هل مزيل العرق يسبب السرطان؟

يتشابه الروتين لدى الكثيرين منا: الاستيقاظ، غسل الأسنان، الاستحمام، ثم استخدام مزيل العرق أو مضاد التعرق. لهذه المنتجات هدف بسيط: منع رائحة الجسم. لكن هل هي خطيرة على صحتنا؟ الإجابة المختصرة: لم يعثر الباحثون على أي دليل قاطع يشير إلى ذلك.

على مر السنين، رُوّج لادعاءات بأن مزيلات العرق أو مضادات التعرق قد تُسبب السرطان، وتحديدًا سرطان الثدي، وقد قدمت بعض الدراسات نظريات تدعم هذه الادعاءات. لكن الأدلة الحقيقية غير متوفرة.

مسألة السرطان
يشير المعهد الوطني للسرطان إلى أن "دراسات قليلة فقط" بحثت في نظريات مفادها أن مكونات مستحضرات التجميل المُزيلة لرائحة الجسم قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. افترض البعض أن الألومنيوم في هذه المنتجات قد يُحفز إنتاج هرمون الإستروجين، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. 

تقول النظرية إن الألومنيوم قد يُمتص عبر الجلد، وخاصةً لدى النساء اللواتي يحلقن شعر الإبط، مما يُسبب عن غير قصد جروحًا أو خدوشًا صغيرة. من خلال هذه الجروح الصغيرة في الجلد، قد تصل المواد الكيميائية من مضادات التعرق إلى الغدد الليمفاوية، مما قد يُسبب تحور الخلايا وتطورها إلى سرطان. يكون الرجال أقل عرضة للخطر لأن معظمهم لا يحلقون شعر الإبط.

ومع ذلك، فشلت دراسات متعددة في إثبات العلاقة بين هذه المنتجات وسرطان الثدي.

أظهرت دراسة أجريت عام 2002، قارنت بين 813 امرأة مصابة بسرطان الثدي و793 امرأة سليمة، عدم وجود صلة بين خطر الإصابة بسرطان الثدي واستخدام مضادات التعرق. وخلصت دراسة منفصلة أجريت عام 2006 إلى أن "استخدام مضادات التعرق لم يكن له أي ارتباط بخطر الإصابة بسرطان الثدي، بينما وُجد ارتباط بين التاريخ العائلي واستخدام موانع الحمل الفموية".

إقرأي أيضاً: ما هي حقن بوتكس التعرق؟

اكتسب القلق بشأن الصلة بين سرطان الثدي ومضادات التعرق زخمًا بعد أن لاحظت دراسة أجريت عام 2003 أن النساء اللواتي شُخِّصَت إصابتهن بسرطان الثدي في سن أصغر كن يستخدمن مضادات التعرق ويحلقن شعر الإبط أكثر من النساء اللواتي شُخِّصَت إصابتهن في سن أكبر. وتوقعت الدراسة وجود علاقة بين سلوكيات النظافة الشخصية هذه وتشخيص سرطان الثدي في مرحلة مبكرة من الحياة. لكن خبراء آخرين لم يجدوا أي علاقة سببية بين استخدام مضادات التعرق وحلاقة شعر الإبط وسرطان الثدي.

ما هو البارابين؟
ركزت بعض الأبحاث المتعلقة بمزيلات العرق ومضادات التعرق والسرطان على مواد صناعية تُسمى البارابين، وهي عائلة من المواد الكيميائية تُستخدم عادةً كمواد حافظة في بعض مستحضرات التجميل. قد توجد البارابينات، مثل ميثيل بارابين وإيثيل بارابين وبروبيل بارابين، في الشامبو والبلسم وكريمات البشرة ومعجون الأسنان وغيرها من منتجات العناية الشخصية. وهي مصممة لمنع إنتاج البكتيريا.

يشعر بعض العلماء بالقلق من أن البارابين قد يُحاكي أيضًا نشاط هرمون الإستروجين في الخلايا. تُصرّح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأنها ستواصل مراجعة سلامة البارابين، ولكن حتى الآن، لم تجد أي دليل على تسببه في سرطان الثدي أو أي مشاكل صحية أخرى.

الخلاصة
 لم تُؤكّد أي دراسات أي صلة بين استخدام مزيلات العرق ومضادات التعرق أو مكوناتهما وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لذا لا داعي لكسر روتين الصباح. 

إقرأي أيضاً: ما هي فوائد الساونا للبشره؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث