عAISHEEN سعوديّةٌ من الألف إلى الياء

 

اكتشفي علامة عAISHEEN السعوديّة التي تحاكي أسلوب الحياة، مازجةً ما بين الطابع التقليديّ ولمسة من الفرادة والراحة والرسميّة. فتعتدّ بدعم السوق المحليّة من خلال شراء منتجاتها. كذلك، فإنّ المديرة الإبداعيّة السعوديّة Aisha Wazne تتولّى تصميم كافّة منتجاتها بعناية ودقّة. فتعرّفي إليها في مقابلتنا معها أدناه.

من تكون Aisha Wazne وكيف وُلد شغفها بالموضة؟    

دائماً ما تقودك رحلة اسكتشاف الذات إلى شغفك. فلطالما كنت متعطّشة إلى المعرفة وإلى فهم كيفيّة سري الأمور. وكان الفضول يدفعني للبحث عن مواضيع كثيرة في مختلف المجالات، من علم الإحصاء إلى استخدامات عسل مانوكا. وفي حوالى الرابعة من عمري، منحتني أمّي الحريّة في ارتداء ملابسي كما يحلو لي. وبطبيعة الحال، ارتديت فستان البطيخ الخاصّ بي في كلّ فرصة ممكنة. فبفضل حكمتها واتّزانها، غرست في داخلي القدرة على التعبير عن نفسي من خلال نمط الحياة الذي أعيشه وأعتمده في أغلب الأحيان. كذلك، فإنّ جدّتي مصدر الهامي. إذ كانت تملك متجراً للملابس يحمل اسم "يوشا". فأمضيت الكثير من الوقت هناك عندما كنت طفلة، وتشبّعت عيناي بالألوان والأزياء. وُلدت ونشأت في مكّة، ثمّ كوّنت صداقة مع مصمّم الأزياء الشهير مانولو بلانيك في باريس، الذي تعلّمت منه أنّه من خلال التحلّي بالشغف، ما من أمر مستحيل. ولم أعش في بلد واحد لأكثر من أربع سنوات. ودائماً ما وجدت نفسي محاطة بالعائلة، فترعرعت مع بنات وأبناء عمّي تحت سقف واحد، وسافرنا معاً فيما اكتشفنا جوانب العالم الذي نعيش فيه، الأمر الذي بلور شخصيّتي وجعلني أشعر بالانتماء للعالم أجمع. حزت شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، فيما ركّزتُ على علم الاحتمالات والإحصائيّات من International University of Monaco، بالرغم من أنّني بدأت دراستي في علم النفس. ثمّ تابعت دراساتي العليا في إدارة الضيافة في جامعة Les Roches. لكن، في الوقت عينه، شكّل التصميم والأزياء جزءاً مترسّخاً في شخصيّتي. وبعد الانتهاء من فترة تدريبي في الألماس في أنتويرب-بلجيكا، شعرت بأنّني أريد الخوض بشكل أعمق في عالم التصميم. ثمّ، أخذت دورات صيفيّة مكثّفة عن الجلود، وأخرى في تصميم الأحذية في مدرسة لندن للفنون. وتمثّل عAISHEEN منصّة تعبّر عن صوتي الداخليّ، الذي أحاول أن أدافع من خلاله عن قيم مثل القبول بالذات والثقة. أمّا شعار عAISHEEN للمجموعة الثانية فهو "كلّ شيء مكسور فريد من نوعه"، ولقد لاحظت أنّ الأشخاص الأكثر نجاحاً هم الذين واجهوا صعوبات وتحديات حقيقيّة، واستخدموها لإثراء حياتهم بدروس في القدرة على التكيّف والمرونة والنموّ. وفكرة أن أتمكّن من مساعدة شخص ما على الشعور بأنّه فريد ومميّز وواثق من نفسه هي التي دفعتني إلى ابتكار مجموعة عAISHEEN الأولى. في حين أنّ كلّ قطعة من قطعي مصنوعة يدويّاً، ولا توجد قطعتان متطابقتان، تمامًا مثلنا.

لمَ اخترت اسم عAISHEEN؟

كان اختيار اسم علامتي من قراراتي الإبداعيّة الأكثر صعوبةً، لأنّ ربط هويّتي بسلسلة من الحروف يشعرني بالرهبة بعض الشيء. ولقد اتّضح لي اسم عAISHEEN تماماً مثلما ترين لمبة متوهّجة تظهر عند شخصيّات الرسوم المتحرّكة في لحظة إلهام. ولهذه التسمية قيمة عاطفيّة بالنسبة إليّ، إذ إنّني استوحيتها من اسم جدّتي الشيخة عائشة عبد الله الفاسي. فعلى الرغم من وفاتها، بقي تأثيرها في ذاتي عميقاً وأبديّاً. بذلك، أردت أن أشيد بها كمثلي الأعلى، وأجعلها تعيش داخلي وداخل إبداعي. فالاسم مشتقّ من اسمها "عائشة" بما يعني الحياة عAISHEEN، أي "عايشين"، ويشير إلى العيش في الحاضر، بما يعني أنّها لا تزال حاضرة في قلبي. وفي يوليو 2017، توفّى عزيزي الأصغر الحبيب صالح عاصم أمبه. وكانت تربطنا علاقة أكثر قربة من تلك التي عادةً ما تكون بين معظم الأشقاء، وذلك بعد أن ترعرعت في نفس المنزل مع أبناء خالي. فرغبت في إنشاء منصّة للتعبير عن مشاعري تجاهه ووصف حبّي وحزني من خلال فنّي. وأشعر أنّ عAISHEEN هي علامة تنبض بالحياة وتلهمني لإلهام غيري. هي كائن حيّ يتنفسّ ويتكيّف ويتطوّر، فضلاً عن أنّها روح تدور حول ذكرياتي العدّة و وتعبّر عن مزاجي. كذلك، أرى أنّ كلّ قطعة من تصميمي مفعمة بالحيويّة وممزوجة بقصص فريدة من نوعها.

كيف تصفين هيكليّة منتج من عAISHEEN؟ وكيف تُصدر المنتجات وتُصنّع في المملكة العربيّة السعوديّة؟

يكمن جوهر عAISHEEN في المكان الذي أُنشئت فيه، ألا وهو المملكة العربيّة السعوديّة. فيتكوّن من عنصر العقل الذي يعكس الثقافة المحليّة التي تربط كلّ الأمور ببعضها والقلب الذي يجعل رؤيتها حيّة ومتجدّدة إلى جانب العظام التي تمدّها بدعم الأهل والأصدقاء. أمّا هيكليّة منتجات عAISHEEN فلا تتجلّى في مظهرها الخارجيّ ، إنّما من خلال عمليّة الإنتاج والمشاعر تجاه المواد وتأثيرها فيها، ممّا يبقيها على قيد الحياة. وتتّصف كلّ قطعة بلمسة مميّزة وتُصنَّع يدويّاً. وأقوم بالإشراف والعمل مع تاج الذي يضع خبرته التي تتجاوز العشرين عاماً في مجال الخياطة في إنتاج كلّ قطعة حتّى تتناسب مع جماليّات عAISHEEN. ويجعل ذلك العمل بحاجة أكبر إلى الاهتمام بأدقّ التفاصيل حتّى توافي كلّ قطعة معايير الجودة التي نلتزم بها.

كيف تحصلين على الجلد وكيف تعالجينه محليّاً؟

أحصل على الجلد من مصنع محليّ يقع في المدينة المنوّرة. أزوره بشكل دائم قدر المستطاع؛ أغادر جدة برّاً عند الفجر وأصل هناك في منتصف النهار. فأرى إنتاج الجلود وأتفحّص تدرّجات ألوانها وملمسها. وإنّني معحبة بحقّ بالطريقة التي يمكن التلاعب بها بالجلد. وبعد زيارة المصنع، أصلّي العصر في المسجد النبويّ وأعود الى جدّة، بالرغم من أنّ الرحلة شاقّة، إلّا أنّها ممتعة وتستحقّ العناء. فضلاً عن ذلك، اكتشفت أنّه ثمّة اثنين من المصانع الرئيسة لإنتاج الجلود فحسب في المملكة، وحاليّاً أقوم وابن خالتي صالح فتياني بدراسة فكرة إنتاج جلودنا الخاصّة. فيتمتّع صالح بخبرة عالية في دمج الصبغات، كذلك فإنّني مفتونة باكتشاف تركيبات ألوان مختلفة ونمطاً جديداً في تصاميمنا وأجهزتنا الخاصّة.

ما هي الإيجابيّات والسلبيّات التي ينطوي عليها الإنتاج المحليّ 100%؟

يشبه الإنتاج المحليّ غذاء الروح بالنسبة إليّ. في حين تُعدّ الموضة ثاني أكبر الصناعات الملوّثة في العالم، يسهم الدعم للإنتاج المحليّ في تقليل مخاطر النقل للبضاعة. وأحتاج إلى عرض ما يواكبه العالم، مراعية الإمكانيّات الحاليّة والمتنامية بشكل متزايد للسكّان السعوديّين. وهذا أمر أدركته جيّداً منذ صغري. وكان جدّي، الدكتور صالح أمبه، رائداً بالنسبة إليّ، إذ كان لديه الكثير من الأيديولوجيّات التقدميّة التي كان يدعمها. وتُنتج عائلتي المحاليل الوريديّة التي نُصدرها في المملكة العربيّة السعوديةّ، في حين نُصنّع نحن المنتج من نقطة الصفر محليّاً. كذلك، كان جدّي أوّل من قام بتوظيف العاملات في المصانع في التاريخ السعوديّ، وما زالت الشركة العائليّة تكرّم هذه التقاليد. فضلاً عن ذلك، كانت والدتي فايزة صالح أمبه الصحافيّة السعوديّة الأولى والصحافيّة الأولى أيضاً في تغطية منطقة حرب. فعندما أستمع لتلك الروايات، أشعر بالاندفاع وأطمح إلى بلوغ هدف أكبر. وكان أوّل مشروع لي في مجال ريادة الأعمال في المحمصة العضويّة التي شاركت في تأسيسها مع أربعة شبّان رائعين، بدعم من موظّفين سعوديّين. ولم يكن أحد يعرف بوجودها في ذاك الوقت، إلّا أنّه سرعان ما أصبحنا المقهى الأوّل في التاريخ السعوديّ للموظّفات الإناث. إنّ تقدير القدرات المتاحة من حولنا وتوظيفها يدفعنا إلى توقّع المزيد من بعضنا البعض، ممّا يرفع من معايير النجاح. أمّا الجانب السلبيّ للإنتاج المحليّ فيكمن في التكلفة. في حين يتمّ استيراد جميع الأقمشة تقريباً، لذلك يكون الاختيار والكميّة غير مستقرّين، وبالتالي يُباعان بسعر أعلى. وآمل أن أصبغ يوماً ما المنسوجات العضويّة الخاصّة بي هنا وأنّ أصنعها وأطبعها. كذلك، أودّ الحدّ من آثار الكربون في بلادي والحفاظ على تراثها المحليّ. فعندما تلجأ المزيد من دور الأزياء المحليّة إلى أساليب الإنتاج المحليّة، يصبح الوصول إليها متاحاً أكثر لباقي الأسواق، وتزداد تنوّعاً ويصبح سعرها أكثر انخفاضاً.

ممّن يتألّف باقي الفريق وراء عAISHEEN؟

بدون مساعدة عائلتي ودعمها الدائم والثقة والاستقرار اللذين منحتني إيّاهما للانتقال الى ريادة الأعمال، لما كان لديّ الأساس الذي أحتاج إليه لإنشاء علامتي التجاريّة. فبدأت عAISHEEN بشكل مستقلّ. وهو التحديّ الذي وضع كلّ دروس حياتي وتجاربي تحت الاختبار. ومن الضروريّ أن تفهمي عمليّة تحويل المخطّط أو التصميم إلى نموذج للبيع، لذلك من المهمّ الاطّلاع على كلّ جانب من جوانب العمل وتعلّمها. ويبدأ يومي مع الخيّاط، في حين أتواجد معه يوميّاً وأختار جميع المواد وأشتريها بنفسي، كذلك أصدر الفواتير وأراجعها بنفسي وألاحق النفقات والتكاليف. كذلك، يتطلّب الأمر توفير الوقت اللازم لتنسيق مواعيد حضورنا والاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعيّ والتوجيه والترويج الفنيّ والعلاقات التسويقيّة. ونظراً لوجود مفاهيم التصميم الخاصّة بي ووضعها في صيغتها النهائيّة، انفتح لي المجال لفهم جميع المهام التي يمكن تحويلها إلى عمل تجاريّ. فبهذه الطريقة أصبحت شغوفة بكلّ تفاصيل عملي، لأنّني أعرف بالضبط ما الذي يتوجّب عليّ القيام به والمدّة التي يستغرقها. لذلك، بدأت مؤخّراً في تعيين بعض الأشخاص لمساعدتي والعمل معي، وذلك لتوفير الوقت بدلاً من الضغط على نفسي.

إلي أين قد تأخذ أحذية عAISHEEN مرتديها في السعوديّة؟ فما هي مواقعك المفضّلة في البلاد؟

لدى الأحذية الخفيفة أو الشباشب طرقها الخاصّة في إدارة يومي، خصوصاً في جدّة حيث تمّ تصميمها. فأستهلّ نهاري بفنجان قهوة عضويّة من Medd Cafe and Roastery على الكورنيش، يليه نزهة في الشمس مع بعض الهواء المنعش. وبعد ذلك، أذهب الى جدّة العريقة وأندمج مع تاريخنا الثقافيّ. من ثمّ أتردّد إلى منتجع Oriana الصحيّ للاسترخاء، وأخيراً أمارس اليوغا للتركيز على صحّتي الذهنيّة والبدنيّة.

ما الذي تأملين رؤيته في السعوديّة؟

أحبّ أن أرى توسّع أكبر في عالم الأزياء لتوفير وظائف أكثر أو منح دراسيّة في هذا المجال، لا سيّما أنّ ميزانيّة عالم الأزياء بلغت حول العالم 28 ملياراً ممّا يثبت أهميّة هذا المجال. وأرغب أيضاً في رؤية مبادرات أكثر لدعم المجالات المحدودة مثل مبادرة الصديقة مريم التي ألّفت كتاباً خاصّاً بالأزياء مع وضع عAISHEEN على الغلاف كنموذج، فيما أعادت أرباح الكتاب كلّها للأشخاص المبتدئين في هذا المجال لمساعدتهم ودعمهم. كذلك، أودّ أن أرى استفادة أكبر من الثروات السعوديّة الطبيعيّة في المجالات المختلفة والاعتماد على الإنتاج المحليّ، لا سيّما الاعتماد على الطاقة البديلة لتوفير بيئة صحيّة والتقليل من انبعاثات الكربون التي تسبّب التلوّث البيئيّ. فضلاً عن الاهتمام بقطاع السياحة الذي يُعتبر من القطاعات الأكثر أهميّة التي تساعد على ترسيخ مفهوم التعايش والسلام والازدهار الداخليّ.

ما هو المقهى المفضّل لديك في السعوديّة؟

 لا أرغب في التمييز، إلّا أنّه لا بدّ لي من القول إنّ محمصة وقهوة Medd Café and Roastery هي الفضلى. انطلاقاً من اهتمام الموظّفين بالزبون إلى خلق أجواء مريحة. وأحد الأسباب الرئيسة لنجاحه هو الإيمان بأساسيّات العمل الشاقّ، سواء كان في آخر الليل أو في الصباح الباكر.

ما هو موقع التجارة الإلكترونيّة السعوديّ المفضّل لديك؟

إنّني حديثة في عالم التجارة الإلكترونيّة، وليس لديّ تطبيق أو موقع مفضّل حتّى اللحظة. فما زلت أتمسّك بروتين التسوّق بالأسلوب التقليديّ. ولا يمكنني شراء أيّ غرض لا يعجبني، وينبع حبّي له من مدى إلمامي به. فتظهر قيمة القطعة بالإحساس الذي تمدّني به فور ارتدائها، و هذا أمر لا يمكنك أن تلتمسيه في العالم الافتراضيّ.

ما هو آخر ما قرأت؟

لقد نشأت من دون تلفزيون معظم حياتي، فإذا لم أكن ألعب في الخارج كنت ألجأ إمّا للقراءة أو للكتابة. وعندما كنت في المدرسة الإعداديّة في فرجينيا، كنت أقضي يوما ثلجيّاً في القراءة من اللحظة التي استيقظ فيها وحتّى الخلود إلى النوم، فيما استمتع بكلّ دقيقة. لكن للأسف، اليوم لم أعد أمارس القراءة بوفرة كما في السابق. لكن آخر ما قرأت كان "Hyperbole and a Half" من تأليف Allie Brosh. فإنّه مثير للاهتمام وممتع للغاية لدرجة أنّني قرأته مرّتين.

أمّا حاليّاً، فأقرأ رواية عربيّة لأمل الحربي تحت عنوان "فعلاً". فالكاتبة ملهمة لتعدّد مواهبها في التمثيل وكتابة السيناريوهات، فضلاً عن كونها سفيرة لنشر الوعي عن الصحّة النفسيّة.

اقرئي أيضاً: Rebecca Zaatar تدع المستقبل في يد المرأة‎‎

العلامات: عAISHEEN

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث