الاستدامة الفاخرة على السجادة الحمراء… وما دور النّجمات؟

​لأنّ الموضة المستدامة هي مستقبلنا ومصير أجيالنا في سبيل بيئة مستدامة أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا، فلا بدّ من تحفيزها والتّشجيع إليها. ولهذه الأسباب وسواها، انطلقت مسابقة Red Carpet Green Dress (RCGD) العالميّة للتصميم، بالتّعاون مع Tencel وClo.

اقرئي أيضاً: هذه فرصتك لتصميم أزياء المؤثّرات ونجمات السجادة الحمراء!

في هذا السياق، تسنّت الفرصة لماري كلير العربيّة للقاء المديرة التنفيذيّة لـ Red Carpet Green Dress، Samata Pattinson التي خصّتنا بهذا الحوار الحصريّ:

  • ما هي إنجازات منظّمة Red Carpet Green Dress الأخيرة؟

شاركنا مؤخراً في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2021 مع سفيرة مهمّة تمثّل مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصّة وهي Marlee Matlin. كما أنّنا أصدرنا أقمشتنا الخاصّة وهذا أمر مشوّق جداً فهي أقمشة قابلة للتحلّل البيولوجيّ وقابلة للتجدّد وسيتمّ طرحها للبيع قريباً بعد عودة الأمور إلى طبيعتها شيئاً فشيء بعد جائحة كورونا. لكنّ الإنجاز الأكبر بالنسبة إلينا هو عندما نتعامل مع أشخاص تغيّر مفهومهم وعقليّتهم بفضل عملنا أو تفاعل ما جرى بيننا.

  • كيف يُنظر إلى الاستدامة على السجادة الحمراء؟

تطوّرت نظرة الناس إلى الاستدامة عبر الزمن. ففي البداية كانوا يجدون صعوبة في إيجاد التميّز أو الجمال في الاستدامة. لكن اليوم أصبحت الإطلالة على السجادة الحمراء تُقيّم بحسب تصميمها والرسالة التي تحملها والقصّة التي ترويها، بالإضافة إلى تأثيرها من حيث تسليط الضوء على المسائل الاجتماعيّة والبيئيّة. فيشارك المصمّمون أكثر في هذه المسألة والمواهب الذين يعملون معهم أيضاً. ونحن نلاقي ردود فعل إيجابيّة إذ يظهر الكثيرون اهتماماً بالاستدامة، غير أنّ بعض العلامات التجاريّة تجد صعوبة في الانضمام إلى هذا التوجّه بسبب تأخّرهم لفعل ذلك.

  • ما هي رؤيتك وخطّتك للمزيد من المبادرات نحو الاستدامة في المستقبل؟

لطالما كانت رؤيتنا المستقبليّة مقسّمة إلى أربعة أقسام. أوّلاً، التعاون مع منصّات مختلفة بدءاً بالمنصّات المستقلّة وصولاً إلى الإعلام لتسليط الضوء أكثر فأكثر على الاستدامة. ثانياً، ابتكار حلول سهلة للتصميم المستدام يمكنها إحداث تغيير حقيقيّ بدءاً بالأقمشة وصولاً إلى الموارد التعليميّة. ثالثاً، المساهمة في جعل هذا المجال أكثر إنصافاً وتمثيلاً اجتماعياً. ورابعاً، بناء اللغة لإحداث التغيير وجعل الاستدامة أسهل من حيث الوصول إليها وفهمها. هذا ملخّص عن تطوّر مهمّتنا منذ البداية ونحن متحمّسون جداً لدفعها أكثر إلى الأمام في المستقبل. وحالياً لدينا مسابقة تصميم مباشرة بالتعاون مع منظّمتَي TENCEL وCLO الرائدتين في مجال ابتكار المواد وتكنولوجيا محاكاة الملابس. فمن ناحية، هذا التركيز على المواد مع TENCEL التي تعالج مسألة التجديد والاقتصاد الدائريّ وإزالة الكربون أمر أساسيّ. ومن ناحية أخرى، تشكّل البرامج المبتكرة مثل CLO الذي يمنح المبدعين حول العالم الأدوات اللازمة لتخيّل أفكارهم بدون التقيّد بالموقع أو الموارد عاملاً مهماً أيضاً! والتعاون مع منظّمات مماثلة هو جزء من طريقتنا في إيصال أهدافنا المستدامة للمستقبل.

  • من هنّ بعض النجمات اللواتي انضممنَ إلى Red Carpet Green Dress وماذا تخبرينا عن مساهمتهنّ؟

انضمّت إلينا مهواب كثيرة على مرّ السنين بدءاً بـ Emma Roberts وLaura Harrier وصولاً إلى Marlee Matlin مؤخراً وكان هذا التعاون مهمّاً جداً لأنّنا تمكّنا من الوصول إلى مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصّة وإشراكهم معنا في قضيّة الاستدامة.

  • ماذا تقولين للقارئات من أجل إقناعهنّ بأنّ الاستدامة هي مستقبل الموضة حتى على السجادة الحمراء وما الذي يجعلها مهمّة جداً؟

لا أظنّ أنّ المسألة تتعلّق بإقناع الناس فليست الاستدامة واحدة من صيحات الموضة. بل ترتكز الاستدامة على طريقة تصنيع أفضل لكي تدوم القطع أكثر وتحصل على المزيد من التقدير. يتعلّق الأمر بالأشخاص الذين يمتلكون منتجاً لأنّهم يرون قيمته ويقدّرونها وبالتأكّد من أنّ أؤلئك الذين يشاركون في إنتاج هذه المنتجات يتلقّون أجوراً جيدة ويُعاملون بطريقة لائقة، بالإضافة أيضاً إلى رفع الصوت والتحدث باسم أؤلئك الذين لا صوت لهم والدعوة إلى حماية بيئتهم ومجتمعهم وحقوق الإنسان الخاصة بهم.

لسنا بحاجة إلى إقناع أحد فهذا هو المستقبل سواء كان على السجادة الحمراء أو لا فهذا هو الواقع. وأي شخص لا يزال يحتاج إلى إقناع هو متأخّر جداً!

  •  ما هي صيحة الموضة المفضّلة لديك أو التقنيّة أو القماش أو أي ابتكار في مجال الاستدامة والذي استخدمه أحد المصمّمين أو دور الأزياء؟

أحبّ شخصياً أي تقنيّة جديدة أو قماش يعكس جانباً ثقافيّاً كأي تقنيّة من أجزاء أخرى من العالم تسلّط الضوء على ثقافات متنوّعة وطريقة تعاملها مع الاستدامة. وأنا حالياً أستمتع بالقراءة وباستكشاف أنواع الأقمشة المتعدّدة في القارّة الأفريقيّة وصادفت رسماً استثنائياً للفنّانة Mia Kora خلال يوم أفريقيا تظهر فيه الأقمشة المختلفة التي تمثّلها الدول الأفريقيّة الـ54 بدءاً بقماش Kente وصولاً إلى الأنسجة القبائليّة، إنّه فعلاً عمل رائع.

  • هل يمكن أن تكون الموضة المستدامة فاخرة؟ كيف؟

لا شكّ في أنّ الاستدامة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالفخامة. فبالنسبة إلى الكثير من الأشخاص والعلامات التجاريّة الفاخرة التي نتعامل معها، تتمثّل الاستدامة بصناعة الأزياء التي تدوم بالإضافة إلى منح الشخص الذي يرتدي هذه التصاميم تجربة مميّزة وشعور بالانتماء إلى مجتمع. فليست الفخامة مرتبطة فقط بأسعار القطع الباهظة بل تتمثّل بما يتمّ الحفاظ عليه والعناية به فيستمتع به المرء ويقدّره. هي ليست محصورة بفئة معيّنة من المجتمع حتى لو كان هذا المعتقد الشائع! فإنّ سترة من الصوف الخالص مثلاً ستكون بمثابة قطعة فاخرة لشخص لا يستطيع شراء إلّا البوليستر الصناعيّ عادةً. أمّا بالنسبة إلينا، فتتخذ الاستدامة تعريفاً جديداً حالياً إذ أنّها ابتعدت كثيراً عن فكرة إمكانيّة الشراء والرفاهية لترتكز أكثر على التصميم الجديد المفيد والمتطوّر والذي يُقيّم بدءاً من فكرة التصميم وصولاً إلى بيعه. فالعاملان الأساسيان هما الجودة والديمومة بخلاف قطعة يتمّ رميها والتخلّص منها، لكن لا بدّ أيضاً أن تروي كلٌّ من القطع الفاخرة قصصاً مؤثّرة لتبرّر ثمنها الباهظ ووجودها.

أمّا الجانب الآخر من هذا السؤال فهو إن كانت الموضة المستدامة تضمّ أيضاً المصمّمين أصحاب البشرة الملوّنة ليصبح السؤال على الشكل الآتي: هل يمكن لأصحاب البشرة الملوّنة أن يكونوا جزءاً من موضة الأزياء الفاخرة وإجابتي هي حتماً نعم. فمن وجهات النظر الأكثر محدوديّة هي أنّ مجتمعات أصحاب البشرة الملوّنة لا تشارك في هذا المجال، إنّما هناك علامات تجاريّة للأزياء الفاخرة لأصحاب البشرة الملوّنة التي لا بدّ أن تحصل على دعمنا أيضاً.

  • ماذا تخبرينا عن حركة The Tribe "القبيلة" وكيف يساهم الإيمان بالاستدامة في تمكين المرأة؟

أنشأت The Tribe لتشكّل مساحة للنساء من أجل الاحتفاء بأنفسهنّ وللتوقّف عن الشعور بالضغط الهائل بسبب التركيز على الخطوة اللاحقة. فتشكّل فلسفة هذه الحركة نقيض فلسفة الموضة السريعة إذ تشجّع على الإبطاء والتريّث لتقدير الأمور التي قمنا بها بدلاً من التطلّع إلى المزيد والمزيد في الخطوة التالية. لم يكن الأمر مقصوداً إنّما هناك توافق بين أساس The Tribe والعمل الذي أقوم به مع Red Carpet Green Dress ممّا يشجّعنا على تقدير الحِرف وتقدير الناس.

اقرئي أيضاً: مسابقة الموضة الأكثر استدامة في العالم... لا تفوّتي فرصتك!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث