لطالما اشتهرت البندقيّة في جميع أنحاء العالم لكثرة قنواتها وجمال جسورها وهندستها المعماريّة المهيبة والفريدة. حيث تُعرف هذه المدينة الإيطاليّة الساحرة بتضاريس أزقّتها التي تقود إلى ساحات رائعة بالإضافة إلى ألوانها الخلّابة في كلّ مكان والإيقاع الذي تسير به. في عددنا هذا، سنصطحبك في جولة خاصّة إلى مدينة القنوات المائيّة برفقة مصمّمة الأزياء الإيطاليّة الشهيرة Alberta Ferretti التي لعبت طوال حياتها المهنيّة المتميّزة دوراً مهمّاً في تعزيز الثقافة والحِرف الإيطاليّة، حتّى أنّها أقامت عرض أزياء تكريماً لمدينة البندقيّة. وفيما تصاميمها موجودة عبر THAT Concept Store، ها هي تشاركنا في ما يلي دليلها الخاصّ والحصريّ لزيارة هذه المدينة التي تعتبرها كمسقط رأسها!
"البندقية مدينة رائعة بالنسبة إليّ. إنّ الدهشة لدى رؤية موقع فيه شوارع من الماء، معلّق بين السماء والبحر مع مبانٍ عائمة على القنوات والمياه في كلّ مكان، قد تركت لديّ انطباعاً لا يُمحى منذ أن زرته للمرّة الأولى مع عائلتي عندما كنت طفلة." بهذه الكلمات تصف Alberta Ferretti البندقية. ثمّ تضيف بالقول: "كون هذه المدينة نقطة اتّصال بين الغرب والشرق يجعلها فريدة من الناحية الثقافيّة وقد عزّز ذلك تطوّر الحرفيّة الفريدة التي لا تتكرّر".
تستعيد مصمّمة الأزياء الإيطاليّة الرائدة ذكرياتها وتخبرنا: "ترتبط ذكرياتي الأولى عن البندقيّة بطفولتي وبالأيّام التي قضيتها في المدينة مع عائلتي، وبذهولي أثناء صغري لدى رؤية الشوارع والمباني التي بدت وكأنّها تطفو على الماء. ومع تقدّمي في السنّ وبفضل عملي أيضاً، أتيحت لي الفرصة لأعيش تلك التجربة مرّات كثيرة ومن وجهات نظر مختلفة: كسائحة وكصديقة لشخص يعيش هناك وكمضيفة في الاحتفالات. وبمناسبة الذكرى الـ1600 لمدينة البندقيّة، تلقّيت دعوة من عمدة المدينة للاحتفال بهذه المناسبة مع عرض أزياء في Ca 'Rezzonico. وكان ذلك بمثابة حلم يتحقّق وسأحمله دائماً كأحد أجمل ذكرياتي في هذه المدينة!"
تشاركنا Ferretti في ما يلي دليلها الخاصّ لمواقعها المفضّلة في البندقيّة:
المواقع الثقافيّة المفضّلة لديها:
كلّما زرتُ البندقية، أحبّ أن أقصد متحف Peggy Guggenheim Collection فهو كجوهرة صغيرة لا تخيّب أملي أبداً.
وفي الآونة الأخيرة، بمناسبة عرض الأزياء الذي أقمته تكريماً للبندقية، أعدت اكتشاف متحف Ca' Rezzonico المخصّص للبندقية في القرن الثامن عشر، وهو مكان جميل يحتوي على الكثير من الكنوز.
المواقع التاريخيّة والسياحيّة المفضّلة لديها:
البندقية كناية عن متحف فعليّ في الهواء الطلق حيث الجمال موجود في كلّ مكان. أحبّ أن أبدأ وأمتّع عينيّ بالمناظر الخلّابة من الصباح. فأتناول الإفطار في مكان مطلّ على القناة الكبرى. سواء كنت في فندق أو في أحد المقاهي والنوادي المتعدّدة على الضفاف، فإنّ الأمر يستحقّ دائماً العناء لبدء يومك بهذه الطريقة.
ولا أستغني عن جولة إلى جسر Rialto المهيب والنابض بالحياة بالإضافة إلى جسر Ponte dell'Accademia الرائع جداً ببساطته.
وقد أبدو مبتذلة ربما لكنّني أنذهل دائماً أمام قصر Doge الذي لا يمكن تفويته بسبب عظمته وبخاصّة عند الفجر، عندما يعمّ الهدوء بشكل غريب ويقف الوقت لبرهة.
اثنتان من تجارب التسوّق المفضّلة لديها:
أنا من عشّاق المجوهرات وأجد دائماً بعض القطع الرائعة في البندقية. أذهب عادةً إلى Codognato إذا أردتُ قطعاً فريدة، أو إلى Nardi، وهو متجر مجوهرات نموذجيّ في البندقية.
وعندما يكون لدي بعض وقت الفراغ، أحبّ أن أستقلّ القارب إلى Murano للبحث عن القطع الزجاجيّة العتيقة: أشعر فيه بالارتياح ودائماً ما أجد كنوزاً صغيرة فيه.
3 مطاعم وأطباق مفضّلة لديها:
اقتراحي الأوّل هو حتماً المكان المفضّل لدي أيّ Harry's Bar. أطلب عادةً من Carmela Cipriani طبقاً من فيليه Sanpietro alla carlina اللذيذ وأستمتع بالطعم المثاليّ. وقد اكتشفتُ مؤخّراً مكاناً مميّزاً وهو فعلاً جوهرة حقيقيّة. إنّه مطعم Venissa في جزيرة Mazzorbo، داخل مزرعة كروم محاطة بأسوار تعود إلى العصور الوسطى. وفي هذا الموقع الخياليّ الذي يغمره الهدوء التامّ، أحبّ تذوق المأكولات "الصديقة للبيئة" الممتازة، والمصنوعة من منتجات حديقة الخضار التي تشكّل جزءاً من الممتلكات والمنتجات التي تقدّمها البحيرة.
أمّا الاقتراح الأخير فليس مطعماً، لكن لا يمكن تفويته للاستمتاع بالمقبّلات. إنّها قهوة Caffè Florian في ساحة San Marco، حيث يمكنك احتساء مشروب لذيذ والتمتّع بمشاهدة الساحة الجميلة التي تعجّ بالسياح وسكّان هذه المدينة الرائعة.
تجربتان جمال أو سبا مفضّلتان لديها:
إنّ السحر الموجود في البندقية يريحني ويمنحني السلام، فأشعر وكأنّني أقصد السبا، لذا عندما أزور هذا المكان الساحر، أفضّل الاستفادة من التجربة بالكامل.
لكن عندما أشعر أنّني بحاجة إلى بعض الاستراحة، أعرف إلى أين أذهب: السبا في فندق Aman فهو مرحّب والعلاجات التي يقدّمها تستند إلى خصائص المياه الحراريّة وتجدّد الشباب فعلاً.
أفضل الأنشطة للقيام بها:
أنا ضيفة دائمة في مهرجان البندقية السينمائيّ، حيث تتمّ دعوتي غالباً لحضور حفل الافتتاح، كما أنّني لا أفوّت أبداً Art Biennale، وهذان حدثان مهمّان جداً للمدينة ولإيطاليا. وفي هاتين المناسبتين أنشغل عادةً بالالتزامات المؤسسيّة.
ومن ناحية أخرى، عندما أذهب فقط للاستمتاع بالمدينة، أحبّ أن أتمشّى على طول الأزقّة فأضيع وأجد نفسي في ساحة صغيرة أو أمام قصر لم أره من قبل مثلاً. كلّ شيء هنا كناية عن اسكتشاف وتعجّب.
3 أغراض مفضّلة لتحزمها القارئات في حقائبهنّ:
أوّلاً حذاء مريح، لأن البندقية مدينة يجب استكشافها من خلال المشي في شوارعها.
ثانياً فستان سهرة مميّز جداً، لواحدة من الفعاليات الكثيرة التي تتعلّق بالسينما أو الفنّ والتي تحييها أمسيات البندقية.
وأخيراً قبّعة، إمّا من القش في الصيف أو مقاومة للماء في المواسم الممطرة.
سرّ لا نعرفه أو لا نجده على الإنترنت عن البندقية:
ينسى السيّاح غالباً جزيرة Lido di Venezia، لكنّني أجدها رائعة وتستحق الزيارة بالتأكيد. أمّا نصيحتي؟ فهي تناول طعام الغداء في Malamocco لتذوّق الأطباق التقليديّة، ثمّ قومي بنزهة في جوار البحر وفكّري في عدد الممثّلين والممثّلات الذين فعلوا الشيء نفسه مثلك، لأكثر من سبعين عاماً خلال مهرجان الأفلام.
وفي الختام، تشجّعك Alberta على زيارة مسقط رأسها قائلة: "إنّ التواجد في البندقية أشبه بالعيش في فقاعة رائعة ومشعّة. وحالما تصلين إلى المدينة، تنتقلين فوراً إلى عالمٍ موازٍ غامضٍ وكأنّك تعيشين في قصة خياليّة، حيث الزمان والمكان ليسا كما نعرفهما."
والآن ما رأيك في التخطيط لرحلتك القادمة إلى البندقية عبر اتّباع دليل Alberta Ferretti الخاصّ؟
إقرئي أيضاً: جولة في Jdeidet-Ghazir مع Rabih Kayrouz
