التوازن المثاليّ بين الصحة والرفاهيّة

Image Credits: Andressa Voltolini - Unsplash

الإعداد: Stephanie Semaan

يُعتبَر الالتزام بأسلوب حياة صحيّ في الوقت الحاضر اتّجاهاً، لكن هل هو ضرورة أم رفاهيّة؟

"الصحّة هي ثروة"، مقولة نسمعها بإطار غير واضح ونحن ننمو. تتمحور العوامل الصحيّة الرئيسة حول عادات الأكل والغذاء وممارسة الرياضة الروتينيّة والوضع النفسيّ والعاطفيّ للأفراد. فيعتبر الكثيرون أنّ الصحّة هي إشارة لعدم وجود أيّ نوع من الأمراض المزمنة وغير المزمنة، أمّا البعض الآخر فيعتبر أنّ الرشاقة البدنيّة والاستقرار النفسي يمثّلان الصحّة في أفضل حالاتها.

ونضع قيمة أكثر من المعتاد على تحسين مستوى اللياقة البدنيّة لدينا والنظام الغذائي والنهج الكلّي نحو الصحّة. في حين أنّ هذه المفاهيم قد تكون جزءاً من حالة الشخص الذي يتّبع أسلوبَ حياة صحيّ إنّما ليس حصراً لاستهلاك الغذاء الصحيّ وممارسة التمارين بانتظام وامتلاك قدرات أو مهارات تساعدنا على الحفاظ على حياة عاطفيّة متّزنة. ويمكن لقياس الصحّة بهذه الأبعاد فحسب أن يقوّض الأثر الحقيقي للرفاه الاجتماعيّ للفرد. فالأشخاص الأصحّاء اجتماعيّاً هم الذين ينعمون بطريقة عيش ملائمة، ممّا يعني أنّهم يتحلّون بالقدرة على توفير المسكن والغذاء والتعليم والمشاركة في الأنشطة الاجتماعيّة والثقافيّة وإدارة أمور حياتهم اليوميّة والعمل مع الموازنة بين الفرص والتحديات.

ومن هذا المنظور، بالاضافة الى معرفتنا بأنّ الترف هو أسلوب يتمتّع الناس من خلاله بأفضل قيم الجمال والتعليم والحضارة، هل يسعنا القول إن الصحّة بكلّ الوسائل هي ترف؟ أم أنّ الرفاهيّة بحدّ ذاتها هي القدرة على عيش حياة صحيّة غير متوفّرة بسهولة لجميع أفراد المجتمع؟

تقليديّاً، يعتبر بعض الناس أنّ امتلاك سيّارات وبيوت فخمة وأثاث باهظة الثمن هو أسلوب حياة فاخر. وبالنسبة للكثيرين، يُعتبَر السفر والإقامة في الفنادق الراقية، بالإضافة إلى التجوّل في أماكن مختلفة لاكتشاف الأحجار الكريمة مثلاً وزيارة المتاحف والآثار والتقاء أشخاص جدد وتعلّم ثقافتهم وتقاليدهم هو بمثابة ترف ووقت من الرفاه. أمّا بالنسبة إلى البعض الآخر، فالرفاهيّة تعني الاستمتاع بكوب من القهوة أثناء مشاهدة غروب الشمس أو قراءة كتاب أو جمع تماثيل منحوتة أو لوحات فنيّة، أو ربّما مجرّد الاستماع إلى أغنية أثناء الاسترخاء على الشاطئ. ومع ذلك، فإنّ قسم كبير من العالم يرى الرفاهيّة على أنّها فرصة الالتحاق بالمدرسة أو الكليّة لمتابعة مهنة في مرحلة لاحقة، أو حتّى توَفُّر أدنى خدمات الرعاية الصحيّة والضمان الاجتماعيّ.

وقد ساهمت الكثير من التحديات والقيود التي نواجهها اليوم، لا سيّما العوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة، في إعادة تركيز نظرتنا إلى المعنى الحقيقيّ للترف والصحة. ففي ظلّ النطاق الواسع للدخل والأجور بين الأفراد وارتفاع تكاليف الصحّة، ونظراً لاختلاف توقّعات الأفراد للرفاهيّة التي بات يحدّدها المجتمع نفسه ومختلف منصّات التواصل الاجتماعيّة، نجد أن البعض قد اختار التضحية بالدخل والاستقرار الاجتماعيّ لاتّباع الرغبات التقليديّة والشعور بالرفاهيّة؛ على الرغم من أنّه قد لا يبدو خياراً ممكناً. ومع ذلك، قد يحوّل آخرون أولويّاتهم إلى الترف من حيث الجمال والفنّ والجودة والمعرفة.

هكذا، إنّ التوازن بين الصحّة والرفاهيّة ينبغي أن يقودكِ إلى حياة قيّمة ومتعدّدة الأوجه.

اقرئي أيضاً: كيف ترجمت Shaikha Abudallah Al Naboodah علاقة الرفاهيّة بفنّ الإكتشاف؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث