ما هو دوري اليوم بتحقيق "العيْش معاً بسلام"؟

في السّادس عشر من مايو من كلّ عام يحتفي العالم باليوم العالمي للعيش معاً في سلام للإعراب من جهة عن رغبة المجتمعات وضمنها الأفراد بالإتّحاد بالرغم من كلّ الخلافات والعيش سويّةً بوئام و من جهة أخرى تكثيف جهود المجتمع الدولي لتعزيزالسلام وتكافل المجتمعات المحليّة وتعزيزالتنمية المستدامة فيها. إلاّ أنّ هذا اليوم له طعم آخرهذه السنة حيثْ وضع العالم بأسره خلافاته جانباً لمحاربة عدوّ مشترك غير مرئي يفتك بالمجتمعات على اختلافها بدون أي تفرقة.  

وبينما تبرز أعمال الخدمة التعاون والتعاطف بين الأفراد كخطوة أساسيّة لتحقيق العيش معاً بسلام، نجد أنفسنا اليوم أكثر من أي وقت مضى مدعويين للوقوف إلى جانب الآخرين في محنتهم. ففيما يغتنم البعض هذه الظروف لإعادة توطيد علاقته مع أسرته والتّركيز على أهدافه وأولويّاته بعد انتهاء هذه الأزمة، إلاّ أنّه هناك أشخاص آخرين يشعرون بالوحدة لبُعدهم عن أهلهم أو مسنّين يقطنون بمفردهم أوأشخاصاً يعملون في الصفوف الأماميّة لمواجهة تفشّي فيروس كورونا كالأطّباء والممرّضات والصيادلة وعناصرحفظ الأمن والعاملين في قطاع الغذاء أو آخرين فقدوا وظائفهم... لذلك احرصي على إظهار الإمتنان لهؤلاء الأشخاص والإطمئنان عليهم إن وجدوا في محيطك، وعلى التّأكيد لهم أنّك بجانبهم إن احتاجوا لأيّ شيء. أمّا إذا لم تستطيعي دعم هؤلاء الأشخاص بشكل مباشر لعدم وجودهم في محيطك، يمكنك مساندة الحملات الخيريّة التي تقام في مجتمعك لمساعدة الأشخاص الذين يمرّون بظروف استثنائيّة. فدعم حملات كهذه يعود عليْك شخصيّأً بالفرحة قبل الآخرين. كذلك يمكنك من خلال دعم الأعمال والمشاريع الصغيرة مساعدة الأشخاص على الحفاظ على وظائفهم. هذا النوع من الدعم يساعدهم على الحفاظ على سلامهم الداخلي وعلى ثقتهم بانتصار الخير والمبادرات الإيجابيّة أينما وجدت، كما يُعزّز من تضامن البشريّة بأسرها ضدّ العدوّ المشترك الذي يهدّدنا.

تؤكّد منظمّة الأمم المتحدّة أنّ العيش معًا بسلام "هو تقبّل اختلافاتنا وتمتّعنا بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين والتعرف عليهم واحترامهم، لنَعِش معًا متحدين في سلام"، فلعلّ ما أصاب العالم في الأشهر الماضية من أزمة مشتركة يساعد في مَحوْ تلك الخلافات وفي تعزيز الوئام. وذلك عليه أن يبدأ مع كلّ شخص منّا ضمن مبادرات فرديّة تنتشر بين الأهل والأصدقاء وتمتدّ إلى المجتمع بأسره لبناء السلام الحقيقي وعيْشه!

إقرئي أيضاً: رحلة افتراضيّة تعزّز مناعتك

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث