هدى قطان تبرز كرمز للإنسانية والعدالة

هُدى قطّان، روح الجمال التي أوقدت شرارة الإبداع، حوّلت شغفها إلى عمل يتسم بالفعالية على مدار سنوات كثيرة. لكن عملها لم يكن مقتصراً على ألوان المستحضرات وبريق المكياج، بل امتدت جهودها إلى أفق أرحب وأعمق. وفي مسارها المليء بالبذل والإلهام، برزت كرمز للإنسانية والعدالة، أظهرت اهتماماً بارزاً بالقضايا الإنسانية ومحاربة الظلم. وفي هذا اللقاء الحصري، تفتح أمامنا أبواب أسرارها، وتروي قصة ثورتها الفريدة في عالم صناعة الجمال.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يرى المستهلكون العلامات التجارية لمستحضرات الجمال على أنها امتداد لأنفسهم. إلى أي مدى تعتقدين أن Huda Beauty تشكل مصدر إلهام للنساء وللعلامات التجارية الأخرى؟

إنه لشرف عظيم أن يُنظر إلى Huda Beauty على أنها مصدر إلهام، لكنني أجد صعوبة في تصنيفها على هذا النحو. فنحن نمثل علامة تجارية ذات تأثير اجتماعي ونسعى جاهدين على أن يكون الناس بحد ذاتهم مصدر إلهام لأنفسهم. عند إطلاق العلامة التجارية، كان هدفي هو خلق مساحة آمنة لجميع عشاق الجمال. ومع مرور الوقت، تطورت هذه المساحة لتصبح مكاناً شاملاً للجميع. وكعلامة تجارية، نحن نأخذ تأثيرنا على محمل الجد ونتحمل مسؤولياتنا بجدية، لذلك نقدر التعاطف واللطف، ونلتزم بأخلاقيات عالية، وندعم الحق والصواب. وأعتقد أن الناس يجدون إلهاماً فيما نقدمه لأننا لا نلتزم بالتقاليد، سواء في عالم مستحضرات الجمال أو في الحياة بشكل عام، وهنا يكمن جوهر Huda Beauty الحقيقي - أن تكوني صادقة مع نفسك.

لعبت دوراً هاماً في نشر الرسائل الإنسانية لتسليط الضوء على الوضع في فلسطين. كيف تفاعل متابعوك حول العالم مع رسائلك على وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تتعاملين مع وجهات النظر المتنوعة؟

في الوقت الحالي، يعيش العالم انقساماً في ظل العواطف المتأججة والتوترات المرتفعة. نحن نبذل قصارى جهدنا للتحدث بصراحة وصدق، ومع ذلك، يظل التحدث علناً معقّداً وصعباً. إنه تحدّ مرهق وشاقّ للغاية، وباعتباري مؤسسة لعلامة تجارية، أعلم أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة، ولكن عليّ أن أدافع عن شيء ما. لقد كانت الاستجابة هائلة والدعم الذي تلقيته مذهلاً، وشكلت الردود الإيجابية غالبية ساحقة، فقد شاركني الجميع بالدعم الكبير، وكان من الرائع أن نرى هكذا تفاعل.

مؤخرًا، طلبت من متابعيك مساعدتك في العثور على قائمة بالعلامات التجارية التي تدعم فلسطين. أخبرينا عما اكتشفته.

اكتشفت علامات تجارية رائعة التي لا تحظى بالتقدير الذي تستحقه. وتتّخذ الكثير منها موقفاً قوياً لجعل العالم مكانًا أفضل، على الرغم من أن ذلك قد يشكل خطرًا على أعمالها. ويعد دعمها وتشجيعها أمراً بديهياً وضرورياً. أعتقد أن للعلامات التجارية دوراً هاماً في تشكيل الرؤى والقيم، وأنا أهتم بشدة بتأثير الشركات التي أختار التسوق منها على العالم من حولي.

آمل بشدة استمرار الجميع في استكشاف العلامات التجارية التي تتّخذ مواقف إيجابية وداعمة للقضايا الهامّة. يعبّر الناس حالياً عن دعمهم من خلال إنشاء قوائم وملفات تعريف على وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء والترويج للعلامات التجارية التي تسعى لدعم القضية. إن رؤية هذا العدد الكبير من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم يتحدّون الظروف ويسعون لتحقيق التغيير تعطيني أملاً قوياً في قوة الإنسانية وقدرتها على التلاحم والتحدّي.

مع تسارع وتيرة العولمة في الوقت الحالي، يُعاد تصور قطاع صناعة الجمال من جديد. كيف ستعيد هدى تعريف الجمال؟

رسالتنا كانت تحدياً ملهماً وتغييراً جوهرياً في عالم صناعة الجمال، بدءاً من تحدي المعايير الجمالية غير الواقعية. في عصرنا الحالي، نحن محاطون جميعاً بصور لا تمت للواقع بصلة، وقد يكون لذلك تأثير سلبي على تقديرنا لأنفسنا وعلى صحتنا النفسية. ونسعى جاهدين لنكون جزءاً من حركة تشجع الأشخاص على استعادة رؤيتهم لقيمتهم الذاتية وتقديرها، وعلى حب أنفسهم كما هم، لأن الجمال ليس مقياساً واحداً يتبعه الجميع. فجميعنا مميّزون وجميلون على طريقتنا. وهذا هو العالم الذي نحلم به، عالم يمنح الجميع الشعور بالجمال من الداخل والخارج.

تعمل العلامات التجارية الكبرى في عالم الجمال على كسر الحواجز المادية والأيديولوجية. كيف تعتقدين أن هذا النهج الأخلاقي يمكن أن يؤثر على المستهلكين؟

أعتقد أن التثقيف والتوعية واجب ومسؤولية كل فرد منا. من المهم أن نتعلم قبل أن نتحدث. ولدينا الكثير من المعلومات في متناول أيدينا لدرجة أنني أعتقد أن إجراء المزيد من الأبحاث لتوسيع فهمنا قد أصبح غير ضروري. إذا حصلت على المعلومات التي تحتاجينها، وتعرفت على هذه القضية، فمن واجبك أن تتحدثي وتشاركي. ويتداول الكثيرون معلومات خاطئة وغير صحيحة، وتقع على عاتقنا مسؤولية التحقق والتأكد من ظهور الحقيقة، ممّا يعطي الناس الفرصة لاتخاذ قرار مستنير. وعلى الرغم من أنه لا يمكننا تغيير آراء الجميع، إلا أننا نستطيع تحدّيهم، حتى لو تواصلنا مع شخص واحد فقط، فقد أحدثنا فرقًا، والأمر يستحقّ ذلك.

تضع بعض العلامات التجارية للمكياج اتجاهاتها الخاصة لتمييز نفسها. كيف تحافظ Huda Beauty على هويتها الخاصة في هذه الصناعة؟

لطالما عشقت الجمال والمكياج، تماماً كما كانت منى تحب العطور دائماً، فهذا شغفنا. لذا، أعتقد أننا سنبقى دائماً في هذا الفضاء. وكعلامة تجارية، لدينا هويتنا الخاصة، وقد بدأنا بطريقة غير تقليدية للغاية: من مدونة جمال إلى شركة بفضل المتابعات المخلصات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعتقد أننا سنظل مختلفين دائماً.

نحن نبتكر المنتجات التي نحبها، ولا نحجب شيئاً سواء من حيث حيل الجمال أو مشاركة العلامات التجارية المختلفة. نريد فقط نشر اللطف من خلال حبنا المشترك لعالم الجمال. وكعلامة تجارية، نحن نتمسك بتميزنا ونتفرد بأسلوبنا الخاص، ممّا يسهم في جعلنا دائمًا استثنائيين في
عالم الجمال.

رؤية هذا العدد الكبير من الأشخاص يتحدّون الظروف ويسعون لتحقيق التغيير تعطيني أملاً.

اقرأي أيضاً: إليانا تسحر الحاضرين بأغنية "غصن الزيتون" في حفل إفتتاح مهرجان الجونة السينمائي الدولي

الملكة رانيا تدعم أطفال غزة المصابين في السرطان

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث