باسمة عبد الرحمن, رائدة أعمال متخصّصة في مجال التكنولوجيا الخضراء, في جعبتها ما يزيد عن 15 عاماً من الخبرة في التنمية المستدامة. هي المؤسّسة والرئيسة التنفيذيّة لشركة KESK الرائدة التي تدمج حلول الطاقة المتجدّدة مع تقنيات البرمجيات في العراق وهي حائزة على جائزة مبادرة Cartier المرموقة للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجائزة Expo Live Global Innovators. و على الرغم من عدم تشجيع التقاليد في مجتمعها دخول النساء مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلا أنّها تعمّقت في هذا المجال مدفوعةً بشغفها بالتنمية المستدامة، التي لم تكن تُعتبر من الأولويات سابقاً. وفي ما يلي تخبرنا كيف نجحت في جعل هذه المسألة أولوية في بلدها!
"نعم، لقد اتّخذت بالفعل خطوة جريئة عندما أسّستُ شركة KESK عام 2014. وباعتبارها أوّل مبادرة عراقيّة تقدّم حلول البناء الخضراء، فهي دليل على التزامي بإعادة بناء وطني بشكل مستدام. كان الناس يقولون لي إنّنا في حالة حرب وأنّ أحداً لا يهتمّ بالتنمية المستدامة. ربما كنت سابقة لعصري، لكنّ شغفي كان أقوى بكثير من آراء الأشخاص من حولي. وبالرغم من الظروف الصعبة، كان لا يمكن إغفال أهميّة مهمّتنا. فإنّ KESK هي أكثر من مجرّد شركة؛ إذ تُعتبر حركة نحو عراق أكثر مرونة ووعياً بالبيئة. وتتمثّل رؤيتنا في جعل الطريق الأخضر هو الطريق الأسهل.
إقرئي أيضاً: Yes I did مع Nayla Alkhaja
بدأت مسيرتي منذ طفولتي التي قضيتها في العراق، حيث كان هناك نقص في إمدادات الطاقة وتحديّات تفرضها مصادر الطاقة التقليدية على بيئتنا. وبالرغم من التقاليد المجتمعيّة التي لا تشجّع النساء على دخول مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلّا أنّ إصراري على أن أكون جزءاً من الحلّ لم يتضاءل أبداً. وبفضل منحة Fulbright التي حصلت عليها, استطعت ارتياد جامعة Auburn، حيث أرست معرفتي بمفاهيم البناء الأخضر في الولايات المتّحدة، أساس شركة KESK. وعند عودتي إلى العراق، بعد عملي لفترة كمهندسة إنشائية للأمم المتّحدة، شرعت في مسار ريادة الأعمال الذي أدّى إلى تأسيس KESK. أنا أؤمن بأنّ الجميع يمكنهم المساهمة في مستقبل أكثر خضرة، بغض النظر عن نقطة البداية. وقد شاركنا في نقاشات عالمية للتأكّد من أنّ الممارسات الحالية لا تؤدّي إلى تعريض رفاه الأجيال القادمة للخطر. وكوني امرأة تقود التغيير، كان طريقي مليئاً بالتحديّات التي تواجهها النساء بشكل عام وتلك التي تنطوي على المبادرات التحوّليّة الجديدة. ويُعدّ التحيّز الجندري ومقاومة التغيير من العوائق التي تتطلّب مرونة وجهداً مستمرّاً. لكنّ الأمر يتعلّق أيضاً بالتمكين المتمثّل في خلق فرص العمل، وبخاصة للنساء، وتوجيه الجيل القادم من المهنيّات. ومنذ نشأتي متأثرةً بالتحديات البيئية التي يواجهها مجتمعي حتى الآن، لا شكّ في أنّها كانت رحلة تحوّليّة. ومع كلّ تكريم، بدءاً بالجوائز العالمية ووصولاً إلى شهادات التقدير، تزداد مهمّتنا قوّة.
وبالنظر إلى المستقبل، نتطلّع لتكون شركة KESK في طليعة التحوّل إلى الطاقة الخضراء في جميع أنحاء العراق والشرق الأوسط. هدفنا هو ابتكار حلول وتقنيات الطاقة المتجددة والدعوة إليها وقيادتها نحو مستقبل أكثر خضرة. نحن نبني نظاماً بيئياً كاملاً للطاقة المتجدّدة، بما في ذلك حلول المعدّات والبرمجيات للطاقة الشمسية بالإضافة إلى مرفق لتحقيق دخل من تعويض الكربون".
إقرئي أيضاً: الدكتورة المهندسة سعاد الشامسي: " إذا أنا استطعت فأيّ امراة تستطيع "