كيف تحتفل Honayda Serafi بالعيد؟

العيد! وما أجمل هذا الحدث الذي نترقّبه! فهو يُتوّج شهر رمضان المبارك شهر الصوم والعبادة ويُحتفل به على مدى ثلاثة أيّام ليُشكّل مناسبة فرح وانسجام بين الناس حول العالم. حيث يرمز هذا العيد إلى الرحمة والعطاء والتجدّد وتتجلّى فيه قيم إنسانيّة كثيرة. فيُشكّل فرصة للناس للمصالحة والترفّع عن خلافاتهم. وتتزيّن الشوارع والقلوب وتُحضّر المأكولات والحلويات الشهيّة ويتمّ تبادل الهدايا والتصدّق بالزكاة على المحتاجين لإعانتهم ودعمهم. وعند اقتراب العيد، يعود بنا الزمان إلى أيّام الطفولة وذكريات الزينة والصلاة والإجتماع بالعائلة وتبادل العيديّات. نكبُر وتتغيّر الأيّام وقد تختلف عاداتنا، إلاّ أنّ جوهر العيد يبقى واحداً وهو الفرح ومشاركة السعادة مع الآخرين. وفيما قد تختلف العادات والأمور التي يقوم بها الناس من مجتمع لآخر في منطقتنا خلال العيد إلاّ أنّ ذلك يبقى تعبيراً عن جماليّتها والأهميّة التي توليها للعلاقات الإنسانيّة الصادقة والحقيقيّة. وفي ما يلي سألنا المصمّمة Honayda Serafi عن الأمور التي تقوم بها عند حلول كلّ عيد وإذا كان هناك من أمر جديد ستقوم به خلال هذه السنة؟

هي لست مصمّمة أزياء سعوديّة رائدة فحسب، إنّما تهوى فنّ النحت والشعر أيضاً! فهي قد تخصّصت في الفنون الجميلة قبل دراسة الموضة. وقد أغنى حبّها للإستكشاف ومعرفة الحضارات والثقافات المختلفة هويّتها كفنّانة ومصمّمة أزياء، فباتت تصماميها تتمتّع بهويّة عالميّة. وها نحن نتعرّف اليوم إلى لمحة عن كيفية تحضيرها وتمضيتها لعيد الفطر وإذا كان من جديد ستقوم به هذه السنة:

العيد بالنسبة لي يعني كلّ لحظات الطفولة الجميلة والمليئة بالفرح وبالذكريات العائلية الدافئة المفعمة بالحياة: الزينة، الأضواء،الصلاة، التكبيرات، أصوات الباعة، الأجواء العامة في الاسواق، الروائح الطيبة، شوق الأطفال للهدايا...كلّها مصادر بهجة وأمل، فالعيد يحمل في طيّاته طقوس خاصّة منكّهة بالحبّ والامتنان ويكلّل بظلاله المباركة علينا وعلى المجتمع ككلّ في لحظات دوماً سعيدة.

أقوم بالاستعداد والتحضير ليوم العيد بشراء ملابس العيد الجديدة بألوانها الزاهية للإحتفال بأيّامه الثلاث وهذا جزء مهمّ عندي، أستذكر فيه طفولتي الفائضة دوماً بالشوق للاحتفال بيوم العيد، فالنوم كان يفارقني قبل يوم العيد من شدّة الترقب للإحتفال، وأحرص طبعاً على تزيين المنزل، ويبدأ نهار العيد عندي على هذا النحو:

بأداء صلاة العيد المباركة مع العائلة مصحوبة بالترديد الجماعي لتكبيرات الحرم الشريف. فمشاركة الأهل والأقرباء صغاراً وكباراً هذا الحدث العظيم الحامل لكلّ معاني الجمال والامتنان هو العيد. ومازلت أذكر أصوات مدافع العيد في بيت الشامية في مكّة حيث كنّا نحتفل به في الصغر ونقصد منطقة الطائف أيضاً للإحتفال بالعيد، وبعدها نكسر صيامنا بالإفطار على وليمة عائلية عامرة بوجبات شهيّة تُعدّها الوالدة بمساعدتنا جميعاً. وحتى الأحفاد لهم نصيب في المشاركة فأولادي يعيشون نفس أجواء العيد التي عشتها.

ثمّ نقوم بالزيارات العائلية للتهنئة والمباركة بالعيد، فصلة الأرحام تحقّق كلّ الودّ والتوافق من كبيرنا إلى صغيرنا والتي تؤكّد على الترابط والتكاتف كقيم أساسية ضامنة لبقاء ولإستمراريّة هويّة مجتمعنا. أمّا العيديّة او العيديّات، فكانت الفرحة في إستلام العيدية، وفي يومنا الحاضر أنا من أعطي العيدية وما أجمل هذا الشعور، كنت أنتظر أن آخذها واليوم أنا من يعطيها.

بالنسبة لجديد هذا العيد، فأنا سوف أعِدّ شخصياً حلويات العيد التقليدية عسى أن تنال إعجاب كلّ أفراد العائلة، فقضاء الوقت مع العائلة والاحتفال بالعيد سوياً بخير وعافية هو المعنى الأساسي للعيد. وكلّ عام وانتم بخير!


 

 

 

 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث