جولة في Venice مع Edoardo Caovilla

بالإضافة إلى جمالها الأخّاذ ورونقها الخاصّ، لطالما شكّلت مدينة البندقيّة ومنطقة Riviera Del Brenta المحيطة بها، أرض صناعة الأحذية بامتياز. ومن بين أفراد عائلة Caovilla، كان جدّ Edoardo الذي حمل الاسم نفسه، الشخص الأوّل الذي يتبع حلمه وينشئ داراً لصناعة الأحذيّة Maison Caovilla في بلدة Fiesso D'artico التي تبعُد كيلومترات قليلة عن البندقية. وأبصرت تلك الدار النور في العام 1928، لتكون سبّاقة بحمل لواء الرفاهية والموضة. ثمّ بعد بضع سنوات، وتحديداً في العام 1934، افتتح Edoardo الجدّ مشغلاً خاصاً به. ومنذ ذلك الحين، تتوالى نجاحات هذه العائلة تحت قيادة ثلاثة أجيال متتالية. ففي العام 1950، اختار René Fernando، والد Edoardo، أن يحذو حذو والده، فتولّى إدارة الشركة وأطلق علامة René Caovilla التجاريّة، ليحوّل اتّجاه الدار إلى عالم الأزياء من خلال إبداعاته. أمّا Edoardo الإبن، فاتّبع بدوره خطى والده وجدّه في العام 2012، بتعيينه مديراً إبداعيّاً لهذه العلامة التجاريّة. ومن خلال العمل إلى جانب والده، يمثّل Edoardo اليوم الجيل الثالث من أسرة Caovilla الذي يدير الشركة ويبتكر تصاميم فاخرة مع لمسة رائعة وعصريّة. ونظراً إلى أنّه يؤمن إيماناً راسخاً بأنّ الارتباط بأرضه يعدّ عاملاً قويّاً، سيأخذنا في جولة لزيارة مدينة البندقيّة التي تمثّل مسقط رأسه العزيز! فانضمّي إلينا في هذه الجولة لتتعرّفي على أماكنه المفضلّة التي ينصحك بزيارتها وعلى معلومات شيّقة وحصريّة!

واحدة من أجمل مدن العالم

"تجسّد البندقية تحفة من ابتكار عبقريّة الإنسان المبدعة وعملاً فنيّاً لا مثيل له"، هكذا يصف Edoardo Caovilla مسقط رأسه، تلك المدينة التي ولد وترعرع فيها والتي تعتبر واحدة من أجمل مدن العالم بفضل خصائصها العمرانيّة الفريدة وتراثها الفنّي المعترف به عالميّاً. إذ إنّ البندقيّة وبحيرتها الشهيرة معترف بهما كموقع تراث عالمي لليونسكو. طبعاً هما كذلك! فمَن منّا لم تحلم بمغامرة آسرة في البحيرة حتى بعد اختبارها لهذه التجربة؟!

وعندما سألنا المصمّم الإيطالي عن السمات والمواصفات الرئيسة التي تميّز البندقية، أتت إجابته بمثابة شهادة واضحة على مدى شغفه وتعلّقه بمسقط رأسه. حيث وصفها بالقول: "إنّ البندقيّة مثال استثنائي على نوع محدّد من البناء والهندسة المعماريّة والتكنولوجيا والمناظر الطبيعية، وكلّها تشهد على لحظات مهمّة في تاريخ البشريّة وعلى شكل تقليدي من الاستيطان والاستقرار في الأراضي‎ مرتبط بشكل مباشر وملموس بأحداث وتقاليد وأعمال فنيّة وأدبيّة استثنائيّة ذات قيمة عالميّة". ثمّ يستكمل كلامه: "بالتالي تحتوي بحيرة البندقيّة على أحد أكبر مراكز الأعمال الفنيّة في العالم. لتستمرّ في كونها مصدر إلهام لي عند التصميم والابتكار".

حتى أنّه يؤكّد: "عشت هناك بعضاً من أفضل الذكريات التي صنعتها على الإطلاق". ثم يضيف: "لديّ الكثير من الذكريات الجميلة في البندقيّة، كلّ واحدة منها تتغنّى بالجوّ السحري لذاك المكان. إن كان من حيث الثقافة أو المناظر الطبيعيّة أو الطعام أو التقاليد أو الموسيقى، ولا سيّما الأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة ويمثّلون الكنز الحقيقي فيها".

ولكثرة اللحظات التي لا تُنسى التي اختبرها المدير الإبداعيّ لعلامة René Caovilla في مسقط رأسه، لم يستطع اختيار واحدة فحسب. فشاركنا حصريّاً بعض الصور العائليّة هناك حيث يظهر في الأولى والداه وزوجته وأطفاله وفي الثانية هو مع ابنه. إلّا أنّه يعبّر قائلاً: "أتمنّى حقاً للجميع أن يحالفهم الحظ لعيش واحدة على الأقل من هذه اللحظات السحريّة في هذه المدينة المذهلة".

إرث فنّي عريق

تعتبر البندقيّة متحفاً فعليّاً "في الهواء الطلق" مع مجموعة لا تضاهى من الهندسة المعماريّة والآثار والمعالم السياحيّة. ومن ركائز الإرث الفنّي العريق للمدينة، ثمة بعض المواقع الجديرة بالذكر حتماً.

ومن بين الأماكن المفضّلة لديه والتي يقترح عليك المدير الإبداعي زيارتها أثناء تواجدك في البندقيّة، المَعلمين الرئيسين Basilica di San Marco وSan Giorgio Maggiore، بالإضافة إلى المجموعات الفنيّة في المتاحف والمعارض أمثال Peggy Guggenheim Collection وLa Biennale di Venezia. وبالنسبة إليه، لا يمكن نسيان النظام البيئي الجميل للبحيرة. وعن هذا الموضوع، يوضح قوله: "بالإضافة إلى الأنواع الكثيرة المقيمة من الطيور، ترحّب البحيرة في كلّ عام بعدد من أنواع الطيور المهاجرة."

أمّا بالنسبة إلى تفضيلاته الطهويّة ، فيجد إنّه من الرائع التوقّف وتناول الطعام في أحد مقاهي البندقيّة العتيقة المعروفة باسم Bacari التي تُعدّ حتى يومنا هذا من بين الأماكن الأكثر شعبيّة في المدينة، وذلك بفضل ما تقدّمه من مأكولات أصيلة ومشروبات محلّية رائعة. وإذا ما أردت تجربة طعام فاخرة أكثر، يظلّ مطعم Harry's بالنسبة إليه أحد أشهر مطاعم المدينة، ومعلماً أساسيّاً فيها.

جوهرة حقيقيّة

لطالما مثّلت البندقيّة والمنطقة المحيطة بها منبع صناعة الأحذية. واليوم، ها قد تحوّلت هذه الخبرات إلى صناعات رياديّة كثيرة ما برحت تواصل تحديث المعرفة التي اطّلع بها حرفيّو القرون الوسطى وتطويرها، الأمرالذي ينعكس في تميّز منتجاتها التي غالباً ما تحمل اسم أهم العلامات التجاريّة العالميّة. وقد عرفت صناعة الأحذية الفاخرة ثلاثة أجيال من عائلة Caovilla التي مضت في ابتكار قطع رائعة في صلب تقاليد هذه الصناعة، جامعةً بين التصاميم الانتقائيّة والرومانسيّة والسحريّة والمشوّقة والحيويّة التي تعكس جمال البندقية وسحرها بحدّ ذاتها. إذاً بفضل الإبداع الذي يسري في صميمه واحترام جذور علامته التجاريّة والحفاظ على هويّتها بالتوازي مع تطويرها، ينجح Edoardo في توسيع آفاق الدار عالميّاً بشكل متزايد من أجل قيادة علامة Caovilla René نحو نجاحات جديدة من قلب مدينة البندقية.

وفي ختام جولتنا، سألنا المدير الإبداعي إذا بإمكانه أن يفصح لنا عن سرّ متعلّق بالبندقية غير معروف للعامّة. لذا انصتي جيّداً بينما يخبرنا عن هذا المكان الفريد الذي من المحتمل أنّك لم تزوريه قط: "البندقية جوهرة حقيقيّة، يكمن سحرها في أن تتوهي بين شوارعها الضيقة المسمّاة Calli للعثور على أماكن فريدة وغامضة. ومن الأماكن الآسرة للغاية فيها، التي لا تزال غير مزدحمة كثيراً، هي الواحة الخضراء المتمثّلة في الحدائق الملكيّة Royal Gardens في البندقية، على بُعد خطوات قليلة من ساحة Piazza San Marco. إنّه مكان فريد لا يزال يجهله السيّاح". لذا، في المرّة القادمة التي تتوجّهين فيها إلى البندقية، تأكّدي من زيارة هذا المكان الخاصّ واختبارالبندقيّة عبر حواس Caovilla.

اقرئي أيضاً: جولة في Somerset مع Alice Temperley

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث