رحلة من العمر مع JW Marriott Masai Lodge في كينيا

كثيرًا ما نتمنى ان نسافر الى بلدانٍ بعيدة، فيها إختلاف بالثقافة، العادات والتقاليد عن بلداننا إذ إن السفر لا يحلو إلا بهذه التجارب الغريبة والمنفردة.


من هنا، تصوري معنا أنّك تستيقظين لتري قرود البابون تتشاجر في ما بينها في شجرة مجاورة، أو أنّك تنظرين مباشرةً في عيون الفهود أو الأسود المهيبة التي تحرس فريستها بشراسة. هذه هي التجارب المذهلة التي تنتظرك في محمية Masai Mara الوطنية في كينيا. وبالرغم من أنّ ما يجده المرء فيها يبدو وكأنّه من قصص الخيال، إلّا أنّ هذه الأرض الهائلة التي تتميّز بالحياة البريّة المهيبة والمحاربين الفخورين حقيقيّة وآسرة تماماً. يقع منتجع JW Marriott Masai Lodge عند طرف المحميّة، ويمزج بسلاسة بين الفخامة والمناظر الخلّابة، وهذا ما اختبرته خلال رحلتي الاستثنائيّة التي استمرّت لمدّة ثلاثة أيام في هذا الموقع الرائع.

وعند الوصول على المنتجع المطل على نهرTalek يتم استقبالك بطريقة مختلفة فوصلت والمجموعة المسافرة معي إلى مهبط الطائرات في Keekorok على متن طائرة صغيرة تتسع لـ12 مقعداً من Nairobi، استقبلنا فريق العمل بحرارة مع شراب احتفاليّ قبل الشروع في رحلة لمدة نصف ساعة بالسيارة نحو المنتجع. رحّب بنا محاربو Masai بهتافاتهم الإيقاعيّة بينما اصطفّوا على طول الطريق المؤدي إلى مدخل المنتجع وهو كناية عن جسر خشبيّ معلّق يمتد على طول النهر. يقف هؤلاء المحاربون المحليّون مثل الحرّاس ويقومون بدوريّات في الأرجاء ليلًا ونهاراً، للحفاظ على سلامة الضيوف. كما أنّهم يرافقونهم أيضاً بعد غروب الشمس، ففي الأراضي المحيطة ليست المغامرة في الظلام خياراً مناسباً للأشخاص غير المدرّبين كالمحاربين. وتذكّرتُ ذلك عندما رأيت ظلّ فرس النهر بالقرب من "خيمتي" (بالرغم من أنّه ليس فعلاً مخيّماً و"الخيم" فيه راقية جداً، وبالتالي إنّها تجربة Glamping تختلف تماماً عن التخييم التقليديّ).
وتمتزج الراحة والأناقة بسلاسة في أماكن الإقامة في المنتجع والتي تضمّ 20 جناحاً خاصّاً مزداناً بالمواد الطبيعية والألوان الهادئة المحايدة التي تنسجم مع المناظر الطبيعية المحيطة. ويوفّر كلّ جناح حمّامات داخلية وخارجية وشرفات مع أحواض ساخنة مواجهة للنهر وخدمة الـWi-Fi. وبالرغم من عدم وجود أجهزة التلفزيون، إلّا أنّني حظيت بالكثير من الترفيه في الغرفة فاستمتعتُ مثلاً بمشاهدة شجارات قرود البابون في شجرة على الضفة المقابلة. حتى أنّ لافتات خدمة الغرف تميّزت بلمسة خاصّة، حيث عُلّقت لافتة "عدم الإزعاج" على شكل رمح على مدخل كلّ جناح. كما تجلّى التزام JW Marriott بالرفاهية في قائمة الوسائد ومستحضرات الجمال المعطّرة من علامة Healing Earth التجارية الأفريقية للعناية بالبشرة. وعندما يصبح الطقس بارداً في المساء، يتمّ وضع أوعية الماء الساخن مغطّاة بقماش ناعم ودافئ في الأسرّة.

كما يمكنك الإستمتاع بأطباق مطعم Sarabi اللذيذة الذي يجمع النكهات الهندية، تكريماً لتراث طهي المجتمع الهندي النابض بالحياة في كينيا، بالإضافة إلى الأطباق الكينيّة التقليديّة مثل اللحوم المشوية اللذيذة واليخنات الشهيّة، والطبق المفضّل لديّ شخصيّاً Ugali وهو شبيه بالعجينة المصنوعة من طحين الذرة. 

أما إذا كانت رحلتك بهدف الإسترخاء، الراحة والإستجمام، فعليك بزيارة السبا، صالة الألعاب الرياضيّة والمسبح في الهواء الطلق، حيث يمكنك المشاركة في جلسات "اليوغا تحت النجوم".

إقرئي أيضًا:اكثر مدينة سياحية في العالم ضعيها على لائحة وجهات سفرك القادمة

اما أروع ما جربته كان استكشاف الحياة البريّة المذهلة في محمية Masai Mara على 1510 كيلومترات مربّعة حيث تُعدّ موطناً لمجموعة هائلة من الحيوانات البريّة، مع أكثر من 100 نوع من الثدييات بما فيها أكبر خمسة أي الأسود والنمور والفيلة والجاموس الأفريقي ووحيد القرن. وخلال الجولات المميّزة التي قمت بها، تسنّت لي رؤية أربعة من هذه الحيوانات الخمسة الكبيرة ولم يتبق سوى وحيد القرن الذي لم يرغب في الخروج من مخبئه. وبالرغم من أنّ زيارتي للمحمية سبقت هجرة الحيوانات الكبرى من Serengeti في تنزانيا، إلّا أنّني تمكّنت من رؤية الكثير من الحيوانات مثل الظباء والزرافات والضباع والحمير الوحشية.

وبعد ان متعنا اعيننا بنمور Mara الأيقونيّة، إختتمنا إقامتنا في السافانا بجلسة حول النار للاستمتاع بمشروب منعش لكنّ طقس Mara كان يخبّئ لنا مفاجأة، فهبّت عاصفة غير متوقّعة واضطررنا إلى العودة إلى سياراتنا، إذ تذكّرنا الطبيعة دائماً بمدى قوتها وعظمتها وسط تلك البراري الشاسعة التي ستبقى محفورة في ذاكرتنا جميعاً!

في النهاية، إذا كنت تحبين هذا النوع من الرحلات فأنصحك بها حيث تبدأ الأسعار من 1,750 دولاراً أمريكياً للشخص الواحد في الليلة أو2,900 دولار أمريكي لشخصين في الليلة الواحدة - وتشمل الإقامة الكاملة ورحلتَي سفاري مشتركة يومياً بالإضافة إلى خدمات النقل الجوي ذهاباً وإياباً من مطار Keekorok.

أما إذا رغبت بمعرفة المزيد فزوري موقع marriott.com

إقرئي أيضًا:من البحر إلى حقول الشاي مروراً بالأدغال... عطلتك القادمة في سريلانكا!


 

العلامات: كينيا

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث