كيف تسعى Guerlain لتحقيق الاستدامة في عالم الجمال؟

بدأت الكثير من شركات التجميل العالميّة تحرص في اتباع سلوك وأهداف تخدم مصالح المستخدم وليس ذلك فحسب بل وأيضاً مصالح البيئة، وتُعدّ Guerlain من السباقين في عالم الجمال والفخامة في سلك هذا الطريق عن طريق أخذ الكثير من المبادرات لإدماج منتجات الجمال المستدامة في جوهر الدار. فتحاور محرّرة الجمال سارة رشيد السيّد Laurent Boillot الرئيس التنفيذي لدار Guerlain في هذا الموضوع الهام في وقتنا الراهن والذي استطاع ضمّ أهم شخصيّة في عالم هوليوود، ألا وهي Angelina Jolie لتكون سفيرة لعطر Mon Guerlain...

ماذا ستكون أهدافكم المستقبليّة نحو الاستدامة ؟

ستبقى الاستدامة غايتنا الأسمى لأنّها أهمّ أهدافنا. وقد دوّنا هذا العام ما نسمّيه "هدف Guerlain" ونقصد به أن نقول إنّ مسعانا لا يقتصر على الربح والمبيع فحسب. أمّا شعار "باسم الجمال"، فالغاية منه أن نشدّد على أهميّة تكريس أنفسنا لزبوناتنا، ولما نبتدعه من منتجات حرفيّة سواء أصبَونا إلى الجمال في شكل قواريرنا وأغلفتنا أم في التركيبات التي نبتكرها، أم حتّى في ما علينا فعله من أجل كوكبنا الأرض. وكنّا قد شرعنا في تطبيق هذا البرنامج منذ 12 عاماً. لذا أظنّ حقاً أنّ أصعب التحديّات التي تنتظرنا للعقد الآتي هي الاستدامة بالفعل. وأريد أن أؤمن بأنّ بعض الخطوات المتواضعة التي نقوم بها من شأنها أن تحدث فارقاً كبيراً.

كيف أثّر تفاني Guerlain لمنتجات الجمال المستدامة في العلامات التجاريّة الأخرى؟

إنّه لسؤال رائع، إذ أظنّ أنّ الشركة شهدت نوعين من القادة في السنوات الخمس أو العشر الأخيرة. الفئة الأولى كانت مهتمّة بالاستدامة وسعت إلى التصرّف بهذا الشأن، لأنّ هذا المفهوم يفوق الأعمال التجاريّة ويفرض نفسه كواجب علينا أن نعطي أكثر ممّا نأخذ. أمّا الفئة الثانية، فتجاهلت هذا الموضوع بالكامل. لكن اليوم، على ضوء الضغط الذي تمارسه الزبونات المدركات لما يحصل في عالمنا، يسعى الجميع بدون استثناء إلى الاستدامة. وأعتقد أنّ Guerlain في الطليعة، إذ إنّنا أرشدنا الكثيرين نحو هذا الهدف السامي وباتت هذه هي النقطة التي تميّزنا وتعطينا أفضليّة على منافسينا الذي يصبون اليوم للحاق بركابنا.

كيف حافظت الدار على تفانيها في صناعة الساعات الفاخرة مع صون أهداف تحقيق الجمال المستدام؟ هل أضطرّرتم قطّ إلى التنازل عن إحداهما للحفاظ على الأخرى؟

المسألة ليست مسألة تنازلات. ففي الواقع، إذا نظرنا عن كثب، نرى ألّا مجال يضاهي مجال الرفاهيّة باستدامته. ففي عالم الموضة، برهن التاريخ أنّ عاماً واحداً كفيلاً بإحداث تغيير جذري، لكن ما أن نملك شيئاً رائعاً، من الجليّ أن يدوم طويلاً. وغالباً ما نرمي إلى تقديم أفضل جودة ممكنة في مجالنا عند العمل على الابتكار التالي. لكن في دارنا، حين نطمح إلى التنوّع البيولوجي والتصاميم البيئيّة، لا نقدّم تنازلات لا من جهة الجمال ولا من جهّة الاستدامة، إنّما علينا تقديم الاثنتين على أكمل وجه. ولا بدّ من القول إنّه على خلاف المقاومة التي عشناها منذ 7 سنوات، نرى في صفوف فريقنا اليوم حماسة متقّدة للاستمرار بتقديم كلّ ما هو مستدام.

كيف يساعد تواجد Guerlain ضمن مجموعة LVMH على إيصال رسالة الدار وإبراز دورها في تحقيق أهدافها الرامية إلى الاستدامة؟

ثمة طريقتان للتفكير. أوّلاً، أرى أنّ الاستدامة تتخطّى البيئة، فهي ما نسمّيه بالمسؤوليّة الاجتماعيّة للشركات، ناهيك عن أنّ جوهرها التأثير في الناس. لكن فريقنا تحلّى بجذور بيئيّة منذ القِدم، إذ أنشأ القسم الخاصّ بالبيئة منذ 25 عاماً. أمّا ثانياً، فترك الفريق للدور استقلاليّة كبيرة، لذا لن نتلقّى إرشادات تنصّ علينا ما يجب فعله، بل نفعل ما يحلو لنا، ويستخدمنا الفريق لنبرز كمثال على ما حقّقته العلامة التجاريّة. لذا يمكن اختصار الأمر على أنّه تداول للأفكار.

لماذا اخترتم Angelina Jolie لتمثّل وجه برنامج الاستدامة؟

من البديهي أنّها ليست جميلة فحسب، إنّما هي ملتزمة بهذا الهدف، وكلانا يسعى إلى تغيير العالم نحو الأفضل. لا سيّما وأنّها تفعل ذلك مع اللاجئين أيضاً عن طريق مشاريع إنسانيّة أخرى. لذا، لن نغيّر أيّ شيء من جهّتنا، وبالرغم من وجود طرفين لشراكتنا، إلّا أن قيَمنا واحدة ونحن نُشرِك الناس. ولا يقتصر الخير من هذا التعاون على الاستدامة فحسب، بل تنتج عنه أعمال تجاريّة جيدة أيضاً. واللافت أنّ Angelina رفضت كل العروض التي تلقتها من كافّة العلامات التجاريّة الكبرى في هذا المجال، لذا إنّها لفرصة رائعة أن تقبل بأن تكون الوجه الإعلاني لعلامتنا. ولا أنكر أنّ بعض الناس يسألوني أحياناً لماذا اخترتم Angelina Jolie، فهي شخصيّة جدليّة، إلّا أننا نرى أنّ ما تفعله يولّد شيئاً من المقاومة والقلق. والقلق خير دليل على التقدّم، وهذا لسان حال دارنا أصلاً.

والجدير بالذكر أنّنا توافقنا مع Angelina على عدم اتّباع برنامجها الخاصّ، ونحن في صدد البحث معها في مشاريع استدامة كثيرة. فضلاً عن أنّني لا أقوم بأيّ استثمارات للّاجئين، فهي تملك القدرة على فعل ذلك بمفردها. وبالمقابل، لا تشارك في ما نقوم به من أجل النحل. لذا مفاد القول إنّ لكلّ منّا برنامج خاصّ، وما نناقشه بعد عامين من الشراكة هو مشروع مشترك.

اقرئي أيضاً: Guerlain تكرّم الشرق في عطورها

العلامات: Guerlain غيرلان

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث