Dana Amer : " الجسم هو أهمّ ما يمكننا الاعتناء به"

متى كانت المرّة الأخيرة التي قمت بها بالفحوصات الطبيّة؟ هل ما زلت تؤجّلين هذا الفحص أو ذاك بحجّة الضغوطات اليوميّة؟ هل تجعلين من صحّتك الجسديّة والنفسيّة أولويّة؟ جميلٌ جدّاً أن تهتمّي بالآخرين وتسعديهم، لكن إن لم تهتمّي بنفسك، لن تتمتّعي بالطاقة لفعل ذلك. فتذكّري دائماً، إبدئي بنفسك أوّلاً قبل الآخرين، تماماً كما يُطلب منك في إرشادات السلامة على متن الطائرة أن تضعي قناع الأكسجين لنفسك أوّلاً من ثمّ أن تساعدي من حولك. لذلك، هيّا لا تتردّدي بالقيام بالفحوصات اللازمة وباعتماد نمط حياة صحيّ ومتوازن يرتكز أيضاً على فنّ الحركة وإطلاق العنان للإبداع والحريّة.

فكيف تشعرين عندما تحرّكين جسمك؟ هل تعلمين أنّه يمكنك الاعتناء بجسدك من خلال تحريكه؟ وأنّ الرياضة عموماً والرقص تحديداً يساعدانك على التعبير عمّا في داخلك بحريّة ومن دون الحاجة إلى التكلّم، كما على تحسين صحّتك النفسيّة؟ فصحيح أنّ الفنّ ليس علاجاً فعليّاً لمرض معيّن، إنّما يمكنه أن يكون حتماً علاجاً للمخيّلة والروح والقلب... فيمكن للحركة أن تكون فعل تحرّك أو تغيير أو تحرّر أو حتّى فعل شفاء. وفي عدد ماري كلير العربيّة لشهر أكتوبر 2022 اجتمع فنّ الحركة بالتوعية من أجل دعوتك لـ "تحرّكي روحك وتشفي جسدك"! حيث تعاونّا مع خمس راقصات محترفات ارتدينَ جميعهنّ فساتين باللون الورديّ لزيادة الوعي بالفحص المبكر لسرطان الثدي من خلال الرقص. رافقينا في ما يلي لنعرّفك أكثر على العلاقة بين الحركة والحريّة والصحّة النفسيّة والجسديّة والشفاء! ومقابلتنا الخامسة مع دانا عامر.

التصوير: Maximilian Gower

التنسيق: Jessica Bounni
تنحدر دانا عامر من عائلة مختلطة، من أب سوري وأمّ أوكرانيّة. بعد الحرب في سوريا، انتقلت عائلتها إلى لبنان وكان عليها التكيّف مع الوضع الجديد. وفي خضمّ كلّ التغييرات التي عاشتها في حياتها، كانت لا تزال تبحث عن جزء يذكّرها بديارها، وكان كلّ شيء بالنسبة إليها يشمل الحركة الجسديّة. وأثناء وجودها في لبنان، اتّصلت بها إحدى أعضاء فرقة Sima للرقص في بيروت وعرضت عليها بدء الدروس معهم. وهكذا بدأت رحلتها مع الرقص المعاصر. وبفضل فوز الفرقة في مسابقة Arab’s Got Talent عام 2013 تشجّعت أكثر للاستمرار في هذا المجال، إذ أنّ المشاعر التي اختبرتها وهي على خشبة المسرح لا توصف.

الفستان من Reem Kachmar Couture

ما الذي تشعر به دانا عندما تحرّك جسدها وترقص؟ تخبرنا قائلة: "الرقص بالنسبة إليّ هو أن أعبّر عن نفسي من دون كلمات. وبما أنّني لست شخصاً يتكلّم كثيراً، بل أحبّ الاستماع أكثر إلى الناس لأنّ الكلام يستهلك الكثير من طاقتي، أشارك هذه الطاقة بشكل أفضل من خلال الحركة". ثمّ تضيف بالقول: "عندما أرقص أشعر بالتّحدي، وعندما أصل إلى نقطة أشعر فيها بأنّ هذا التّحدي قد انتهى، أدخل في مرحلة تأمّل ولا سيّما عندما أرقص على أنغام موسيقى أحبّها." أمّا عن لغة الرقص، فتخبرنا قائلة: "يتمّ معظم التواصل في الحياة بطريقة غير لفظيّة، لذا لا شكّ في أنّه يمكن نقل الرسالة بسهولة بواسطة الجسد ومن دون كلام. ولهذا السبب تحديداً، نملك المسرح والفنّ والتواصل البصريّ. وأنا أقدّر كلّ ذلك كثيراً".

الحركة بكلّ أشكالها شافية

هل يساعدنا الرقص للشفاء وكيف؟ تخبرنا دانا قائلة: "في الرقص ننفصل عن محيطنا فيما نتواجد فيه فعليّاً. ومن خلال الحركة، يمكنك التواصل مع ذاتك الداخليّة، ويمكنك الاستماع إلى مشاعرك واحتياجاتك الحقيقيّة، وهذا برأيي أفضل طريقة للشفاء. ومرضنا هو تعبيرٌ لعدم استماعنا لجسدنا وروحنا وعدم شفائهما. الجسد هو أفضل مؤشر على التعاسة أمّا الحركة، فبكلّ أشكالها هي شافية." وتخبرنا عن الحركة التي اختارتها لهذه الحملة: "الحركات أنيقة ومختلفة بطريقتها الخاصة ممّا يجسّد التنوّع بين النساء وتفرّد كلّ امرأة على هذه الأرض."

وتختتم برسالة التوعية التالية: "في البداية، يجب أن تفعلي ذلك من أجلك. وكلّما أظهرت حبّ الذات والسلام الداخليّ بينما تتمتّعين بصحّة جيّدة، كلّما أسعدت كلّ من حولك. فمن غير المرأة قادر على مشاركة السعادة. نحن نعيش من خلال أجسادنا ونختبر كلّ شيء من خلالها أيضاً، لذا فالجسم هو أهمّ ما يمكننا الاعتناء به".

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث