قبيل احتفالنا بيوم المرأة الإماراتيّة غداً لنتعرّف سويّاً إلى أمنية أحمد، المديرة الأولى في قسم توطين الوظائف في مجموعة شلهوب. تلتزم الرائدة الإماراتيّة بقيادة استراتيجية التوطين التي تعتمدها الشركة والتي تهدف إلى تعزيز مكانتها كشركة مفضلة للعمل بالنسبة للمواطنين الإماراتيين. وتركّز في مهمتها على توفير بيئة عمل تمكّن الإماراتيين من تنمية قدراتهم وتعزيز مسيرتهم المهنية في تجارة السلع الفاخرة، ما يوفر لهم الوسائل والموارد الملائمة لاغتنام الفرص من أجل تحقيق طموحاتهم. وتشمل مسؤولياتها التعاون مع الموظفين والشركاء لوضع الخطط من أجل توظيف المواهب الإماراتية وتعزيز أدوارهم في جميع أقسام الشركة. وهي تشرف بنفسها على مبادرات التوطين مثل البرنامج الوطني للخريجين والذي يشمل التعاون مع المؤسسات المتخصصة مثل كليات التقنية العليا لتوظيف الخريجين الإماراتيين وتنمية قدراتهم. وترى أنّه من الضروري وضع خطط مستدامة لرعاية المواهب الإماراتية وتمكينها من المساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد. وقد قطعت مجموعة شلهوب خطوات مهمة في هذا المجال حيث ازداد عدد موظفيها من المواطنين الإماراتيين بنسبة 45% على مدار العام الماضي، ما يعكس التزام المجموعة المتواصل بتمكين المواهب الإماراتية من مواصلة مسيرتهم المهنية في تجارة السلع الفاخرة. تابعينا في هذا الحوار الشيّق مع أمنية أحمد حيث نكتشف رسالتها إلى المرأة الإماراتيّة في يومها الوطني.
- هلاّ أخبرتنا عن كيفية تركيزك على تمكين الشباب الإماراتي ورعاية المواهب المحلية للتقدّم في حياتهم المهنيّة في هذا القطاع الديناميكي؟
أعتقد أن الاستثمار في تنمية المواهب المحلية يسهم في تمكين الشباب الإماراتيين بشكل كبير، وهو ما ينعكس على نجاح مؤسستنا ويسهم كذلك في دعم التنمية الاقتصادية لدولة الإمارات. ومن خلال المبادرات مثل المشاركة في معرض "رؤية الإمارات للوظائف"، وعقد الشراكات مع المؤسسات التعليمية الكبرى، وبرامج تدريب وتنمية المواهب المحلية التي ننفذها، نوفر الفرصة للشباب الإماراتيين لتطوير قدراتهم وتحقيق مسيرة مهنية ناجحة. ويعتبر التطوير المتواصل من الركائز الأساسية في قطاع ديناميكي مثل قطاعنا الذي يتميز بتغيراته المتسارعة وتطوره المستمر، ما يتطلب تحسين المهارات ومواكبة التوجهات الجديدة، لا سيما وأن لدى الشباب الموهوبين إمكانات كبيرة في هذا المجال. ولذلك، نهدف إلى مساعدتهم على اختيار وظائف تسمح لهم بالنمو والتقدم لكي يصبحوا قادة المستقبل في قطاع السلع الفاخرة - سواء انضموا إلى مجموعة شلهوب بعد تخرجهم مباشرة أو بعد تكوين أسرة أو الاستراحة من العمل لفترة محددة.
- كيف تصفين أسلوبك في القيادة وصنع القرار؟
أتبع أسلوباً يركز على التعاطف والشمولية والالتزام التام بتمكين الموظفين، وأعتقد أنّ القائد الناجح يضع على رأس أولوياته تهيئة بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير، وبأنّ آرائهم محط اهتمام للمساهمة بأفضل ما لديهم. كما أركّز على تمكين الموظفين مع منحهم الاستقلالية اللازمة للإشراف على مشاريعهم، حيث أعتقد أن هذا النهج يعزز لديهم حسّ الإبداع ويطور شعورهم بالمسؤولية والالتزام. كما أن القيادة الناجحة تضع في الاعتبار العنصر البشري كأولوية في عملية صنع القرار، لا سيما في مجال الموارد البشرية حيث نتعامل مع الحياة المهنية للأشخاص والتي تؤثر القرارات فيها على مستقبلهم. وأسترشد في قراراتي بخبرتي المهنية التي تمتد على مدار 14 عاماً في مجال الموارد البشرية وأحرص على أن تكون قراراتي ملائمة لأهداف مجموعة شلهوب الاستراتيجية وأن تصب في صالح موظفينا وجودة حياتهم.
- ما هي القاعدة التي اتّبعتها منذ بدء مسيرتك المهنيّة والتي ساعدت في نجاحك؟
القاعدة الأساسية التي أتبعها هي الالتزام بالتعلّم بشكل دائم والقدرة على التكيف ومواكبة التغيرات من خلال الانفتاح على الأفكار الجديدة والاستعداد الدائم لمغادرة منطقة الراحة وتجربة الأفكار المبتكرة. حاولت على مدار مسيرتي المهنية قبول التغيرات والتعلّم من التجارب سواء من خلال تولي مناصب مختلفة أو تبنّي التحولات التي يشهدها قطاعنا، وأعتقد أنّ هذه العقلية ساعدتني على النمو والتكيف مع متطلبات العمل. وأثق بضرورة التعاون والعمل الوثيق من أجل تحقيق النجاح والأهداف المشتركة، وقد ساهم الانفتاح على الآراء ووجهات النظر المختلفة وبناء العلاقات القوية والحفاظ عليها في تعزيز مسيرتي المهنية في قطاع السلع الفاخرة. وأعتقد أن النجاح الحقيقي يكمن في قدرتي على الارتقاء بقدرات الموظفين وإحداث تغيير إيجابي في العمل والمجتمع ككل.
إقرئي أيضاً: سعادة الدكتورة نوال الحوسني تعرفي إليها
- هل يمكنك مشاركة بعض النصائح مع الموظفات الشابات والرائدات بناءً على خبرتك؟
أنصحهنّ بالتركيز على أهدافهنّ وألا يخفن من التحديات. كما أنصحهن ببناء علاقات قوية والاعتماد على أصحاب الخبرة في الاستشارة والتوجيه والتمكين والدعم. وباعتباري أمٌ لفتاتين، أدرك أهمية التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية مع الاعتناء بنفسي والتركيز على حياتي من خلال التعلّم المستمر، فكلما تعلمت أكثر أصبحت مستعدة للتغلب على التحديات واغتنام الفرص. يجب على رائدات الأعمال إدراك أن رحلتهن المهنية ليست مجرد إنجاز خاص بهن، بل يسهمن من خلال نجاحهن في إلهام المزيد من النساء لاتباع طريقهن. شجاعتكِ وقدرتكِ على مواجهة التحديات وتصميمكِ على تحقيق أهدافك يمكن أن تلهم الجيل القادم من رائدات الأعمال.
- ما هي رسالتك للمرأة الإماراتيّة في يومها الوطني؟
يمثّل اليوم الوطني للمرأة احتفاءً بإنجازاتنا ويحثنا على مواصلة السعي لتحقيق التميز في كل ما نقوم به. رسالتي إلى المرأة الإماراتية الرائعة هي رسالة فخر وتشجيع، فقد كان للنساء الناجحات اللواتي سبقننا الفضل في ما وصلنا إليه ومن واجبنا أن نحافظ على الإرث الذي تركنه لنا. أعتبر المرأة سفيرة لقيم أمتنا ومساهمة أساسية في بناء مستقبلها سواء في العمل أو المنزل أو المجتمع.
وباعتباري امرأة إماراتية، أنا فخورة بكوني جزءاً من جيل ملهم يواصل التقدم من أجل الارتقاء بدور المرأة في المجتمع. وأوجه دعوة لمواصلة دعم بعضنا البعض للتغلب على التحديات وخلق إمكانات أفضل لأنفسنا وللنساء اللواتي سيتبعن خطانا، فكل خطوة نتخذها اليوم تمهد الطريق للجيل القادم من النساء الإماراتيات المتميزات.
إقرئي أيضاً: سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري توجه رسالة في يوم الأرض