الحمامات...طقوس الشرق لتدللي ذهنك وجسدك وروحك

سواء كانت الحمامات خاصة أم شعبية فإنها لطالما اعتبرت ولعدة قرون ثقافة اجتماعية حيوية في كل مدن الشرق الأوسط. ولقد لعبت دوراً محورياً في تعزيز النظافة والصحة العامة، بالإضافة إلى أنها كانت تعد بمثابة أماكن خاصة بالاجتماعات، حيث يمكن للناس التواصل فيما بينهم وتبادل أطراف الحديث.

وللتعرف على تجارب استثنائية لا بد لك من الاطلاع على مايلي

الحمّام التركي

يُعتبر الحمّام التركي واحداً من أشهر التقاليد العثمانيّة. وكان العثمانيّون يفضّلون أن تكون الحمّامات أصغر حجماً وأن تتوزّع في أنحاء المدينة بجانب المساجد، وذلك لكي تُتاح للجميع. ولقد استنبط الأتراك طقوس الحمام هذه من الرومان ومزجوها مع عمليّة الوضوء التي تسبق الصلاة عادة في الدين الإسلامي.

الحمّام المغربي العام

الحمّامات أساسيّة في الثقافة المغربيّة. إذ يزور الرجال، كما النساء والأطفال، الحمّام المحليّ بمعدل مرّة في الأسبوع على الأقلّ. ويقضون فيه عادة نحو ساعتين أو ثلاث أو ربما أكثر. وخلال هذه الفترة يختلطون مع الأصدقاء بينما ينظّفون وينقّون أجسامهم. ولدى دخول الحمّام المغربيّ، فإن أول ما يصادفنا عادة هي غرفة تبديل الملابس، وهي مزوّدة بالمقاعد الخشبيّة وبالمعدات الخاصة بتعليق الملابس. تحضر المرأة في معظم الأحيان دلوها وقفّاز التقشير والصابون من المنزل بالرغم من أنّها تستطيع أن تستأجر الدلو وأن تشتري القفّاز والصابون من جناح خاص يقبع عند مدخل الحمّام. وإن كنت بمفردك يمكنك الاستعانة بخدمة إحدى الآنسات لكي تفرك لك جسمك. أمّا تصميم الحمّام التقليديّ فيتميّز عادةً بالبلاط المغربيّ التقليديّ والسقف الذي يتخذ شكل قبّة. يتألف القسم الأوّل من الحمّام من غرفة البخار، حيث صنابير المياه الساخنة لتملئي منها دلوك. وتتمثل المرحلة الأولى في غسل الجسم بواسطة الدلو. ومن ثمّ يُغطّى الجسم بصابون أسود طبيعي مصنوع من مستخلص الزيتون. وبعد إزالة الصابون بواسطة المياه النظيفة، تبدأ عملية التقشير، وذلك للتخلّص من الجلد الميت. يُغسل الجسم بالمياه مرّة أخيرة ويُجفَّف بالمنشفة لكي تضعي المرطّب لاحقاً.

الحمّام المغربيّ الخاصّ

في البداية، تقوم المعالِجة بصب المياه الساخنة على جسمك في غرفة البخار. ثمّ وبواسطة الصابون الأسود يُفرك الجسم لتنقية البشرة وتغذيتها مهما كانت جافّة وقاسية. وبعد الاستلقاء على البلاط الرخامي الساخن، تقوم المعالِجة بتنظيف الجسم بواسطة اللّيفة، وتدلّكك لاحقاً بتقنيّات التمديد الخاصّة. وبين المرحلة والأخرى تقوم المعالِجة بغسل الجسم بالمياه المتدفقة. وفي النهاية تضع زبدة الشيا على جسمك لترطيبه وتجفّفك بالمنشفة لتتوجّهي لاحقاً إلى مكان الاستراحة، وذلك من أجل احتساء الشاي والاسترخاء، أو الاختلاط بالنساء الأخريات.

حمّام البحر الميت

من بين أنواع الحمّامات المميّزة أيضاً هو حمّام البحر الميت. إنّه التقليد ذاته تقريباً باستثناء المنتجات المستخدمة. ففي هذا النوع من الحمّامات يتمّ تقشير الجسم بأملاح البحر الميت التي تساهم في إزالة الجلد الميت وفي تنقية البشرة، بينما تساعد المعادن على استعادة البشرة لرونقها ومرونتها وقوّتها. وبعد هذا الحمّام يستعيد الجسم كلّه نشاطه وانتعاشه.

الحمّام اليابانيّ

لطالما كان الحمّام مهمّاً في الثقافة اليابانيّة وما زال يشكّل حتى اليوم جزءاً أساسياً فيها. إذ يقوم اليابانيّون منذ آلاف السنين بالاغتسال في ينابيع المياه الساخنة الطبيعية، ذلك لأنّ هذه المياه تشتهر بفوائدها الكثيرة للصحة. فبحسب الثقافة اليابانيّة، فإن الاستحمام في الينابيع الساخنة يحسّن الدورة الدموية ويسرّع عمليّة الأيض وامتصاص المعادن الأساسية. كما يؤمن البعض بأنّ مياه الينابيع الساخنة تساعد على علاج أمراض الجهاز الهضمي المزمنة والإمساك والسكري والنقرس ومشاكل الكبد أيضاً.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث