العيد! وما أجمل هذا الحدث الذي نترقّبه! فهو يُتوّج شهر رمضان المبارك شهر الصوم والعبادة ويُحتفل به على مدى ثلاثة أيّام ليُشكّل مناسبة فرح وانسجام بين الناس حول العالم. حيث يرمز هذا العيد إلى الرحمة والعطاء والتجدّد وتتجلّى فيه قيم إنسانيّة كثيرة. فيُشكّل فرصة للناس للمصالحة والترفّع عن خلافاتهم. وتتزيّن الشوارع والقلوب وتُحضّر المأكولات والحلويات الشهيّة ويتمّ تبادل الهدايا والتصدّق بالزكاة على المحتاجين لإعانتهم ودعمهم. وعند اقتراب العيد، يعود بنا الزمان إلى أيّام الطفولة وذكريات الزينة والصلاة والإجتماع بالعائلة وتبادل العيديّات. نكبُر وتتغيّر الأيّام وقد تختلف عاداتنا، إلاّ أنّ جوهر العيد يبقى واحداً وهو الفرح ومشاركة السعادة مع الآخرين. وفيما قد تختلف العادات والأمور التي يقوم بها الناس من مجتمع لآخر في منطقتنا خلال العيد إلاّ أنّ ذلك يبقى تعبيراً عن جماليّتها والأهميّة التي توليها للعلاقات الإنسانيّة الصادقة والحقيقيّة. وفي ما يلي سألنا سعادة الشيخة انتصار سالم العلي عن الأمور التي تقوم بها عند حلول كلّ عيد وإذا كان هناك من أمر جديد ستقوم به خلال هذه السنة؟
تحبّ سعادة الشيخة انتصار سالم العلي الصباح الحياة بكلّ تفاصيلها حيث تعمل على نشر الفكر الإيجابيّ حولها. ومن خلال المؤسّسات العديدة والمبادرات التي أنشأتها مثل "مؤسسة انتصارالخيريّة" ومؤسّسة "انتصارس" ومبادرات "عبارة" و"النوير" و"بريق" تسعى دائماً الرائدة الكويتيّة إلى لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع وتأمين حياة أفضل للجميع! سواء في الثقافة أو تصميم المجوهرات أو تمكين المرأة يبقى إحداث فارق اجتماعي وسلوكي وتعزيز الإيجابيّة الأساس لديها! وفي ما يلي نتشرّف باستكشاف كيفيّة تمضيتها للعيد. فتشاركنا سعادة الشيخة انتصار التالي:
في خلال شهر رمضان الذي يشكّل فترة مباركة لدى المسلمين، دائماً ما أستمتع بالتجمّعات والاحتفالات اليوميّة مع العائلة والأصدقاء. وخلال هذا الشهرالفضيل، نشجّع بشكل خاص المسلمين وغير المسلمين على حدّ سواء على رد الجميل لمجتمعاتهم. فتمنحهم مؤسسة "انتصار" فرصة للدعم المادي لبرامج الدعم النفسي للعلاج بالدراما والمساعدة في تخفيف الصدمات النفسية لدى النساء العربيات المتأثّرات بوحشيّة الحرب والعنف. كما لدينا مبادرة 1MillionArabWomen# وهي كناية عن خطة مدّتها 30 سنة للتخفيف من صدمة الحرب والعنف لدى مليون امرأة عربيّة من خلال استخدام العلاج بالدراما. وأنا أؤمن بشدّة أنّ التعافي النفسي للنساء العربيات المصابات بصدمات نفسية جرّاء الحرب والعنف هو أمر جوهريّ لنجاح أي جهد مستدام لبناء السلام في العالم العربي وخارجه. ونؤمن بأن صحّة الأمّهات النفسيّة أمرٌ بالغ الأهمية من أجل صحة الأسرة النفسية، وبما أنّ شهر رمضان يذكّرنا بأهمية العائلة، تتلقّى مؤسّسة "انتصار" الكثير من التبرّعات خلال الشهر الفضيل كلّ عام.
أمّا العيد فهو مميّز جداً بالنسبة إلينا! هو احتفال خاص جداً بالحياة وبعائلاتنا، وهو وقت للتأمّل والعبادة ولتعزيز إيماننا. وبعد صلاة العيد، أعود وعائلتي إلى المنزل للاستعداد، ثم نتوجّه لزيارة خالاتي. ونذهب أخيراً عند والدتي حيث نستضيف ما يقارب 150 شخصاً، من الأصدقاء المقرّبين والعائلة الذين يأتون لإلقاء التحية على والدتي. بعدها نتبادل العيديّة ونحتسي الحليب المحلّى مع الزعفران وهوه عبارة عن تقليد كويتيّ الهويّة! كما نتناول الحلويات والغداء المبكر فيكون عند الساعة 11:30 صباحاً كحد أقصى. ثمّ في فترة ما بعد الظهر، نذهب لزيارة الأصدقاء والأقارب الآخرين.
وفي الختام أتمنّى لكلّ القارئات عيد مبارك !