هل تعلمين أّنّك تلعبين دوراً أساسيّاً في تحقيق التنمية المستدامة؟ الأرض بحاجة لي, ولك، ولكلّ شخص بيننا. تصوّري أنّ كلّ عمل نقوم به يؤثّر عليها! فلا تقلّلي من أهميّة مساهمتك الشخصيّة في ضمان صحّة الأرض وتأمين مستقبل مستدام لها. وذلك عبر خطوات بسيطة تمكّنك من العيش في تناغم مع البيئة المحيطة، والاستفادة من مواردها بحكمة ومسؤولية لضمان رفاه الأجيال الحالية والمقبلة. وإذا كانت مساهماتنا الفرديّة في خلال روتيننا اليوميّ لها تأثير كبير، سنشاركك في هذا التقرير قصة نجاح Batoul Omar al-Rashdan التي تساهم في مجالها في دفع عجلة التنمية المستدامة في مجتمعها!
Batoul Omar al-Rashdan : "الاستدامة ليست تحولاً يحدث بين ليلة وضحاها، بل هي تطوّر مستمرّ"
كان الفوز بجائزة FashionTech من Fashion Trust Arabia لحظة فارقة في مسيرة بتول عمر الرشدان المهنية. فقد أثبت لها ذلك أنّ ما تقوم به ليس مجرّد تجربة، بل يشكّل حقاً مستقبل الموضة. وفيما عُرضت أعمالها في معارض عالمية، فإنّ التعاونات التي شاركت فيها تُظهر كيف يمكن للابتكار والاستدامة أن يجتمعا معاً على أعلى مستوى. وسواء كانت تعمل باستخدام مواد قابلة للتحلّل الحيوي، أو قطع مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المتطوّرة، فهي تفتخر بالارتقاء بالموضة إلى ما وراء الجانب الجمالي، إلى عالم يتلاقى فيه العلم، والتكنولوجيا، والاستدامة.
تصنع مؤسسة استوديو B.O.R موادها الخاصة من مخلّفات الطعام، فتبتكر مواد بلاستيكية قابلة للتحلّل الحيوي، ومستخلصات ألوان طبيعية. وتشرح لنا قائلة: "أستخدم قشور الرمان، ومخلّفات القهوة، وقشور البصل، وفضلات الزيتون، وغيرها من مخلّفات وقشور الطعام العضويّة لتطوير الجلود والخيوط الحيوية. كما تتحوّل مصادر النفايات هذه نفسها إلى أصباغ طبيعية أستخدمها لتلوين الأقمشة، وحتى المواد الشفافة المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد. إن عملي مع الجلود والأصباغ البكتيرية هو مستوى آخر من التصنيع الحيوي - فهو يتعلّق بالتصميم المشترك مع البكتيريا وتطوير الجلد بدلاً من استخراجه. كل خطوة هي مزيج من الطبيعة، والعلم، والتصنيع الرقمي."
أمّا الدرس الأهمّ الذي تعلّمته خلال ورشة عمل للعلامات التجارية السبعة الفائزة من Fashion Trust Arabia في إطار West Asia Sustainable Fashion Accelerator، التي نظّمها مؤخّراً برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، فهو أنّ كلّ خطوة نحو الاستدامة مهمّة - حتى لو بدت بطيئة. وتقول: "إن رؤية الخبراء في هذا المجال يبنون نظاماً كاملاً حول الموضة المستدامة، وإجراء مناقشات متعمّقة معهم، جعلني أدرك أن الابتكار لا يتعلّق بالمنتج فحسب - بل بالنظام بأكمله. الاستدامة ليست تحولاً يحدث بين ليلة وضحاها؛ بل هي تطوّر مستمر، وكلّ تقدّم، مهما كان صغيراً، يساهم في تغيير أكبر بكثير."
تودّ بتول عمر الرشدان أن يتذكّرها الناس الذين يتعرّفون عليها وعلى عملها كشخص أحدث ثورة في الموضة من خلال العلوم والتكنولوجيا. وتختتم حديثها معنا قائلة: "أريد أن يرى الناس عملي ويدركوا أنّه لا يتعلّق بالموضة فحسب؛ بل هو المستقبل. آمل أن ألهم جيلاً جديداً من المصمّمين للتجربة، ولدمج الإبداع بالتكنولوجيا والعلوم، وتحدّي الطريقة التي ننظر بها إلى المواد. وإذا استطعتُ أن أثبت أنّ النفايات يمكن أن تتحوّل إلى قطع من الأزياء الراقية، فإنّ الاحتمالات تصبح بلا حدود."
إقرئي أيضاً: مساهمة هند الحويدي في دفع عجلة التنمية المستدامة