Nora Aldabal: "تتواجد النساء في قلب التغيير العميق في المملكة العربيّة السعوديّة ويؤدّينَ دوراً أساسياً في هذا التحوّل"

نورا الدبل هي المديرة التنفيذية للفنون والصناعات الإبداعيّة في الهيئة الملكية لمحافظة العلا. وقد تولّت التخطيط والتصميم وتطوير معرض Desert X AlUla وكان لها دور رياديّ في جائزة العلا للتصميم الأولى لتعزيز تصميم المنتجات وتطويرها داخل العلا. كما أنّها تشرف على تنفيذ استراتيجيّة تطوير المتاحف والمنشآت الفنيّة الدائمة وواسعة النطاق في الهيئة الملكية لمحافظة العلا. وفيما كانت الدبل جزءاً من فعالية Top CEO التي أقيمت في خلال شهر مايو في دبي، كان لنا الفرصة لمناقشة الكثير من المواضيع معها.

1. ما الذي يمثّله موقع العلا اليوم للسكّان المحليين والتراث العالميّ برأيك؟

لطالما كانت العلا مركزاً ثابتاً ومتطوّراً للنقل الثقافي. وكانت دائماً موقعاً للعبور ومفترق طرق للتجارة وموطناً للحضارات المتعاقبة التي صقلت ونحتت ونقشت حياتها في المناظر الطبيعية. إنّ إنشاء الفنون والصناعات الإبداعية داخل الهيئة الملكية هو التزام بالاستناد إلى آلاف السنوات من الإبداع الفنيّ، ودمجها مع خيال ومهارة الفنّانين والمصمّمين من المنطقة. كما تركّز الفنون والصناعات الإبداعية أيضاً على منح المواهب الموجودة في بلدنا ومجتمعاتنا فرصاً اجتماعية واقتصادية استثنائية.

2. ما رأيك في تطوّر هذا الموقع وكيف أصبح جزءاً من التراث التاريخيّ السعوديّ وكيف سيتم تمثيله في المتحف؟

إنّ خطّة العلا الرئيسة هي أكبر برنامج تجديد ثقافيّ في العالم لتنشيط الواحة بشكل مسؤول ومستدام لتقديم أكبر متحف حيّ في العالم. لطالما شكّلت العلا همزة الوصل للاستكشاف والإنتاج الفنيّ من خلال دفع حدود الإبداع والطموح. واليوم، ساهمت العلا في إعادة تشكيل جغرافية عالم الفنّ. فتلتقي الأساليب المبتكرة في التنظيم والتجميع والخبرة في مجموعة من المتاحف الدائمة والمعارض والمراكز الثقافيّة والأعمال الأثرية المستجيبة للمواقع ومناطق فنيّة ومساكن.

3. تنال النساء اليوم المزيد من الأدوار الرئيسة في مختلف قطاعات المملكة. كيف تصفين تطوّر تواجد المرأة في القوى العاملة السعودية وما الذي يحتاج إلى المزيد من القيادات النسائية في مختلف المجالات؟

شهدت المملكة العربية السعودية إصلاحات اقتصادية واجتماعية وهيكلية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية. ونشهد اليوم آثار المبادرات الكثيرة المصمّمة لتحويل الاقتصاد السعودي ومكان العمل والمجتمع. وتتواجد النساء، وبخاصة الشابات، في قلب هذا التغيير العميق، ويؤدّينَ دوراً أساسياً في هذا التحوّل.

وقد أقرّ تقرير صادر عن البنك الدولي في أوائل العام 2021 بعمل المملكة العربية السعودية في تمكين المرأة. وفي تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021، مُنحت المملكة العربية السعودية 80 نقطة من أصل 100 (وهذه زيادة مقارنةً بـ70.6 نقطة عام 2020). وهذا جعل المملكة واحدة من الدول الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تطوير دور المرأة في المجتمع. وفي 12 فبراير 2022، استضافت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، مع الفنانة ورائدة الأعمال والناشطة Alicia Keys جسلة حوار تحت عنوان Women to Women في العلا. فناقشت مجموعة من النساء من مجالات الثقافة والمشاريع بشكل جماعي موضوع إطلاق إمكانات الفتيات والنساء. وقد عزّزت هذه المبادرة مناخاً من الصداقة والتعاون حيث تشكّل النساء مرجعاً لبعضهنّ البعض، مما يخلق مساحة وفرصة للجميع للعثور على مواهبهنّ والازدهار. ومن ناحية أخرى، تُعدّ إعادة إحياء مدرسة الديرة، أول مدرسة ثانوية في العلا لتصبح أول مركز للفنون والتصميم، مثالًا آخر على كيفية سعينا لترجمة المواهب إلى فرص. مدرسة الديرة مخصّصة للجميع وليس فقط للنساء وهي تسعى إلى الارتقاء بمهارات المجتمعات المحليّة من خلال الوصاية المتخصّصة والملهمة وإمكانيّة الوصول إلى مرافق ممتازة. ومنذ العام 2019، شارك أكثر من 60 حرفياً في برامج تدريبية في مدرسة الديرة، مما أتاح لهم - ومنهم الكثير من النساء - فرصاً اقتصادية واجتماعية وثقافية فريدة من نوعها.

4. ما هي برأيك أفضل الأدوات أو الاستراتيجيات التي قد تساعد النساء في تغيير الصور النمطية إلى صور أقرب إلى واقعهنّ الحقيقي؟

إنّ إطلاق العنان لإمكانات المرأة هو اقتصاد ذكيّ. هناك أكثر من سبعة ملايين امرأة في سنّ العمل في المملكة العربية السعودية (أي ما بين 24 و54 عاماً) وتشكّل النساء 43٪ من السكان. وتؤدّي النساء دوراً أساسياً وقيادياً في الاقتصاد السعودي سريع التغيّر، وتهدف رؤية 2030 إلى خلق مليون وظيفة جديدة للنساء. وترتبط هذه النقطة حول الأدوات والاستراتيجيات مرة جديدة بفكرة أن النساء يمكن أن يشكّلنَ مرجعاً رائعاً لبعضهنّ البعض. وهناك أمثلة كثيرة حيث تبرز المرأة السعودية كمصدر إلهام كبير ولا سيما في مجال الفنّ. فالفنّانة المعاصرة منال الضويان التي شاركت في حلقة النقاش Women to Women واحدة من الأمثلة الرائعة على ذلك. في أعمالها الأولى، استخدمت التصوير بالأبيض والأسود، بما في ذلك صور مجموعة I AM الخاصة بها، حيث تسلّط الضوء على مواضيع مثل الحواجز التي تحول دون قيادة المرأة. واليوم، هي تقول إنّ هذه الصور دخلت التاريخ، وأنّ أعمالها معروضة الآن على المستوى العالميّ وعلى أعلى المستويات هنا في المملكة (بما فيه عملها الفنّي الذي يحمل عنوان Know You See Me, Know You Don’t أي "يا ترى، هل تراني؟" الذي عُرض في النسخة الأولى من Desert X AlUla).

5. بناءً على قصّتك وتجربتك الخاصة، ما هي دروس الحياة الثلاثة التي قد تشاركينها مع رائدات الأعمال الشابات؟

أولاً، الحفاظ دائماً على روح الصداقة العميقة بين النساء، مع التركيز على تراثنا العظيم من الإبداع والتعاون. ومن أبرز المراجع التي قد نعود إليها هنّ النساء اللواتي سبقننا وشققنَ الطريق لنا وفتحنَ الأبواب وقدّمنَ لجيل اليوم كنزاً من المعرفة والإلهام.

ثانياً، استمدّي الوحي من تراثك الثقافي والطبيعيّ. وكوني واثقة بأنّك تستطيعين صياغة تراثك الخاصّ في العصر الحديث. فالأساس هو إيجاد هويّة ولغة تعمل كنقطة انطلاق للتميّز. وتشكّل جائزة العلا للتصميم مثالاً رائعاً على ذلك، إذ تستعين المصمّمات السعوديات البارزات بالتقاليد وتستخدمنَها في يومنا هذا. إنه لمصدر إلهام كبير فعلاً.

ثالثاً، البحث عن مساحة للازدهار وتشجيع التعاون والإبداع من حولك. وتجسّد العلا صورة مصغّرة رائعة لذلك. فنحن نخلق الظروف المثالية هنا لتزدهر الثقافة والإبداع. إنه توازن دقيق بين الطموح والمسؤولية، حيث يمكن للجميع، وبمن فيهم النساء، أن يكونوا جزءاً من صنع الإرث.

إقرئي أيضاً: يداً بيد مع الأمم المتّحدة في مسيرتنا الدائمة لتمكين المرأة

العلامات: Top CEO Nora Aldabal

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث