هل تعلمين أّنّك تلعبين دوراً أساسيّاً في تحقيق التنمية المستدامة؟ الأرض بحاجة لي, ولك، ولكلّ شخص بيننا. تصوّري أنّ كلّ عمل نقوم به يؤثّر عليها! فلا تقلّلي من أهميّة مساهمتك الشخصيّة في ضمان صحّة الأرض وتأمين مستقبل مستدام لها. وذلك عبر خطوات بسيطة تمكّنك من العيش في تناغم مع البيئة المحيطة، والاستفادة من مواردها بحكمة ومسؤولية لضمان رفاه الأجيال الحالية والمقبلة. وإذا كانت مساهماتنا الفرديّة في خلال روتيننا اليوميّ لها تأثير كبير، سنشاركك في هذا التقرير قصة نجاح عفراء السويدي التي تساهم في مجالها في دفع عجلة التنمية المستدامة في مجتمعها!
Afra Al Suwaidi: "تشجيع الفنانين على تبنّي الممارسات المستدامة يعزّز من انتشار الأساليب الفنية المسؤولة بيئياً"
تحرص الفنّانة عفراء السويدي في إسهاماتها الفنيّة على توظيف الألوان الجذابة، وإنتاج أعمال تتميّز بالغرابة، بهدف نقل مشاعر وأفكار تمسّ العقل الباطني للمشاهد. وكفنّانة تؤمن بأنّ الفنّ هو وسيلة للتواصل والتعبير، تكشف أعمالها عمّا في مخيّلتها وتندمج مع محيطها. والحرص على استكشاف المواد واختبارها بطرق متنوّعة، من خلال تجربتها ودمجها مع مواد أخرى، يحثّها على السعي لفهم تكوينها وخصائصها، ممّا يمكّنها من ربطها بفكرة أو إحساس واقعي.
كفنّانة صاعدة، تسعى عفراء السويدي إلى تشجيع الأجيال الجديدة على اكتشاف الإمكانيات الإبداعية الكامنة في المواد المستهلكة، وتحويل النفايات إلى أعمال فنيّة تحمل رسائل بيئية هادفة. وتؤكّد" :فالفنون ليست مجرّد وسيلة للتعبير، بل آداة قويّة لإحداث التغيير المجتمعي ونشر الوعي بثقافة الاستدامة، ممّا يحفّز المجتمعات على تبنّي ممارسات أكثر وعياً ومسؤولية تجاه البيئة. وأستلهم رؤيتي في توجيه الأجيال القادمة نحو التفكير الإبداعي والمستدام من توجّهات دولتنا الحبيبة، ليصبح الفنّ جزءًا من الحلول البيئية، وليس مجرّد انعكاس للجمال والإبداع." وهي تعتبر أنّ إعادة تدوير المخلّفات والمواد المستهلكة مثل الورق، الخشب، المعادن، والبلاستيك نهجًا مبتكرًا لتحويلها إلى أعمال فنيّة مستدامة، تسهم في تقليل النفايات وتعزيز الوعي البيئي في أنحاء العالم وسط المشهد الفني الحديث. وتتابع: "كما يمكن الاستفادة من تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام مواد معاد تدويرها لإنتاج منحوتات وتصميمات فنية، ممّا يقلّل من استهلاك الموارد الطبيعية ويُسهم في نشر الوعي للحفاظ عليها." وتضيف: "إذا أخذنا في عين الاعتبار كيف تطوّر المجتمع الفنيّ في الإمارات، وكيف بدء من روادنا الذين لم تتوفّر لهم حتّى أبسط الأشياء مثل الألوان الزيتية التي كانوا ينتظرون زملائهم ممّن يدرس في الخارج لإحضارها. بالإضافة إلى المواد التي ساعدتهم في بدء رحلة فنية طويلة وعريقة مهّدت للأجيال من بعدهم فرصة هائلة للتعلم ولبدء مسيرة الفنون الحديثة في دولتنا إلى يومنا الحاضر. فقد ساهمت هذه الجهود في ترسيخ مكانة الإمارات كحاضنة للفنّ المستدام في يومنا الحالي، من خلال دعم المبادرات البيئية والمعارض التي تركّز على الاستدامة من قبل حكومتنا الرشيدة". وتختتم عفراء السويدي: "كما أنّ تشجيع الفنانين والمصمّمين على تبنّي الممارسات المستدامة عبر برامج تعليميّة وورش عمل متخصصة، يعزّز من انتشار الأساليب الفنية المسؤولة بيئياً، وهذا ما ساعد في ترسيخ مفهوم الاستدامة في المشهد الفني المحلي والعالمي."
إقرئي أيضاً: الاستدامة في تطوّر مستمرّ مع بتول عمر الرشدان