جولة مع Carolina A. Herrera في مدريد

الإعداد: Arzé Nakhlé
التصوير: Gianfranco Tripodo

هي ابنة Carolina Herrera التي لا تحمل اسمها فحسب، بل إرثها العريق أيضاً، وهذا أمر تفتخر به كثيراً! Carolina A. Herrera هي في الواقع القوّة الدافعة وراء مجموعة العطور والمكياج في الدار. وفيما تعمل في قسم الجمال في الدار، تظنّ أنّ مستقبل العلامة التجاريّة ينمو وما زال هناك الكثير من التطوّر لتحقيقه. كما أنّها تفتخر لمساهمتها في رفع المكانة التي تشغلها الدار في الأصل في التاريخ. وتعمل المديرة الإبداعيّة لقسم الجمال في الدار بشكل مستمرّ لتوسيع مجموعتها والتركيز على الاستدامة وإصدار العطور المختلفة، فثمّة مفاجآت دائمة تتحضّر! تعيش Carolina A. في مدينة مدريد الملهمة التي تحبّها، وهي تعمل عادةً من المنزل ممّا يشكّل أمراً ملهماً بحدّ ذاته بالنّسبة إليها. وفيما كانت تتنقّل للعيش ما بين مدريد ونيويورك طوال الأعوام العشرين الماضية، إلّا أنّها تعتبر إسبانيا موطنها. انضمّي إلينا إذاً لنكتشف معاً الأسرار وراء حبّها لمدريد والذكريات التي صنعتها طوال السنوات التي أمضتها فيها بالإضافة إلى الأماكن التي تنصحنا بزيارتها!

اقرئي أيضاً: جولة في تاراسكون مع Ines De la Fressange

"سماء زرقاء جميلة وطقس رائع وطعام لذيذ وشعب لطيف وأجواء مرحة وممتعة"، هكذا تصف Carolina A. Herrera مدينتها مدريد. إنّه مكان إقامتها وأولادها وأصدقائها ومكان عملها أيضاً. فتخبرنا: "مدريد مدينة رائعة للعيش، وقد انتقلت للعيش هنا منذ 20 عاماً، ومن الممتع رؤيتها تتطوّر أكثر فأكثر. إنّها تقع في وسط القارّة الأوروبيّة ويبعد المطار عنها بضع دقائق، لذا من السهل أن نذهب أينما أردنا." ولا تحبّ المديرة الإبداعيّة لقسم الجمال الطقس والمشهد الفنيّ في مدريد فحسب، بل الأجواء كلّها في المدينة تجذبها إليها. فتشرح لنا قائلة: "إنّه مزيج كلّ تلك الأمور معاً. إنّها وجهة فرحة، فيها الكثير لتقدّمه كالمعارض الرائعة ودور السينما والحدائق... مدريد مدينة مزدهرة فعلاً!"

وفي الواقع، هي تعتبر مدريد بوّابة رائعة ومكاناً يقصده الناس ويلتقون فيه ويستكشفونه. وتؤكّد: "إنّها عاصمة ثقافيّة عالميّة فيها الكثير من الفرص والأحداث. حتّى خلال انتشار وباء كورونا، لم تغلق المدينة أبداً، فبقيت الأوبرا مثلاً مفتوحة. وكانت هذه المدينة نقطة مرجعيّة للعالم كلّه لأنّها بقيت مفتوحة مع تطبيق الكثير من القيود، لكنّ الحياة بقيت مستمرّة وبحيويّة."

الاستكشاف طوال السنوات العشرين الماضية
عندما انتقلت إلى مدريد للمرّة الأولى، كانت Carolina A. تعمل على فيلم وثائقيّ. وتتذكّر: "كانت حياتي مختلفة. لم يكن لديّ أطفال ولا زوج ولا سيّارة. وأردت استكشاف وسط المدينة القديم حيث كنت أعيش، لذلك لديّ ذكريات رائعة هناك". وقد عملت Carolina A. في مناطق مختلفة طوال تلك السنوات العشرين. إنّها بالفعل مستكشفة تعرف زوايا المدينة جيّداً. فتخبرنا: "واصلت التنقّل واستكشاف مناطق مختلفة على مرّ السنين، وهي مناطق كانت مريحة أكثر بالنسبة إليّ عندما كنت أعيش فيها آنذاك. بدأت في الوسط، وعشت لاحقاً في منطقة ذات شعبيّة كبيرة ثمّ في مراكز مختلفة. وعندما أنجبت أطفالي، انتقلت إلى مكان قريب من الحديقة، ثمّ عندما كبروا، انتقلت إلى منطقة أخرى. والآن أعيش في منطقة مختلفة نحو الشمال."

الاستفادة من كلّ المناطق المحيطة
عندما لا تكون .Carolina A مسافرة في نطاق العمل، تعمل من منزلها. وتخبرنا: "أستمدّ الوحي من الأمور الكثيرة التي أراها، والكتب التي أقرؤها، والأفلام التي أشاهدها، والأشخاص الذين ألتقي بهم أو الرحلات التي أقوم بها. وتضيف قائلة: "أعيش في مدينة ملهمة جداً وأحبّها، وهذا بحدّ ذاته مصدر إلهام". في الواقع، تستفيد Carolina A. من كلّ مكان في المدينة عندما تشعر أنّها بحاجة إلى ذلك. وبينما تحبّ البستنة مثلاً والمساحات الخضراء، تذهب إلى الحدائق النباتيّة ولا سيّما خلال تغيّر المواسم. فتشرح لنا: "أحبّ رؤية الأزهار والفصول المختلفة والأزهار التي تزهر في الصيف وفي الربيع ثمّ تذبل في الخريف وتموت مع الثلج."

إليك دليل مدريد المثالي!
تشاركنا Carolina A. في ما يلي المواقع المفضّلة لديها في مدريد في دليل شخصيّ وخاص، وتبدأ من متنزّه Parque del Buen Retiro الذي كانت تعيش بجواره، وقد أخبرتنا: "إنه متنزّه في وسط المدينة حيث يمكنك ممارسة الرياضة وتمشية كلبك ولعب التنس والذهاب إلى المعرض والمتحف. إنّه مكان مليء بالمساحات الخضراء والأكسجين، تماماً في وسط المدينة، وهذا ما أحبّه!"
أمّا بالنسبة إلى المطاعم التي تفضّلها، فتذكر مطعم El Velázquez 17 الإسباني-الفنزويلي. وبينما ننظر إلى الصورة الجميلة التي شاركتنا إيّاها من داخله، تخبرنا قائلة: "هذا واحد من المطاعم المفضّلة لديّ، يملكه أحد أصدقائي ونحن نقصده كثيراً. يشكّل نقطة مرجعيّة في مدريد، فهو جميل ومزدحم وممتع وموقعه مركزيّ نوعاً ما، وفيه أشخاص مثيرون للاهتمام كما أنّ طعامه رائع." فضلاً عن لوحة Jasmine لصديقها الفنّان Grillo Demo، فتخبرنا: "الياسمين زهرة مهمّة جدّاً في الدار. لذلك عملنا على مجموعة صغيرة من المجوهرات اسمها Falling Jasmine وهي فريدة من نوعها وثمرة التعاون مع صديقي الفنّان الأرجنتيني الشهير Demo استناداً إلى حركة زهرة الياسمين البيضاء ومن وحي جمالها ونعومتها وحسّها."

ومن ناحية المواقع الثقافيّة التي تفضّلها، بدأت Carolina A. باقتراح مكتبة Librería Bardón Para Bibliófilos القديمة وتقول لنا: "أنا أحبّ الكتب وهذه مكتبة جميلة فيها كتب قديمة ومحدّدة". ثمّ تذكر أرشيف الأفلام الإسبانيّة Cine Doré الذي تحبّه جدّاً. وتخبرنا المديرة الإبداعيّة لقسم الجمال في الدار: "اعتدت الذهاب إلى هناك دائماً لأننّي كنت أعيش مقابل دار السينما هذه التي تشبه من الداخل المسرح القديم حيث يطغى الأزرق الداكن والأحمر. وهم يقيمون مهرجانات رائعة، كما تُعرض جميع أنواع الأفلام فتُقسّم على دورات قبل أشهر، وهذا ما يجعلها مميّزة جدّاً كما لديهم أيضاً مجموعة رائعة من كتب الأفلام." وتواصل دليلها من خلال اقتراح Plaza Mayor حيث كانت تعيش أيضاً وحيث ولدت ابنتها الأولى. وتقول لنا: "إنّها ليست جميلة فحسب، إنّما فيها الكثير من الحيويّة وهي مكان رمزيّ جدّاً في مدريد."

عطلة نهاية أسبوع غنيّة وهادئة
بعد مشاركتنا أماكنها المفضّلة، طلبنا من Carolina A. أن تصف لنا كيف تقضي عطلة نهاية الأسبوع في مدريد. وتجيبنا قائلة: "لديّ حديقتي الجميلة في المنزل وأقضي فيها بعض الوقت مع أولادي ثم نتناول الغداء في أحد المطاعم مثل El Velázquez 17 الذي سبق وذكرته ثمّ أذهب إلى السينما. وإذا كان الطقس جميلاً، قد أذهب إلى أحد المعارض في الحديقة أو إلى سوق المأكولات البحريّة لأتناول لاحقاً ساندويش حبّار وأحتسي المشروب، وهو أمر نموذجي جدّاً في مدريد."

إليك سرّ لا تعرفينه عن مدريد!
في الختام، سألناها إذا كانت تستطيع مشاركتنا سرّاً نجهله عن مدريد أو لا يمكن إيجاده عبر الإنترنت، فتجيبنا بما يلي: "أظنّ أنّ السرّ الأكبر بالنسبة إليّ هو أنّه يجب أن تسيري في أنحاء مدريد، عليك الذهاب إلى الأحياء والمشي والاستكشاف. خصّصي مثلاً حوالى أربع ساعات فقط للتجوّل في المدينة والذهاب إلى أحد المطاعم ودخول المتاجر وطرح الأسئلة من حولك ولا تلتزمي فقط بما يقوله المرشدون أو ما أقوله أنا، فثمّة دائماً الجديد لاكتشافه!" 

واختتمت بالقول: "ما زلت أكتشف أموراً جديدة عندما أتجوّل في الحيّ حتّى بعد 20 عاماً. وهذا ما يجعل مدريد مدينة جميلة. وهذا ما أحبّه فيها."

ما رأيك إذاً أن تعملي بنصيحة Carolina A. Herrera في المرّة القادمة التي تزورين فيها مدريد فتتّبعي دليلها لجولة لا تُنتَسى؟

اقرئي أيضاً: رحلة إلى Hamptons مع Michael Fausto

العلامات: Carolina Herrera

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث