتأسيس Humanagment، وكالة المواهب الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وتتطوّر الخدمات التي تقدّمها من ذلك الحين.

التصوير:Karl Dagher

  1. هلاّ أخبرتنا أكثر عن الحاجة التي دفعتكم منذ سنين عديدة لتأسيس وكالة المواهب الأولى من نوعها في الشرق الأوسط؟ وما هي طريقة العمل والخدمات التي تؤمّنها الوكالة؟

"هيومانجمنت" هي فكرة تأسّست مع بداية الثورة الالكترونية وملاحظتنا للتغيّرات الحاصلة في المجال الفني والإعلامي والإعلاني. فانبثقت في ذاك الحين أوّل شركة في العالم العربي اهتمّت بإدارة المواهب إقليمياً وعالمياً، وبتمثيل أسماء عالمية لامعة في منطقتنا. بعد ذلك، توّسع العمل بها لتدير أيضاً أبرز الحفلات الفنيّة وأضخم المهرجانات والفعاليّات الخاصة في أبرز الشركات المحليّة والعالميّة. ومع توجّه سوق الإعلانات أكثر فأكثر نحو الديجيتال، برزت "هيومانجمت" كواحدة من أوائل الشركات التي أسّست للمشاريع الإعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إدارة وتنفيذ هذه الحملات بالتعاون مع مشاهير هذه المواقع الذين باتوا أيضاً جزء من عمل الشركة.

  1. بعد تأسيس الوكالة في لبنان انتقلت منذ حوالي عشر سنوات إلى دبي. كيف تطوّرت طريقة العمل على مرّ السنين، وما الحاجات الجديدة التي أصبح على الوكالة تلبيتها اليوم؟

نجحت "هيومانجمنت" التي انطلقت من لبنان بحصد نجاح مميّز بفضل العمل الجدّي والدؤوب، وبفضل السمعة الطيّبة والمسيرة الاحترافية للشركة ولإدارتها. ومع تزايد ثقة المشاهير والشركات ب"هيومانجمنت"، كان التوسّع حتميّاً نحو دبي التي تعتبر مركزاً اقتصادياً وثقافياً بارزاً في منطقتنا، وجاذباً قويّاً للمواهب والشركات العالمية التي نتعامل معها. كما للشركة اليوم خططاً توسّعية إضافية نحو المملكة العربية السعودية ومصر التي لنا فيها حالياً أيضاً العديد من المشاريع والمواهب التي نتعامل معها و نمثّلها. "هيومانجمنت" هي اليوم وكالة خدماتيّة شاملة تضمّ إدارة أعمال وتمثيل المشاهير والشخصيات البارزة عبرمواقع التواصل الإجتماعي، وإدارة وتنفيذ الحملات الإعلانية الرقمية، وخدمات الإنتاج، وإدارة الحفلات والمهرجانات، والعلاقات العامّة، والعلاقات الإعلاميّة وغيرها.

  1. كيف أثّر الوباء وفترة الإغلاق التي لحقته على عملكم عموماً وعليك شخصيّاً؟ 

لأنّ عملنا بأغلبيته يتمّ عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لذا كنّا محظوظين إذ لم نتأثّر كثيراً خلال فترة الإغلاق التي فرضت على الجميع إثر جائحة الكورونا. فمع انتشار الوباء والتزام الناس منازلهم، شهدت الميزانيّات الإعلانية نزوحاً نوعياً من وسائل الإعلام التقليدية إلى الوسائل الرقمية. فأتى هذا الأمر لصاحنا ولصالح فريق العمل الذي حافظ على مستوى انتاجية مرتفع، وكان مشغولاً بتنفيذ وتسيير المشاريع طوال فترة الإغلاق.

  1. ما التحديّات التي واجهتها شخصيّاً منذ أن بدأت مسيرتك المهنيّة وكيف نجحت في التّغلب عليها؟

أكثر ما أفتخر به خلال فترة عملي في مجال الإعلام هو كسر صورة المرأة النمطيّة فيه، ونجاحها بولوج كافّة أطر هذا العمل وتفوّقها فيه، بحيث باتت في يومنا هذا من أسس العمل الإعلامي، وساهمت من خلال مراكزها المتقدّمة فيه بأن تأتي عليه بتغييرات إيجابيّة.

 بالإضافة إلى ذلك، يجب أن أعترف أنّ مجال الإعلام صعب وشاق على أيّ كان، وللبروز فيه على المرء أن يعمل بجديّة وبشغف وبأن يثابر وراء طموحه فيه وألاّ يسمح لأحد من أن يحطّ من طموحه وأحلامه. لقد استغرقني أكثر من خمس عشرة عاماً من العمل الجدي والمتواصل لأصل إلى ما أنا عليه اليوم، غير أنني محظوظة كوني وبعد كلّ هذه الفترة أشعر بأنّ ما أقوم به يومياً هو شغف ولذّة أكثر ممّا هو عمل.

  1. هل تغيّرت نظرتك إلى العمل أو إلى الحياة عموماً بعد التّحديّات التي واجهها العالم جرّاء تفشّي فيروس كورونا؟

من أبرز الدروس التي تلقيّناها خلال هذه الفترة هي ضرورة تقديرنا للأشياء حولنا مهما كانت صغيرة، فقد كانت هذه الأزمة بمثابة نداء إلينا جميعاً لنتواصل من جديد مع أنفسنا ومع ما هو مهمّ بالنسبة لنا وبألاّ نأخذ الأمور باستخفاف. كذلك، أرى أنه من إيجابيّاتها أيضاً أنّها كانت درساً في احترام الوقت وتنظيمه بأفضل الطرق الممكنة وتركيز كافّة جهودنا على ما هو مهمّ على المستوى الشخصي والعملي سواسية.

  1. قبيل انتهاء عام 2020 هل يمكن أن تشاركينا أمنياتك لوطنك لبنان وللإمارات والعالم أجمع للسنة الجديدة؟

أوّلاً للإمارات العربية المتّحدة، البلد الذي أحب واحترم، لا يمكنني سوى أن أدعو بدوام الأمن والأمان للشعب والحكام. فكيف لأيّ أحد ألا يقدّرعطاءات هذه الأرض الكريمة، وحكمة إدارتها، ومحبّتها الكبيرة واحتضانها للعالم عموماً والشعب العربي خصوصاً. أمّا لوطني الذي أعشق لبنان، فكلمات الدنيا ومحبّتها لا تكفيان. إلى وطني المجروح والمتألّم... وعدٌ بأن نبقى دائماً بجانبه وبأن نحلم دائماً بمستقبل أفضل فيه!

إقرئي أيضاً: Alia Al Shamsi: تواجدت الثقافة في صميم تجربتي الحياتيّة ومثّل الحوار الجزء الأهمّ منها

العلامات: Humanagement

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث