علاقة الأم وإبنتها: فلتكن صداقة صادقة

هل يكفي فقط أن تحب الأم ابنتها وتخاف عليها ثم تترك الأمور تسير هكذا قانعة بهذا الشعور الوجداني وحده؟ أم يجب أن يسود الحب والوئام والإهتمام بينهما ليمهد إلى خلق أجواء صحية وسلوكٍ واعٍ ويؤسس لعلاقة إيجابية بين الطرفين؟

لا شك في أن الفتاة تتأثر في جميع مراحل حياتها بوالدتها إلى درجة تذهب فيها بعيداً في تقليدها وتعتبرها مرجعيتها الأولى في جميع شؤونها وخصوصياتها هذا بصفة عامة، أما مرحلة المراهقة تحديداً فهي مرحلة حرجة تمر فيها الفتاة بتغيرات وبالتالي فإن علاقتها بأمها تتسم بالحذر تارةً وبالتوازن تارةً أخرى، وهنا لا بد للأم أن تدرك خطورة المرحلة التي تمر بها ابنتها فإن وجدت خطأ ما في حياتها فيمكن معالجته بطريقة الإيحاء غير المباشر أو بضرب المثل والقدوة كما ينبغي أن تعتمد الأم منهج الصراحة مع ابنتها.

قد تتعقد العلاقة بين الأم وإبنتها في كثير من الأحيان لأسباب عدة:

-         الغيرة: عندما تسمح الوالدة لمشاعر الغيرة من ابنتها بالتسلل إليها، فإنّها بذلك تسيء إلى علاقتها بابنتها وتحوّلها إلى علاقة تنافسية، ما يدفع بالابنة إلى البحث عن شخص آخر لتخبره بأسرارها، وغالباً ما يقع خيارها على صديقات لها من نفس عمرها ممن يفتقرن إلى الخبرة.

-         عدم الاهتمام: تجمع معظم الدراسات الاجتماعية الحديثة على أنّ الأطفال الذين لا يحظون باهتمام ذويهم الدائم يفتقرون إلى القيم والأسس وتخف لديهم المشاعر الوجدانية، ولا سيّما في مرحلة المراهقة.

-         قلة التوجيه: اعلمي جيداً أنّ انشغالك الدائم بعملك وضغوطاتك المنزلية، لا يمكن التعويض عنه بالهدايا أو ببعض التطمينات، لأنّ ما تحتاج إليه الشابة في فترة تكوين شخصيّتها ينحصر بشكل كبير بالنصح والإرشادات وحسن التوجيه.

-         الثقافة التربوية: على الوالدة أن تعي دوماً أنّ فترة المراهقة فترة حرجة تشعر فيها الفتاة بشكل خاصّ بالحزن والكآبة والرغبة في التمرد والتغيير. فإذا كانت الأم متفهمة وواعية وقريبة من ابنتها مرت هذه المرحلة بسلام. أمّا إن لم تكن ملمّة بأحوال ابنتها ولم تتعامل معها بحكمة وتفهّم، قد تتحول العلاقة بينهما إلى علاقة سلبية يغلب عليها النفور.

-

كيف تصبح ابنتك صديقتك؟

-         احترمي آراءها: انصتي إلى ابنتك باهتمام واحترمي آراءها وناقشيها لأنك بذلك ترسخين القاعدة الأولى للتفاهم بينكما.

-         تجنّبي دوماً معاملة ابنتك كطفلة: تذكّري أنّها لم تعد تلك الطفلة التي اعتدت تدليلها، بل هي تمرّ بمرحلة أساسية في تكوين شخصيّتها وتستعدّ لأن تصبح امرأة ناضجة، وإنّ أيّ إهمال لهذا الجانب سيشعر الفتاة بقلّة الاهتمام وقد يدفعها إلى عدم الأخذ بنصائحك.

-         امنحيها كل وقتك واهتمامك: إسألي ابنتك يومياً كيف أمضت نهارها، وإحرصي على متابعة أخبارها وإطّلعي على شؤون دراستها، وشاركيها اهتماماتها وهواياتها وإعملي على تنميتها لتكسبي صداقتها.

-         اكسبي ثقتها: يجب أن تثق الفتاة بوالدتها، لتكون مستودع أسرارها وملاذها في جميع المشاكل التي قد تواجهها، ولن يكون ذلك ممكناً ما لم يسود هذه العلاقة الصراحة والوضوح والتحلي بالصبر والحكمة.

-         عامليها بحزم ولين معتدلين: اعلمي أنّك عندما تتوصّلين إلى خلق توازن ما يتحكم بعاطفتك وحزمك، فأنّك بلا شكّ ستنجحين في تأدية دور الأمومة على النحو المنشود.

علاقة الابنة بأمّها:

-         تذكّري دوماً أنّه مهما تعدّدت صداقاتك، تبقى والدتك الصديقة الأوفى لك وهي أكثر شخص يحبك ويهتمّ لمصلحتك. فحتّى وإن لم تكن ردود أفعالها مستحبّة أو متوقّعة، اعلمي أنّ ذلك قد يكون ناجماً عن مدى حرصها عليك أو نتيجة تأثّرها بكلّ ما يحيط بها من مسؤوليات وهموم حياتية.

-         كوني السباقة دوماً لحلّ الخلافات والمشاكل فور وقوعها، لأنّك إن تغاضيت عن حلّ المسائل العالقة مهما كانت بسيطة، وانتظرت تدخل أحد الوسطاء لحلّها، ستتفاقم المشكلة وتكبر الهوة بينك وبين والدتك.

-         أظهري لها بعضاً من الود والطاعة واحرصي على زيارتها والاتصال بها دوماً حتى تشعر باهتمامك.

-         احرصي على مناقشتها وطلب مشورتها ونصحها لأن ذلك من شأنه تعزيز التواصل بينكما وتقوية علاقتكما، فضلاً عن أنه يشعرها بأنها ما زالت موجودة في حياتك.

-         أصغي إليها باستمرار، كما اعتادت أن تصغي إليك فيما مضى واعلمي أنّ لديها دائماً من الأحاديث ما ترغب في مشاركته مع شخص تثق به، فهي بدورها قد تواجه الكثير من الضغوطات والمشاكل التي تشعر معها بالحاجة إلى التحدّث إلى شخص تبادله ثقتها وتبحث معه عن حلول قد تكون مجدية لحالتها تلك.

[gallery ids="1523,1522"]

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث