كيف ترجمت Shaikha Abudallah Al Naboodah علاقة الرفاهيّة بفنّ الإكتشاف؟

التصوير: Anastasiia Sydorchenko
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
التنسيق: Sarah Rasheed
المساعدة في التنسيق: Mariam Zahw

هل فكرت يوماً ما معنى الرفاهيّة بالنسبة إليك؟ هل سبق لك أن حدّدت ما احتياجاتك المتعلّقة بالرفاهيّة؟ هل هي ماديّة أم أكثر ارتباطاً بالخبرات والسلوكيّات؟ هل تعتقدين أنّ العلامات التجاريّة تتفهّم احتياجاتك من حيث الرفاهيّة؟ الأمر المؤكّد أنّ الرفاهيّة لم تعُد اليوم ما كانت عليه بالأمس. لا بل تطوّر هذا المفهوم على مرّ السنين من اقتصاره على امتلاك السلع الماديّة الفاخرة ليشمل تحقيق التفرّد والحصريّة والتجارب التي لا تُنسى. وتتمّ الآن إعادة تعريف الرفاهيّة. ففي الواقع، ترى الكثير من النساء أنّها تتجسّد بالبساطة وبالتجربة الشخصيّة ممّا يدفعنا إلى أن نسأل أنفسنا: هل أصبحت الرفاهيّة أكثر ارتباطاً بالبساطة؟ سواء كان هذا المفهوم متعلقاً بالجماليّات أو البضائع الماديّة أو البساطة أو بإظهار ما نملكه أو نعيشه على وجه الحصر، في الواقع تقوم النساء بتغييرات في مجال الرفاهيّة منذ عصور، لا سيّما وأنهنّ لسنَ مستهلكات فحسب لا بل محرّكات أيضاً! وفي هذا التحقيق، اخترنا إلقاء الضوء على Shaikha Abdullah Al Naboodah من‭ ‬مجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والتسويق. لذا انضمّي إلينا في ما يلي لفهم ما تبحث عنه من حيث الرفاهية وكيف تساهم اليوم في إعادة تشكيل عالم الأعمال الفاخرة!

مشت على خطى والدها في عالم الأعمال وباتت مثالاً تحتذي به الشابّات الإمارتيّات العاملات. وبفضل خبرتها الواسعة في المجال التنفيذيّ ومهاراتها العالية في المفاوضات والتخطيط الاستراتيجي وحسن الإدارة، تتوّلى اليوم Shaikha Abdullah Al Naboodah منصب المديرة العامّة للتسويق في شركة عائلتها Al Naboodah Group. وبعد أن عملت مع أشخاص من خلفيّات متنوّعة، باتت تدرك أنّه لا يمكن معاملة جميع الزبائن أو التفكير فيهم بالطريقة نفسها. لذلك تميل إلى التركيز على مدى تفاعل كلّ زبون ونسبة سعادته على حدى. وعندما تريد تجربة تسوّق شخصيّة، فإنّها تبحث عن المتاجر القادرة على تزويدها بالقدر نفسه من التعاطف والاهتمام بالتفاصيل الذي تقدمّه شركتها العائليّة. اكتشفي في المقابلة التالية المزيد عن وجهات نظرها حول عالم الرفاهيّة.

تقود النساء 70 إلى 80٪ من مجمل مشتريات المستهلكين

تميلين إلى التركيز على مدى تفاعل الزبائن ونسبة سعادتهم. وعادةً ما تكون المرأة أفضل من يدرك ما تريده النساء، كيف يمكنك فهم احتياجات المرأة بشكل أفضل؟

تُعدّ النساء أقوى المستهلكات في العالم، ويتزايد تأثيرهنّ على الاقتصاد في كلّ عام حيث تبتاع المرأة بين 70 إلى ٪80 من إجمالي المشتريات وتقودها بفضل تحلّيها بمزيج من القوة الشرائيّة والتأثير في آنٍ معاً. ونظراً إلى أنّه ما من مقاس يُناسب الجميع في ما يتعلّق بالتسويق للنساء، لذا من الأساسي أن تُفهم احتياجاتهنّ بشكل أفضل. وكذلك يجب تخفيف الأفكار النمطيّة الجندريّة، لأن مقاومة النساء لصورتهنّ النمطيّة سيتزايد وسيرفضن تقسيمهنّ بحسب العمر أو الدخل فحسب، أو حتى وضعهنّ جميعهنّ تحت خانة واحدة بعنوان "جميع النساء".

تقود المرأة اليوم اقتصاد العالم. بحيث تنفق المال على الرفاهيّة بمعدّل 3 مرات أكثر من الرجال. أيّ نوع من تجارب التسوق تلمسك، وتلبّي احتياجاتك؟

كي تسترعي أيّ علامة تجارية انتباهي، يجب أن تقدّم تجربة تسوّق شخصيّة جداً. أمّا بالنسبة إلى تجار التجزئة، فيبقى تفاعل الزبائن صعب جداً، حيث يبدو أنّ المتسوقين سبّاقين ومتفوّقين دائماً في ما يتعلّق بتبنّي التكنولوجيا. وأبحث أيضاً عن تجار التجزئة الذين يطبقون أنظمة قادرة على تقديم توصيات بشأن المنتجات التي سبق أن اشتريتها. فضلاً عن العروض الحصريّة عبر الإنترنت التي تسمح لي بأن أشعر وكأنّني نلت دعم مندوب مبيعات من داخل منزلي. وأجد نفسي منجذبة إلى تجار التجزئة الذين يضعون تجربة الزبائن في طليعة نموذج أعمالهم. وكلّما كانت تجربة التسوق أبسط، كلّما وجدت نفسي أكثر انخراطاً.

عباءة سوداء من Baqa‎ عبر ‎Ounass.com‎

عند البحث عن سلع وتجارب فاخرة لنفسك، هل تتبّعين الإرشادات نفسها التي تستخدمينها لزبائن شركتك؟

أدرك اليوم بعدما عملت مع أشخاص متنوّعين أنّه لا يمكن معاملة جميع الزبائن بالطريقة نفسها. فأبحث دوماً عن تجار تجزئة يقدّمون التعاطف والاهتمام نفسه الذي تقدمّه شركة Al Naboodah Group لأنّ كل زبون يستحق خدمة مليئة بالاحترام والتفهم. وتشتهر العلامات التجاريّة الفاخرة بأنّها تجعل العملاء يشعرون بالخصوصيّة والراحة وكأنّهم في منازلهم، من خلال التفاصيل الصغيرة أمثال غرف القياس الخاصة وتقديم الشاي أو القهوة إليهم.

تكمن الرفاهيّة في الرحلة أكثر منها في المنتج

كيف تعرّفين الرفاهية في عالم اليوم؟ وما الذي تعتبرينه فاخراً؟

تم تعريف الرفاهيّة مسبقاً على أنّها التمثيل المادي للثروة، لكنّ الناس تسعى إليها اليوم بفضل ما تمثله من تعبير عقلي وروحي. وليس من غير المألوف رؤية أشخاص يرتدون علامات فاخرة، إنّما لا يشبهون النسخة التقليديّة من الرفاهية لأن هذا المفهوم ينطوي اليوم على التفرد والتميّز، ممّا يتيح للناس ابتكار نسخ خاصة بهم لما يعتبرونه فخماً. إذ تكمن الرفاهية في الرحلة أكثر منها في الوجهة.

كيف تعتقدين أنّ الشابات العربيّات يتعاملن مع عالم الرفاهيّة؟ هل يتشاركن مع أمّهاتهن المفهوم ذاته تجاه هذه المنتجات أم أنهنّ ينظرن إلى الرفاهية بطريقة مختلفة؟

الرفاهية اليوم ليست مجرّد منتج إنّما هي رحلة بحدّ ذاتها. وفي أيّامنا هذه، تفضل النساء الشابّات، الإنفاق على تجارب مخصّصة بدلاً من السلع الماديّة، لا سيّما جيل الألفيّة والجيل Z. فلم تعد الرفاهيّة تقتصر على القفازات البيضاء وأغطية المائدة البيضاء. ولم يعُد ثمة إجراءات شكليّة في الفنادق الفاخرة والمطاعم والمنتجات وغيرها. إنّما بالمقابل، تحتاج العلامات التجاريّة إلى فهم أعمق لمستهلكيها. بحيث تبحث الشابات العربيّات عن تجربة لا تُنسى وفريدة من نوعه، ولديهنّ عطش للمجهول لدرجة أنهنّ يقصدن الأسواق التي لم تقصدها صديقاتهنّ من قبل. بالمختصر، الرفاهية بحث وفرصة لاختبار طرق جديدة وإيجاد سبل جديدة لا يمكن التنبؤ بها.

لعبت المرأة دوراً كبيراً في ظهور صناعة المنتجات الفاخرة ونموّها على مدار عقودٍ. برأيك كيف تطور دور المرأة على مرّ تلك السنوات؟ وكيف تسهمين شخصياً في نمو هذه الصناعة؟

تطوّرت النساء اللواتي اشتهرن بكونهنّ مستهلكات في صناعة الرفاهيّة، ليصبحنَ مبدعات ومؤثرات وقادة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والتعاون بين العلامات التجاريّة. فعلى سبيل المثال، تتمتع المرأة بالحقوق الدستوريّة نفسها التي يتمتع بها الرجل في الإمارات. وتعيد الدولة تعريف تمكين المرأة في المنطقة، ليس عن طريق تحديد الأهداف لنفسها فحسب، بل أيضاً عن طريق تنفيذ تلك الأهداف والمطالبة بالتغيير للإماراتيّين والمغتربين في القطاعين الحكومي والخاص. ومنح تمكين المرأة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة منبراً لوضع أنفسهنّ في موقع الريادة بنجاح. وكذلك تم إنشاء المنظمات لتوفير الموارد والدعم للعاملات في الأعمال الحرّة والشركات الناشئة ومصمّمات الأزياء وصاحبات المطاعم وغيرهنّ. ويبرز استعداد النساء للتحرّر من نماذج الأعمال التقليديّة، لأننا ندرك ألّا وجود لمقاس واحد يناسب الجميع من حيث التسويق للمستهلكات، وخصوصاً في بلد متنوّع مثل الإمارات العربيّة المتحدة. ولهذا السبب نشهد زيادة في عدد النساء اللواتي يقدن سوق الرفاهيّة.

من المعروف أنّ زبائن الرفاهيّة اليوم تجريبيّون ومتميّزون. كيف ترين التخصيص من حيث الرفاهيّة؟

بطريقة ما، لطالما كانت الرفاهيّة تجسيدًا للتخصيص، ومع وجود جمهور جديد، يجب ألا تنسى العلامات التجاريّة زبائنها التقليديين. وبدلاً من ذلك، عليها فهم عادات هذه التركيبة الجديدة المتنامية وقيمها إلى جانب المشترين التقليديّين إذا ما كانت تريد أيّ فرصة لبناء قاعدة من المستهلكين المخلصين. وتُظهر بعض الخدمات مثل Uber وAirbnb كيف أنّ الرفاهية ليست مجرد وسيلة للتعبيرعن الذات، وإنّما أداة لحل مشكلاتنا. ومن ناحية أخرى، توفر مختلف العلامات التجاريّة الفاخرة لمستهلكيها القدرة على تخصيص منتجاتها ممّا يتيح للمستهلكين الشعور بالتمكين وإجراء حوار ثنائيّ مع العلامة التجاريّة.

اتّبعت خطوات والدك وأصبحت اليوم قدوة للمرأة العاملة الإماراتيّة. بمَ تنصحين جميع النساء اللواتي يرغبن في تحقيق قصّة نجاحهنّ الخاصّة؟

لن تكون هناك لحظة مثاليّة للتحدّث أو مشاركة فكرة ما أو اغتنام الفرصة، إنّما الأمر في يديك لفعل كلّ ذلك، فلا تدعي أيّ أفكار تردعك أو تشعرك أنّك غير مستعدّة. لا بل انظري ما إذا كان لديك المتطلبات الرئيسة لذلك وإلّا ستفوتك الفرصة. إذاً لا تدعي انتظار التوقيت المثالي يعيق تحقيق أهدافكِ.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث